"المخطط الفينيقي"… فيلم عن جشع الإنسان وتوقه للمال
شارك المخرج الأميركي ويس أندرسون بمهرجان كان في دورته الثامنة والسبعين التي انعقدت هذا العام بفيلمه الجديد “المخطط الفينيقي” ونافس على السعفة الذهبية وكعادة أندرسون كان الفيلم يحمل بصمته المميزة وأسلوبه الفريد في الإخراج.
يروي الفيلم قصة الملياردير الكبير زاسا كوردا (بينوشيو ديل تورو) الذي يعيش في دولة خيالية تدعى فينيقيا الحديثة حيث يقرر أن يعطي كل ثروته لابنته الوحيدة الراهبة ليزل (ميا ثريبلتون) وحرمان أبنائه الذكور التسعة منها، فيطلب منها أن ترافقه في جولته الجديدة إلى البلدان الأوروبية والولايات المتحدة بغية إقناع شركائه القدامى بمشروعه الجديد الذي أطلق عليه المجمع الفينيقي كي يحاول إنقاذ ثروته من الفقدان بسبب الضرائب الكبيرة التي فرضت عليه ونجاته من ست محاولات اغتيال.
الاهتمام بالملابس والألوان كان كبيرا لذا جاء الفيلم إضافة كبيرة للمخرج ويس أندرسون صاحب “فندق بودابست الكبير”
تتحطم طائرته كل مرة وينجو منها فيصل إلى فرنسا ويقابل صديقه صاحب الملهى الليلي بوب وبعدها يقابل هيلدا (سكارليت جوهانسون) التي تقوم بتنفيذ مشروع تشجير الصحراء، وفي النهاية يقابل مارتي رجل الأعمال الأميركي الكبير وكلهم يرفضون مشاركته وتمويله، ويواجه عمه الماكر نوبار الذي يريد جزءا من ثروته كي يقرر في النهاية افتتاح مطعم صغير ولم شمل العائلة والتخلي عن ماضيه الأسود.
ضمن خلطة سريالية قدم أندرسون فيلمه هذا معتمدا على الديكورات الجاهزة كعادته وكأنها علب كرتون متعمدا إظهارها بأسلوب بريختي، حيث كانت اللقطات العامة سيدة المشهد مع بعض اللقطات القريبة لإظهار انفعالات الشخصيات والكاميرا المتحركة في المواقف كما كان الاهتمام بالملابس والألوان كبيرا وهو أسلوب يتميز به أندرسون لذا جاء الفيلم إضافة كبيرة أخرى لصاحب “فندق بودابست الكبير”.