بنغازي.. في العاشر من أكتوبر 2025

ما شهدته بنغازي في العاشر من أكتوبر فتح أمام الليبيين أبواب الأمل والتفاؤل مؤكداً أن النصر تحقق وأن توحيد الدولة قادم وأن الفوضى في طرابلس لن تدوم طويلاً.
الاثنين 2025/10/13
بطل العبور إلى عالم التنمية والرفاه

ما شهدته بنغازي يوم العاشر من أكتوبر 2025 يستحق أن يكون بشارة خير لليبيين وتمهيداً لحدث أكبر، قد لا يطول انتظاره أكثر من أيام أو أسابيع. فذلك المهرجان الصاخب وتلك الاحتفالية الكبرى، وذلك اللقاء الكروي التاريخي بين فريقي إنتر ميلان الإيطالي وأتلتيكو مدريد الإسباني، انتقل ببنغازي إلى درجة متقدمة في مصاف مدن الحياة بعد أن كانت قبل سنوات مدينة للموت والخراب، وجعل العالم يلتفت إلى ليبيا بقلب مطمئن وعين منبهرة ومشاعر متفائلة، بالرغم من تلك الفوضى التي لا تزال تعمّ المنطقة الغربية الخاضعة لاحتلال الميليشيات والمرتزقة واستغلال اللصوص ومصاصي دماء الشعب.

ما شهدته بنغازي هو تأكيد على أن تلك المدينة عرفت طريقها نحو موقعها كواحدة من عواصم التنمية والازدهار والرفاه والانفتاح على العالم، لتكون مثلها مثل الدوحة ودبي وأبوظبي والرياض والمنامة. فالشعب الليبي لن يُحرم مستقبلاً من إيرادات ثروته النفطية التي طالما طرح بخصوصها ذلك السؤال الجارح: لماذا يتمتع الخليجي بعائدات النفط والغاز في بلاده، ويبقى الليبي محروماً منها رغم أن ليبيا لا تقل ثروة عن القطري أو الإماراتي أو السعودي؟

إن ما تشهده المناطق المحررة من تنمية وإعمار يثير إعجاب العالم واندهاشه من قدرة الليبي على الإنجاز حيث تحقق خلال أربع سنوات ما يفوق منجزات أربعة عقود كاملة

الجواب جاء من القيادة العامة للقوات المسلحة: أيها الشعب، حان الوقت الذي ستشعر فيه بأنك في وطن يحترم أبناءه، ويوفر لهم متطلبات الحياة الكريمة، ويمنح لهم فرص النجاح والتميز والانطلاق نحو الغد. حان الوقت الذي ستستفيد فيه من مقدرات بلدك وثروات أرضك ومن مكانة دولتك، والذي ستعيش فيه عزيز الجانب، رفيع المقام، قوي الموقف، ممسكاً بمفاتيح الحاضر والمستقبل. فثروة ليبيا لن تذهب لأمراء الحرب اللصوص ولا لعناصر الميليشيات التي تأكل الأخضر واليابس، ولا لشبكات الفساد المرتبطة بحكومات الذل والخنوع، ولا لهوامير الاعتمادات ممن يستقوون باسم مدينة أو قبيلة أو أسرة أو فرد، أو باسم جهة إقليمية ودولية.

في ظل القيادة العامة للقوات المسلحة لن يتحدث المحللون والصحفيون والمراقبون، ولن تشير التقارير الإعلامية ولا استنتاجات الباحثين إلى ليبيا كشعب فقير فوق أرض تكتظ بالثروات الباطنية. المستقبل يحمل في طياته وعداً صادقاً بأن يستفيد الليبيون ويستمتعوا بحقوقهم كاملة، وأن يحصل كل ليبي على نصيبه من ثروة بلاده ليعيش حياته التي يتمنى، ويضمن لأبنائه المستقبل اللائق بهم.

إن ما تشهده المناطق المحررة في شرق ووسط وجنوب ليبيا من تنمية وإعادة إعمار كافٍ ليثير ليس فقط إعجاب العالم، وإنما اندهاشه من قدرة الليبي على الإنجاز عندما يريد، وعندما يخطط، وعندما يقرر ويمضي في اتجاه التنفيذ: ما تحقق خلال أربع سنوات يتجاوز ما تحقق في أربعين عاماً. والدافع لكل تلك المنجزات الحقيقية هو ذلك الانفتاح على العالم، والرغبة القوية في مسابقة العصر، وفي العمل على تعويض الليبيين عن سنوات الحرمان والحاجة والعوز، بينما كانت ثرواتهم تذهب إلى جيوب القطط السمان التي لا تشبع أبداً، وإلى الفاسدين ممن توارثوا الفساد أبا عن جد، وركبوا صهوته ليصلوا عن طريقه إلى الحكم عساهم ينهبون الدولة بكل ما لها وما فيها وما عليها.

المستقبل يحمل في طياته وعداً صادقاً بأن يستفيد الليبيون ويستمتعوا بحقوقهم كاملة، وأن يحصل كل ليبي على نصيبه من ثروة بلاده ليعيش حياته التي يتمنى، ويضمن لأبنائه المستقبل اللائق بهم

وعندما نتحدث عن التنمية وإعادة الإعمار، فلا بد من الوقوف عند الشرط الأساس الذي تحقق أولاً ومهّد الطريق لخارطة البناء، وهو الأمن والاستقرار: ثمرتا تحرير البلاد من جماعات الإرهاب وميليشيات الفوضى في تلك المواجهة المفتوحة التي قادتها القوات المسلحة المدعومة من أبناء القبائل بتخطيط وقيادة المشير خليفة حفتر، الرجل الذي وضع روحه على كفه، وآمن بربه ناصراً ومعيناً، وبالشعب سنداً وظهيراً، وبالحق راية وسيفاً ومساراً، وبالتحرير هدفاً والوطن بدءاً ومنتهى وغاية كل نضال.

عندما فجّر المشير ثورة الكرامة في مايو 2014، كان ينطلق من تجربته ومن محطات مسيرته الثرية منذ ستينيات القرن الماضي كطالب منضبط في الأكاديمية العسكرية، وكضابط من الضباط الأحرار، وكمقاتل شرس في سبيل السيادة الترابية للوطن، وكمعارض وطني صلب لم يقبل بما آلت إليه الأوضاع في بلاده، ثم كزعيم لثورة الكرامة، وكقائد عام للقوات المسلحة، وكرمز ومثل أعلى للملايين من أبناء شعبه، وكمهندس لخطة التنمية وإعادة الإعمار، ولرؤية 2030 التي جاءت لتحدث النقلة النوعية غير المسبوقة ليس فقط للمؤسسة العسكرية وإنما للدولة الليبية ولعلاقتها بالمجتمع ولدورها السياسي والاستراتيجي والحضاري في محيطها العربي والإفريقي والمتوسطي وعلى صعيد العالم ككل.

ما شهدته بنغازي في العاشر من أكتوبر فتح أمام عموم الليبيين أبواب الأمل والتفاؤل، وأكد لهم أن النصر تحقق، وأن توحيد الدولة قادم، وأن حالة الفوضى والانفلات في طرابلس والمنطقة الغربية لن تستمر طويلاً. بل إن الشعب عرف طريقه، والنهر أسس مجراه، ولأن الأمور تقاس بنتائجها فإن الليبيين أدركوا أن الثقة لها محل واحد يجب أن توضع فيه، وهو مقر القيادة العامة في الرجمة، حيث لا حلّ للأزمة ولا مخرج من النفق ولا ردّ للتدخلات الخارجية إلا بما تراه القيادة صالحاً، وقد علم الجميع أن خطة المشير هي وحدها الضامنة لاستعادة وحدة ليبيا وبسط الأمن والاستقرار في المنطقة الغربية، عسى بريق الحياة ونور الأمل وعطر الجمال ونسيم الحرية يعرف طريقه إلى طرابلس كما عرفه نحو بنغازي.

في العام 1973 كان للمشير حفتر دور رائد في حرب السادس من أكتوبر جعلت منه واحداً من أبطالها البارزين. آنذاك حظي بوسام نجمة العبور. في العاشر من أكتوبر 2025 أثبت المشير أنه بطل عبور بنغازي إلى عالم مدن التنمية والرفاه والسعادة، وهو القادر على العبور بليبيا نحو المستقبل الأفضل والأجمل والأكمل. إنه المشير خليفة بلقاسم حفتر القائد الذي تليق به الرئاسة، سواء كمحارب في الميدان أو كزعيم في السياسة.

7