برنامج أوروبي لدعم التحول الأخضر في النظام المالي الأردني

تطوير بيئة مواتية لتعزيز التحوُّل إلى نظام مالي خالٍ من الانبعاثات الكربونية وقادر على التكيُّف مع المناخ.
الجمعة 2025/09/12
فرصة لا تتكرر

عمّان- قطع الأردن خطوة أخرى نحو تطوير النظام المالي وجعله أكثر مرونة بالنسبة إلى الشركات التي تلجأ إلى الاقتراض، من خلال توسيع منافذ التمويل عبر الديون الخضراء.

وأطلق البنك الأوروبي للاستثمار في العالم، الذراع التنموية للبنك الأوروبي للاستثمار (إي.آي.بي)، بالشراكة مع البنك المركزي الأردني الأربعاء في العاصمة عَمَّان، عن إطلاق برنامج تخضير الأنظمة المالية في الأردن.

وسيدعم البرنامج المركزي الأردني في تطوير بيئة مواتية لتعزيز التحوُّل إلى نظام مالي خالٍ من الانبعاثات الكربونية وقادر على التكيُّف مع المناخ.

كما سيدعم البنوك التجارية الأردنية في إدماج تقييم المخاطر المناخية ضمن عملياتها وتبنّي نموذج أعمال أكثر استدامة بيئيًا.

غلسومينا فليوتي: يمكننا معا زيادة الاستثمارات لتحقيق مستقبل مستدام
غلسومينا فليوتي: يمكننا معا زيادة الاستثمارات لتحقيق مستقبل مستدام

ونتيجة لذلك، ستستفيد الشركات المحلية من تحسين فرص الحصول على التمويل لزيادة قدرتها على التكيًّف مع تغيُّر المناخ والاستثمار في التقنيات الخضراء والمستدامة.

ونسبت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية إلى محافظ البنك المركزي عادل الشركس قوله “يشكل تغيُّر المناخ تحديات ليس فقط للبيئة، بل أيضًا لاستقرار الأنظمة المالية ومرونتها في العديد من البلدان.”

وأضاف من خلال هذه الشراكة يلتزم المركزي “ببناء قطاع مالي مستدام قادر على توجيه المزيد من الاستثمارات نحو المشاريع الخضراء المراعية للبيئة، وحماية الشركات من مخاطر تغيُّر المناخ، ودعم تحوُّل الأردن إلى اقتصاد منخفض الكربون.”

وعلى الرغم من أن الأردن يعتبر من بين أكثر الدول النامية هشاشة، ويعاني من أزمة مناخ كبقية دول العالم تؤثر على مصادر المياه، إلا أنه استطاع العام الماضي من الاستحواذ على حصة تبلغ 250 مليون دولار العام الماضي من إجمالي التمويلات الخضراء عالميا.

وتظهر إحصائيات صادرة عن بنك الاستثمار الهولندي آي.أن جي الشهر الماضي، أن إجمالي التمويل الأخضر العالمي تخطى حاجز 1.65 تريليون دولار بنهاية عام 2024.

ويُعد البنك الأوروبي للاستثمار داعمًا قويًا للشركات الأردنية، فمنذ عام 2017، قدَّم قروضا بأكثر من مليار يورو، إضافة إلى تقديم ضمانات قادرة على تغطية محافظ قروض تتجاوز قيمتها 200 مليون يورو بالشراكة مع 8 بنوك ومؤسستين للتمويل الأصغر.

ويُعد تحسين فرص الحصول على التمويل الأخضر أولوية قصوى لدى البنك الأوروبي للاستثمار في الأردن.

وصمّم الأوروبي للاستثمار في العالم برنامج تخضير الأنظمة المالية بتمويل من ألمانيا عبر المبادرة الدولية للمناخ (آي.كي.آي).

ويساهم في عمل شراكة المساهمات الوطنية (أن.دي.سي بارتنارشيب)، وهي تحالف عالمي يضم 130 بلدًا وأكثر من 110 مؤسسات، يهدف إلى دعم تحقيق اتفاق باريس ودفع عجلة التنمية المستدامة.

وتعليقا على الشراكة عقب إبرامها قالت نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار غلسومينا فليوتي إنه “من خلال العمل معًا، يمكننا زيادة حجم الاستثمارات اللازمة لتحقيق مستقبل مستدام وقادر على الصمود.”

وأضافت “ستدعم الخبرة العالمية للبنك الأوروبي للاستثمار وخبرته الفنية البنوك الأردنية في قيادة التحوُّل الأخضر.” وتابعت “يسرّ البنك العمل جنبًا إلى جنب مع البنك المركزي الأردني وشركائنا الأوروبيين لنقل الخبرة العالمية في التمويل الأخضر إلى الأردن.”

وأشارت إلى أنه من خلال تمكين البنوك والمؤسسات المالية المحلية “يمكننا تسريع العمل المناخي وضمان وصول فوائد التمويل المستدام إلى كل أنحاء الأردن.”

حح

وينضم الأردن إلى مجموعة متنامية من البلدان من بينها إثيوبيا وكينيا ونيجيريا وجورجيا المشاركة في برنامج البنك الأوروبي للاستثمار لتخضير الأنظمة المالية.

وتهدف الأنشطة المتفق عليها مع البنك المركزي الأردني ضمن البرنامج إلى تعزيز النظام المالي الأردني من خلال دمج مخاطر المناخ في الأطر التنظيمية وتسريع التمويل المستدام.

وفي المرحلة الأولى، سيجري الخبراء تقييمًا لقدرة القطاع المالي على إدارة مخاطر المناخ، والإفصاح عنها، وتمويل المشاريع الخضراء.

ومن المتوقع أن تساعد النتائج البنك المركزي الأردني في مواصلة تطوير إطار سياساته المتعلقة بالمتطلبات الاحترازية لإدارة مخاطر المناخ.

وقال القائم بأعمال السفارة الألمانية لدى الأردن غيدو كيمرلينغ ممثلًا عن مبادرة المناخ الألمانية والحكومة الألمانية “من المشجع للغاية أننا نطلق اليوم برنامجًا مصممًا لترجمة السياسات الخضراء إلى خطوات عملية على أرض الواقع.”

وأضاف “يضطلع المركزي الأردني بدور بالغ الأهمية بالنسبة إلى الاقتصاد، بما يشمل دوره في تحويله إلى اقتصاد أخضر، ويتطلب التغيُّر المناخي استجابات جادة ودائمة من جانبنا جميعًا، مثل الشراكة الجديدة بين البنك المركزي والبنك الأوروبي للاستثمار.”

10