معضلة المياه تضيق الخناق على قرابة ثلث سكان العالم

تأخر خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية يجعل ملايين الأشخاص من سكان العالم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض.
الأربعاء 2025/08/27
إمدادات لمن استطاع إليها سبيلا

جنيف- يفتقر أكثر من ملياري شخص في مختلف أنحاء العالم إلى إمكانية الوصول إلى مياه الشرب المأمونة، حسب ما أعلنته الأمم المتحدة الثلاثاء، محذرة من أن التقدم نحو التغطية الشاملة لهذه الخدمة لا يسير بالسرعة الكافية.

وأفادت وكالة الأمم المتحدة المعنية بالصحة والطفولة بأن واحدًا من كل أربعة أشخاص في العالم لم يحصلوا على مياه شرب مُدارة بأمان خلال العام الماضي، مع اعتماد أكثر من 100 مليون شخص على مياه الشرب السطحية مثل الأنهار والبرك والقنوات.

وأشارت منظمة الصحة العالمية واليونيسف إلى أن تأخر خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية يجعل ملايين الأشخاص من سكان العالم البالغ عددهم 8.1 مليار نسمة، أكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض.

1.6

مليار شخص حصلوا على خدمات النظافة الأساسية، بما في ذلك مرافق غسل اليدين بالماء والصابون في المنزل

وأشارتا في دراسة مشتركة إلى أن العالم لا يزال بعيدًا عن تحقيق هدف التغطية الشاملة لهذه الخدمات بحلول عام 2030. وحذرتا من أن هذا الهدف “يزداد صعوبة.”

وقال روديغر كريش، رئيس قسم البيئة في منظمة الصحة العالمية، إن “المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية ليست امتيازات؛ إنها حقوق إنسانية أساسية.” وأضاف “يجب علينا تسريع وتيرة العمل، لاسيما للمجتمعات الأكثر تهميشًا.”

وتناول التقرير خمسة مستويات من خدمات مياه الشرب. وتُعرّف “الإدارة الآمنة”، وهي الأعلى، بأنها مياه شرب متاحة في الموقع، ومتاحة عند الحاجة، وخالية من التلوث البرازي والكيميائي ذي الأولوية.

والمستويات الأربعة التالية هي أساسية وتتعلق بالمياه المُحسّنة وتستغرق أقل من 30 دقيقة للوصول إليها، ومحدودة وهي تبدو مُحسّنة، ولكنها تستغرق وقتًا أطول، وغير مُحسّنة مثلًا، من بئر أو نبع غير محمي، وأخيرا مياه سطحية.

وأفاد التقرير بأنه منذ عام 2015 حصل 961 مليون شخص على مياه شرب مُدارة بأمان، مع ارتفاع نسبة التغطية من 68 في المئة إلى 74 في المئة.

ومن بين 2.1 مليار شخص كانوا يفتقرون إلى خدمات مياه الشرب المُدارة بأمان في العام الماضي، استخدم 106 ملايين شخص المياه السطحية -بانخفاض قدره 61 مليون شخص خلال العقد الماضي.

وفي غضون ذلك ارتفع عدد البلدان التي ألغت استخدام المياه السطحية للشرب من 142 دولة عام 2015 إلى 154 دولة عام 2024، وفقًا للدراسة.

روديغر كريش: يجب تسريع وتيرة العمل، لاسيما للدول الأكثر تهميشا

وفي عام 2024 تمتع 89 بلدًا بإمكانية الوصول الشامل إلى مياه الشرب الأساسية على الأقل، منها 31 دولة تتمتع بإمكانية الوصول الشامل إلى خدمات مُدارة بأمان.

وتتركز البلدان الـ28 التي لا يزال أكثر من ربع سكانها يفتقرون إلى الخدمات الأساسية فيها بشكل كبير في أفريقيا.

أما في ما يتعلق بالصرف الصحي فقد حصل 1.2 مليار شخص على خدمات صرف صحي مُدارة بأمان منذ عام 2015، مع ارتفاع نسبة التغطية من 48 في المئة إلى 58 في المئة، وفقًا للدراسة.

وتُعرف هذه المرافق بأنها مرافق مُحسّنة لا تُشارك مع أسر أخرى، ويتم فيها التخلص من الفضلات بأمان في الموقع أو إزالتها ومعالجتها خارجه.

وانخفض عدد الأشخاص الذين يمارسون التغوط في العراء بمقدار 429 مليون شخص إلى 354 مليون شخص عام 2024، أو إلى 4 في المئة من سكان العالم.

ومنذ عام 2025 حصل 1.6 مليار شخص على خدمات النظافة الأساسية، بما في ذلك مرافق غسل اليدين بالماء والصابون في المنزل، مع زيادة التغطية من 66 في المئة إلى 80 في المئة، وفقًا للدراسة.

وحذرت سيسيليا شارب، مديرة قسم المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في اليونيسف، قائلةً “عندما يفتقر الأطفال إلى المياه الآمنة وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية، تصبح صحتهم وتعليمهم ومستقبلهم معرضة للخطر.”

وأضافت “تتجلى هذه التفاوتات بشكل صارخ خاصة بالنسبة إلى الفتيات، اللواتي غالبًا ما يتحملن عبء جمع المياه ويواجهن عوائق إضافية أثناء فترة الحيض.”

وأوضحت شارب أنه “بالوتيرة الحالية، فإن الوعد بتوفير المياه الآمنة وخدمات الصرف الصحي لكل طفل أصبح أبعد منالًا.”

11