بحجم حبة الرمل: تطوير كبسولات صغيرة تسعى للحد من الزهايمر

الالتهاب قد يكون مفيدا في بعض الحالات ومن ذلك تعزيز التئام الجروح إلا أن التهاب الدماغ مرتبط بأمراض مثل الزهايمر وباركنسون.
الاثنين 2025/09/29
الكبسولات يمكن زرعها في خلايا الدماغ

لندن - يعكف باحثون على تطوير كبسولات صغيرة معدلة بيولوجيا للحد من التهاب الدماغ دون أن يرفضها الجهاز المناعي، وفق ما ذكرته مجلة “بايومتيريالز”. ورغم أن الالتهاب قد يكون مفيدا أحيانا في بعض الحالات، ومن ذلك مثلا تعزيز التئام الجروح، إلا أن التهاب الدماغ مرتبط بحالات مرضية مثل الزهايمر وباركنسون.

ونجح فريق من الباحثين البيولوجيين وعلماء الأعصاب في تطوير كبسولات ناعمة تشبه الهلام بحجم حبة الرمل تقريبا يمكن أن تحيط بخلايا دماغية بشرية تسمى الخلايا النجمية ويمكن زرعها في الدماغ. وتهدف الكبسولات إلى دفع الخلايا الموجودة داخلها، من أجل إفراز بروتين مضاد للالتهابات يسمى مضاد مستقبلات إنترلوكين – 1، إلى البيئة المحيطة؛ وبالتالي تقليل الاستجابات الالتهابية بشكل كبير وذلك في تجارب بأنابيب اختبار وعلى أدمغة فئران.

وقال قائد الدراسة روبرت كرينسيك من معهد هيوستن ميثوديست للأبحاث في بيان “لأن الكبسولات ستشكل حاجزا ماديا بين الخلايا النجمية المزروعة وأنسجة الدماغ، من المتوقع أن تفرز الخلايا النجمية بروتينات مضادة للالتهابات مع تجنب الرفض المناعي والانتشار غير المرغوب فيه في الدماغ.”

◙ كبسولات صغيرة معدلة بيولوجيا للحد من التهاب الدماغ
◙ كبسولات صغيرة معدلة بيولوجيا للحد من التهاب الدماغ

وقال أوميد فيسيه من جامعة رايس، وهو قائد آخر شارك في الدراسة، “تغليف الخلايا بطريقة تحميها من الرفض المناعي كان تحديا رئيسيا في هذا المجال… نأمل أن يساعد هذا العمل في تقريب العلاج بالخلايا لتصبح خيارا علاجيا حقيقيا للمرضى الذين يعانون من أمراض عصبية تنكسية.”

وتشمل الأمراض التنكسية العصبية مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر في المقام الأول على الخلايا العصبية، وهي اللبنات الأساسية للجهاز العصبي. وعلى عكس الخلايا الأخرى في الجسم، لا تتجدد الخلايا العصبية عمومًا بعد تعرضها للتلف، وهو ما يؤدي إلى فقدان تراكمي لوظيفة الخلايا العصبية بمرور الوقت. وتشمل الأنواع الشائعة من الأمراض التنكسية العصبية مرض الزهايمر ومرض باركنسون والتصلب الجانبي الضموري.

وتتعدد مسببات الأمراض التنكسية العصبية، وتشمل العوامل الوراثية والبيئية ونمط الحياة. ويمكن للعلاج بالخلايا أن يقلص من حدة الأمراض التنكسية.

والعلاج بالخلايا، ويسمى أيضا العلاج الخلوي أو المعالجة الخلوية، هو العلاج الذي يتم فيه حقن المواد الخلوية في المريض. وهذا يعني بشكل عام الخلايا الحية السليمة، فالخلايا التائية على سبيل المثال قادرة على محاربة الخلايا السرطانية عن طريق المناعة الخلوية التي يتم حقنها في مجرى العلاج المناعي.

ونشأ العلاج بالخلايا في القرن التاسع عشر عندما حاول العلماء حقن المواد الحيوانية في محاولة لمنع وعلاج المرض. وعلى الرغم من هذه المحاولات لم تنتج أي فائدة إيجابية، ثم تم إجراء المزيد من البحوث ووُجد في منتصف القرن العشرين أن الخلايا البشرية يمكن أن تستخدم للمساعدة على منع الجسم البشري من رفض الأعضاء المزروعة، وهو ما أدى في الوقت المناسب إلى نجاح زرع نخاع العظام.

10