الطلب على أدوية الغدة الدرقية فاق المُعدلات العادية في تونس
 
تونس - يسير نسق التزود بأدوية الغدة الدرقية في تونس بنسق عادي، خلال الفترة الأخيرة، ولم يشهد انقطاعا لكن الطلب على هذه الأدوية فاق المُعدلات العادية.
وقال رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة، مصطفى العروسي، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أنّ الصيدلية المركزية وفرت كميات استهلاكية معقولة، غير أن ذلك قابله طلب متزايد بسبب إقبال المرضى على اقتناء كميات تفوق حاجياتهم، خوفا من انقطاع الدواء مرة أخرى، كما حدث ذلك في شهر أوت الماضي.
وأضاف أنّ أدوية الغدة الدرقية لا يتوفر لها أي جنيس في تونس، ولذلك تعد من بين أكثر الأدوية صعوبة في التزود بها، باعتبارها أدوية مستوردة تؤمنها الصيدلية المركزية، التي تتولى توزيع الكميات الاستهلاكية وفق مدة زمنية محددة.
وفسّر الوضع أيضا بأن الصيدليات الخاصة لم تسجل مخزون أمان من الأدوية منذ أزمة الاضطراب في التزود بعدد من أدوية الأمراض المزمنة، التي تعود إلى سنتي 2014 و2015، مشددا على توفر أدوية الأمراض المزمنة في الصيدليات الخاصة، ولا سيما أدوية ارتفاع ضغط الدم والسكري.
أدوية الغدة الدرقية لا يتوفر لها أي جنيس في تونس، ولذلك تعد من بين أكثر الأدوية صعوبة في التزود بها
وكان الكاتب العام للنقابة التونسية لأصحاب الصيدليات الخاصة محمد صالح كداشي، قد أكد في تصريح سابق لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، انفراج أزمة اضطراب التزود ببعض الأدوية قبل منتصف شهر سبتمبر المنقضي، قائلا “إن الأدوية المستوردة التي شهدت نقصا في الفترة الأخيرة ستعود تدريجيا إلى السوق المحلية.
وأوضح، أنّ الأدوية التي ستعود للتوزيع بالصيدليات الخاصة ستشمل أدوية الغدة الدرقية، ودواء الصرع (الذي يتوفر له دواء جنيس في السوق المحلية)، إلى جانب بعض أدوية داء السكري إضافة إلى التوصل إلى حلّ لإشكاليات المتعلقة بالتزود بأدوية السرطان، التي لا تتوفر بالصيدليات الخاصة.
وكانت الصيدلية المركزية في تونس قد أعلنت يوم 12 سبتمبر 2025 عن وصول شحنات جديدة من الأدوية المخصصة لعلاج أمراض الغدة الدرقية، وخاصة دواء “ليفوثيروكس”، إلى مخازنها التجارية، بعد فترة من النقص أثارت قلق المرضى والأطباء وأدت إلى احتجاجات وتذمر واسع من قبل المواطنين.
وأكدت الصيدلية المركزية أنها تعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة لضمان توزيع الكميات بشكل عادل، وتغطية احتياجات جميع المرضى الذين يعتمدون على هذا العلاج الحيوي بشكل يومي.
وكان نقص دواء “ليفوثيروكس”، الذي يُستخدم لعلاج قصور الغدة الدرقية، قد تسبب في معاناة عدد كبير من المرضى الذين وجدوا صعوبات في الحصول عليه خلال الأسابيع الماضية. وقد دفع ذلك العديد من المواطنين إلى الاحتجاج والتنبيه لأهمية توفر هذه الأدوية الحيوية، خاصة وأن الانقطاع عن العلاج يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على صحتهم.
من جانبهم، أكد عدد من الصيادلة أن نقص الدواء في الفترة الأخيرة كان غير مسبوق، ودعوا إلى اتخاذ إجراءات مستدامة لضمان عدم تكرار هذه الأزمة، سواء من خلال تنويع مصادر الاستيراد أو تشجيع الإنتاج المحلي للأدوية خاصة الحيوية منها.
 
        
      
     
        
      
    