مونتغولفياديس يفتح أبواب سماء فرنسا والتأمل
روكامادور (فرنسا)- في مشهد يحبس الأنفاس، حلّق نحو عشرين منطادًا بألوان وتصاميم متنوعة فوق سماء بلدة روكامادور الفرنسية، التي تعود بجمالها المعماري إلى القرون الوسطى، وذلك ضمن فعاليات مهرجان “مونتغولفياديس” السنوي، الذي تنظمه مجموعة محلية تحتفي بتاريخ الطيران الحرّ.
المناطيد، التي تنوّعت بين الكلاسيكي والمزخرف، ارتفعت في تشكيلات متناسقة فوق التلال الحجرية والكنائس القديمة، لتخلق لوحة جوية نابضة بالحياة، جذبت أنظار الزوار وعدسات المصورين من مختلف أنحاء فرنسا وأوروبا.
ويُعد مهرجان “مونتغولفياديس” من أبرز الفعاليات السياحية في منطقة أوكسيتاني، حيث يجمع بين الطيران الحرّ والاحتفاء بالتراث المحلي، مستلهمًا اسمه من الأخوين مونتغولفييه، مخترعيْ أول منطاد هوائي في القرن الثامن عشر.
وتتميّز بلدة روكامادور بموقعها الفريد، إذ تتشبث مبانيها التاريخية بجرف صخري شاهق، وتطل على وادٍ أخضر يضفي على المشهد طابعًا أسطوريًا، خاصة حين تتداخل ألوان المناطيد مع ضوء الصباح الباكر أو غروب الشمس.
الزوار الذين توافدوا إلى البلدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، لم يكتفوا بمشاهدة العرض الجوي، بل شاركوا في أنشطة مرافقة مثل ورش عمل للأطفال، ومعارض للحرف اليدوية، وتذوّق المأكولات المحلية، في أجواء احتفالية جمعت بين الترفيه والتأمل في جمال الطبيعة والتاريخ.
ويقول أحد منظّمي الحدث “نريد أن يشعر الناس بأنهم يعيشون لحظة خارج الزمن، حيث يلتقي الهواء الطلق بروح القرون الوسطى، وتصبح السماء مسرحًا مفتوحًا للجمال والدهشة”.
ومن المتوقع أن يستمر المهرجان لعدة أيام، مع عروض إضافية تشمل إطلاق مناطيد ليلية مضاءة، وحفلات موسيقية في ساحات البلدة القديمة، ما يجعل من “مونتغولفياديس” تجربة فريدة تجمع بين الطيران والفن والتاريخ.
