من مطاردة في العراق إلى منصة في نيويورك: لقاء الشرع وبتريوس يشعل مواقع التواصل

لا توجد مواجهة مباشرة بين الشرع وبتريوس، لكن المفارقة القوية تظل حاضرة بين مقاتلين من معسكرين متصارعين، بين جنرال وبين مسلح مطارد.
الأربعاء 2025/09/24
فن الممكن

نيويورك- جلس المقاتل السابق في العراق وزعيم جبهة النصرة سابقاً ورئيس سوريا المؤقت أحمد الشرع، وجهاً لوجه مع الجنرال ديفيد بتريوس، أحد قادة الجيش الأميركي أثناء غزو العراق، والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، الذي وضع جائزة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يساهم بمعلومة تفيد بإلقاء القبض على “أبومحمد الجولاني”، في جلسة عُقدت ضمن مؤتمر جامعة “كونكارديا” السنوي، حول الأمن والديمقراطية في نيويورك، الأمر الذي أثار جدلا واسعا وتحليلات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وهذه هي المرة الأولى التي يحضر فيها زعيم سوري الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ نورالدين الأتاسي عام 1967، قبل أن يطيح به حكم عائلة الأسد الذي دام خمسة عقود. وقد أُطيح بنظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي في هجوم شنّه المتمردون بقيادة الشرع.

ورحب بتريوس بالرئيس الشرع، باللغة العربية وقال له “السلام عليكم سيدي الرئيس.”

وسأل بتريوس الشرع “كنا على طرفي نقيض خلال فترة قيادتي للقوات في العراق قبل 20 عامًا… خلال تلك الفترة، كنتَ محتجزًا لدى القوات الأميركية لمدة 5 سنوات. الآن أنت هنا قائدًا لسوريا. هل يمكنك أن تخبرنا كيف تركتَ تلك الفترة داخل تنظيم القاعدة ووصلتَ إلى ما أنت عليه اليوم؟”

ورد الشرع “كنا في صراع، والآن ندخل في حوار. لا يمكننا الحكم على الماضي بقواعد اليوم، ولا يمكننا تقييم اليوم بقواعد الماضي.” كما صرّح الشرع في القمة بأن سوريا ترغب في التعاون مع الولايات المتحدة، قائلاً “مصالحنا تتوافق مع الولايات المتحدة. يجب أن نفتح صفحة جديدة لسوريا. مع ذلك، فإن العقوبات لا تزيد إلا من معاناة الشعب. لا ينبغي أن يُقتل الشعب السوري مرة أخرى بالعقوبات.”

ويقول المتابعون إن الشرع قضى سنوات سجنه قبل تولي بتريوس القيادة، ولم يفرج عنه إلا بعد رحيل الأخير عن العراق، ولهذا لا توجد رمزية مواجهة مباشرة بينهما، لكن المفارقة القوية تظل حاضرة بين مقاتلين من معسكرين متصارعين، بين جنرال وبين مسلح مطارد، واليوم يقف الجنرال السابق ليحيّي المطارد الذي أصبح رئيسا، بل ويعبّر عن إعجابه به.

وأشار ناشطون إلى أن الحوار بين الرئيس الشرع والجنرال ديفيد بتريوس كان مليئا بالمفارقات. وكتب معلق:

Hamza465172@

وناقش آخرون أحكام السياسة وتبدل أحوالها. وكتب معلق:

a_albander@

في نفس السياق قال متفاعل:

FAHD44747@

واعتبر الإعلامي السوري عمر مدنية:

Omar_Madaniah@

واعتبر معلقون أن اللقاء يندر ج في خانة “فن الممكن”.

xaivf821@

وذهب آخرون إلى تحليل لغة الخطاب والجسد.  وكتب أستاذ اللسانيات ناصر الحريِّص:

AlHorais@

ما يهمني في اللقاء كمختص في اللغة وتحليل الخطاب – هو تلك اللغة #البراغماتية ودقة استخدام الألفاظ ذات الدلالة الموحية بشخصية قيادية ذات حس سياسي قلما نجده في قادة الإسلام السياسي، خاصة أولئك الذين وصلوا للحكم.

العبارة التي قالها الشرع “التقينا في ميدان الحرب والآن نلتقي في ميدان الحوار.” صورة رسمها الشرع باللغة؛ لتستدعي الذاكرة التحول الكبير من الصراع العسكري والمطاردة إلى الاستحقاقات السياسية والدبلوماسية.

وَقَد يَجمَعِ اللَهُ [العدوَّين]بَعدَ ما يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَلّا تَلاقِيا.