منصة "سوريا الآن" ذراع الجزيرة لسد الفراغ الإعلامي في سوريا
دمشق- أطلقت شبكة الجزيرة الإعلامية، مساء الأحد، منصتها الجديدة “سوريا الآن”، وهي منصة إعلامية رقمية تُعنى بتغطية الشأن السوري بمختلف أبعاده السياسية والاجتماعية والإنسانية، وذلك خلال حفل رسمي أقيم في ريف دمشق.
وتأتي المنصة الجديدة ضمن توجهات شبكة الجزيرة لتعزيز حضورها الإعلامي في سوريا، حيث بدأت المنصة قبل نحو شهرين ببث باقة من البرامج المتنوعة الموجهة للجمهور السوري، مثل برنامج “صالون الجمهورية” للإعلامي أحمد فاخوري، وبرنامج “أبو أصيل” للإعلامي فيصل القاسم.
وتزامن حفل الإطلاق مع عرض مرئي بثته المنصة، تخللته مشاهد للألعاب النارية احتفالًا بهذه الخطوة، التي وصفتها إدارة المشروع بأنها “مرحلة جديدة في تقديم محتوى متخصص يواكب التطورات على الساحة السورية بطرح مختلف وسرعة أكبر في الوصول إلى الجمهور.”
وتسعى “سوريا الآن” إلى أن تكون نافذة تفاعلية مباشرة، تقدم تغطيات آنية وتحقيقات مصورة وتقارير ميدانية، في وقت تشهد فيه السوريا ديناميكيات متسارعة على مختلف الأصعدة.
وشهد الحفل حضورا رسميا، إلى جانب مشاركة واسعة لممثلي وسائل إعلام محلية وعربية، وسط أجواء احتفالية عكست أهمية هذه الخطوة الإعلامية.
وفي كلمة افتتاحية أكد مدير المنصة عبدالله الرشيد أن إطلاق “سوريا الآن” يمثل تحولا كان يصعب تخيله قبل عام واحد فقط، معتبرا أن المشروع يهدف إلى استعادة الوجه الحقيقي لسوريا ومنح السوريين منبرا يحترم تنوعهم ويعكس طموحاتهم، مشيرا إلى أن هذا الإنجاز هو “ثمرة قلوب آمنت بصناعة مشروع يليق بسوريا”.
وأوضح الرشيد أن الصورة الذهنية المرتبطة باسم الجزيرة عادة ما تقتصر على التلفزيون، غير أن فكرة “سوريا الآن” انطلقت من منظور مختلف يقوم على التوجه مباشرة إلى المنصات الرقمية، وبيّن أن المنصة لا تقتصر على الأخبار بل تجمع برامج ووثائقيات وتحقيقات وأعمال المراسلين. من جانبه أوضح منير الدايمي، المدير التنفيذي في القطاع الرقمي بشبكة الجزيرة، أن “سوريا الآن” هي أول منصة تطلقها الشبكة مخصصة للشأن المحلي السوري، في خطوة تعكس مكانة سوريا ضمن أولويات الشبكة.
وخاطب الدايمي الجهات الرسمية السورية قائلا “منصتنا ستسهم معكم في إعادة بناء المشهد الإعلامي السوري والانتصار لقيم الثقافة الحرة، والحرص على السلم الأهلي.”
أما عبد الله الموسى، ممثل وزارة الإعلام السورية، فأكد أن إطلاق المنصة يشكل استجابة وطنية لحاجة الجمهور إلى إعلام رقمي مواكب لإيقاع حياته من دون الإخلال بالحقيقة.
وشدد أحد الحضور على ضرورة أن تكون لهذه المنصة قاعدة مؤسساتية تضمن استمراريتها واستقلالها، بما يحصّنها من التحديات السياسية والاقتصادية، ويجعلها قادرة على أداء رسالتها الإعلامية بموضوعية ومهنية.
وعادت قناة الجزيرة إلى المشهد السوري بقوة بسبب العلاقة الوثيقة التي تربط السلطات السورية الجديدة بقطر، وقد ساهم غياب الإعلام السوري الرسمي في تعزيز هذا الحضور، ولا ينسى الجمهور السوري والعربي أن أول لقاء للرئيس الانتقالي أحمد الشرع كان مع قناة الجزيرة عام 2013 باسمه القديم “أبومحمد الجولاني” بصفته زعيم جبهة النصرة سابقا عندما كانت ترتبط بتنظيم القاعدة قبل فك هذا الارتباط.
وأثارت المنصة الجديدة جدلا في الأوساط السورية. وقال الإعلامي السوري موسى العمر:
MousaAlomar@
لكن معلقا أجابه بلهجة محلية، في إشارة إلى الأجندات الخفية التي قد تتبناها المنصة:
Omarfsa2@
وعبر آخرون عن ثقتهم وتفاؤلهم. وقال حساب في هذا السياق:
dafna23j@
وأثنى حساب على المنصة قائلا بتعبير تتخلله اللهجة المحلية:
SYX7R@
منصة “سوريا الآن” من يديرها فايته بقوة وشي ثقيل وعدل.
وكتبت معلقة تعليقا على البرامج التي تبث على المنصة، مستعملة أيضا اللهجة المحلية:
SyriaGirl1@
تخيلو هي البرامج اللي المفروض قناتنا الرسمية ما يكون عندها وقت فراغ من كثرتها (برامج الحديث عن عهد الهارب والمقبور) ما منشوف منها شي، فشل ذريع للإعلام الرسمي مع صعود واكتساح للجزيرة فعلا، وكل ما شاهدته في منصة “سوريا الآن” شيء جميل جدا وبوجوه وجمال سوري كبير.
لكن الشاعر والكاتب السوري ماهر شرف الدين كان له رأي مغاير، حيث كتب:
mahersharafeddi@
#سوريا_الآن منصَّة قطرية جديدة لزيادة الهيمنة الإسلامية الإخونجية على سوريا، وبث المزيد من السموم في جسدٍ قتلته كثرة السموم!
وللتمويه والخداع يضعون في الواجهة مذيعة سافرة ومذيع “سافر”.
يذكر أن شبكة الجزيرة أطلقت العديد من المنصات ضمن توجه نحو المجال الرقمي، وتعزيز حضورها في شبكات التواصل الاجتماعي. وقبل فترة أطلقت الشبكة منصة 360 التي تنشر محتوى الجزيرة، بالإضافة إلى محتوى أصلي، يتضمن تقارير وبرامج مختلفة.