مساعٍ لاستكمال مشروع رقمنة المناهج التعليمية في المدارس العراقية
بغداد - يدرك خبراء التربية في العراق أن التحول الرقمي في التعليم والذكاء الاصطناعي أصبحا ضرورة حتمية لمواكبة التطورات المتسارعة وتحسين جودة التعليم وزيادة التفاعل والمشاركة وتعزيز مهارات القرن الحادي والعشرين وتوفير فرص تعليمية متساوية للجميع.
كما أن أحد الدروس المستفادة من جائحة كورونا هو أن التقنية سوف تضطلع بدور مهم في التعليم كجزء من التحول الرقمي، حيث أن التحول الرقمي قادر على خلق بيئة تعليمية فعالة تحقق مخرجات فعالة بأقل تكلفة.
لذلك يرى الخبراء أن المؤسسات التعليمية لا ينبغي أن تعيش بمعزل عن التغيرات العالمية والتطورات التكنولوجية، فالتكنولوجيا فرضت نفسها وسيادتها وفعاليتها في تنمية الموارد البشرية.
رقمنة المناهج الدراسية تساهم بشكل كبير في تحسين جودة التعليم من خلال تحديث بعض العمليات التعليمية مثل إجراء التجارب الحسابية والكيميائية والفيزيائية باستخدام الوسائل الرقمية
وتسعى السلطات المختصة في العراق إلى تعميم التعليم الإلكتروني بما يجعل المدارس مواكبة للتغيرات العالمية.
وكشفت وزارة التربية العراقية، عن مساعٍ لاستكمال مشروع رقمنة المناهج التعليمية في المدارس ومواكبة التطورات العالمية في مجال التعليم الإلكتروني، فيما أشارت في الوقت نفسه إلى أن تعديل قانون الوزارة أسهم في تحفيز الكوادر التعليمية ضمن المدارس الحكومية.
وقال المتحدث باسم الوزارة، كريم السيد، لوكالة الأنباء العراقية: إنَّ “الوزارة شرعت بالخطوات الأولى المتعلقة برقمنة المناهج، إذ أُطلِق هذا المشروع العام الماضي،” موضحًا أن الوزارة تسعى إلى مواكبة التحول نحو التعليم الإلكتروني وتوسيع استخدام التقنيات الرقمية في العملية التربوية.
وأضاف، أن الوزارة كانت لديها تجربة مهمة خلال جائحة كورونا، حيث أسهم التلفزيون التربوي والمنصات التعليمية التابعة للوزارة بشكل كبير في شرح الدروس وتوضيح المواد للطلبة، مؤكداً أن هذه التجربة شكّلت قاعدة لتطوير مشروع الرقمنة الحالية.
وكانت وزارة التربية العراقية قد أعلنت العام الماضي عن انطلاق مشروع رقمنة المناهج الدراسية وإدخالها إلى الفصول، في خطوة تهدف إلى تطوير العملية التعليمية باستخدام التقنيات الحديثة.
وقال السيد، إن “مشروع رقمنة المناهج يعد من المشاريع الواعدة التي تركز على تقديم رؤية تعليمية جديدة تواكب التطورات المعاصرة عبر آليات ووسائل حديثة.”
وأضاف، أن المشروع يتضمن سلسلة من المعايير والآليات والأفكار التي تمثل نقلة نوعية في المناهج الدراسية وطرق التدريس، سعياً لتحويل المناهج إلى أنظمة رقمية، مؤكدا أن هذه الخطوة تشكل بداية لمرحلة جديدة في عمل وزارة التربية، وأنها ستشهد تطوراً خلال السنوات المقبلة لتلبية احتياجات الطلاب والمدرسين من خلال وسائل تعليمية رقمية متقدمة.
ولفت إلى، أن رقمنة المناهج الدراسية تساهم بشكل كبير في تحسين جودة التعليم من خلال تحديث بعض العمليات التعليمية مثل إجراء التجارب الحسابية والكيميائية والفيزيائية باستخدام الوسائل الرقمية. وتطيق هذه المنهجية في بعض مدارس المتميزين والموهوبين، وهي نموذج متقدم للعمل التربوي، ورغم أنها تحتاج إلى إمكانيات كبيرة، فإن الوزارة بدأت في تنفيذها ومن الممكن توسيع تطبيقها في السنوات المقبلة لتشمل بقية المدارس.
وزارة التربية العراقية أعلنت العام الماضي عن انطلاق مشروع رقمنة المناهج الدراسية وإدخالها إلى الفصول، في خطوة تهدف إلى تطوير العملية التعليمية باستخدام التقنيات الحديثة
ورغم مجهودات وزارة التربية، يرى خبراء التربية أن نظام التعليم في العراق يواجه عدة عقبات تحول دون تحقيق التحول الرقمي في التعليم والاستفادة من التطورات الهائلة في الذكاء الاصطناعي.
وأشار الدكتور محمد الربيعي إلى أن العراق يعاني من نقص في البنية التحتية الرقمية، مثل الاتصال بالإنترنت والأجهزة اللوحية والبرامج التعليمية.
ووفقا لتقرير البنك الدولي، فإن نسبة الوصول إلى الإنترنت في العراق هي 75في المئة، وهي أقل من المتوسط العالمي. كما أن جودة الاتصال بالإنترنت ضعيفة ومتقطعة ومكلفة، مما يؤثر على تجربة التعلم الإلكتروني. بالإضافة إلى ذلك، فإن المدارس والجامعات تفتقر إلى الأجهزة اللوحية والبرامج التعليمية اللازمة لتطبيق التكنولوجيا في العملية التعليمية. وتوجد فجوة رقمية كبيرة بين المناطق الحضرية والريفية، مما يؤدي إلى تفاوت في مستوى الوصول إلى التكنولوجيا والتعليم.