#كلنا_معكم.. لافتات دعم الجيش اللبناني رسائل مبطنة لمن يهمه الأمر
تفاعل ناشطون لبنانيون بكثافة مع حملة لمساندة الجيش اللبناني ورفع لافتات تضامن معه بعنوان "كلنا معكم" تشير إلى التغيرات السياسية في البلاد وتحول في المزاج الشعبي بعد أن كان هذا الطريق يغص بصور قادة "محور المقاومة".
بيروت – أزيلت لافتات “عهد جديد للبنان” من طريق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وثبتت مكانها لافتات داعمة للجيش اللبناني، تحمل شعار “كلنا معكم”، في ظل الظرف السياسي الذي يشهد استقطابا واسعا من قبل أنصار حزب الله الذي يرفض نزع سلاحه، وتجييش واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبدأت الحملة الإعلانية بلافتات وشعارات منتشرة على طريق مطار بيروت غير موقّعة باسم أي جهة ولم تتبنّها جهة واضحة، وتترك مجالا للأسئلة عما إذا كانت رسمية تمولها الحكومة اللبنانية، أو تمولها جهة أخرى، وسط استغراب من الأسباب التي تحول دون الإعلان عن هوية هذه الجهة، طالما أنها تروج لمؤسسة وطنية وليس لفئة سياسية.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي رحب الناشطون باللافتات التي بدت بالنسبة لهم تعكس نبض الشارع اللبناني ومساندته لجيش البلاد وهو الرمز الذي يتفق حوله جميع المواطنين، بعد أن كان طريق مطار بيروت يغص بصور زعماء ما يسمى “محور المقاومة” من لبنان وإيران والعراق، وجاء في تعليق:
Poli_Core@
وقالت ناشطة:
RimaHajaj@
وعلق آخر:
amerdaoudd@
وتأتي الحملة قبيل جلسة الحكومة المقرّرة الجمعة القادم في القصر الجمهوري التي تضم وزراء حزب الله وحركة أمل، للاطلاع على خطة الجيش التطبيقية لحصر السلاح في لبنان، من دون حسم خطوتهما لناحية الانسحاب، على غرار ما حصل في الجلسة الأخيرة في السابع من أغسطس الماضي، تاركين كل الاحتمالات مفتوحة، ربطا بالنتائج والقرارات التي قد تُتخذ.
وتتواصل الاتصالات بين القوى السياسية، وخصوصا على خطّ الرئاسات الثلاث، لمحاولة التوصّل إلى توافق مسبق على مسار يوم الجمعة، تجنّبا لأي صدام قد يحصل، علما أن هناك آراء متباينة، وانقسامات واضحة في الرؤى.
وأشار متابعون إلى أن الرسائل التي تتضمنها هذه الحملة الإعلانية واللافتات المرفوعة على طريق المطار، تأتي قبل أيام على جلسة الحكومة، وقال ناشط:
lebanondirectly@
وكتبت مدونة:
haddad_joy@
وجاء في تعليق:
may_oliveira2@
واعتبر ناشط أن حصر السلاح بيد الدولة ضرورة وطنية عاجلة:
yazanskaff@
وشكك البعض بنية حزب الله الامتثال للدولة اللبنانية وتسليم سلاحه للجيش بعد التهديدات التي أطلقها زعيمه نعيم قاسم قبل أيام، وقال أحدهم:
devilwalf86@
حزب الله أعلن رسميا على لسان نعيم قاسم أنه لن يسلم أسلحته وتحدى الجيش اللبناني من الأقدام على خطوة نزع السلاح، حيث هدد بالمواجهة المباشرة وقال إنها ستكون ملحمة كربلائية.
وبالنسبة للناشطين اللبنانيين، فإن طريق المطار يُعدّ المدخل الأساسي إلى لبنان والواجهة الأولى للسياح والموفدين والزوار الدوليين، مما يمنحه طابعا رمزيا خاصا. لذلك لا تحمل اللافتات والإعلانات التي تُرفع عليه، رسائل للداخل فقط، بل تكشف عن المزاج السياسي السائد ويتجسد في ما هو مُعلن على طريق المطار الذي في الوقت نفسه يُعدّ أحد أبرز مداخل الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث تتركز مقرات “حزب الله” و”حركة أمل” وبيئتهما الشعبية والأهلية.
وتعكس اللافتات المثبتة على طريق المطار التطورات السياسية في لبنان، وتشير إلى مناخ مرتبط بالأحداث الجارية. فالإعلانات ليست تجارية أو ترويجية بقدر ما أصبحت وسيلة لتسويق رسائل سياسية ترحّب بالزوار القادمين إلى البلاد من السياح والموفدين، وتواكب الملفات المطروحة على الساحة الداخلية.
مع تزايد الضغوط على حزب الله لتسليم سلاحه للدولة اللبنانية كثف نشاطه الدعائي على مواقع التواصل الاجتماعي
وفي الآونة الأخيرة مع تزايد الضغوط على حزب الله لتسليم سلاحه للدولة اللبنانية كثف نشاطه الدعائي على مواقع التواصل الاجتماعي وإنتاج الفيديوهات الترويجية لتعبئة الموالين له وحشد أنصاره لمقاومة المطالبين بإنهاء وجود السلاح الخارج عن إطار الدولة.
وباتت منصات التواصل الاجتماعي ساحة حزب الله لنشر “بطولاته” واستعراض سردياته ومواقفه المتمسكة بالسلاح والدفاع عنه من خلال مقاطع فيديو ترويجية، من بينها فيديو للإعلام الحربي في الحزب بعنوان “سلاحي أقدس من أن ينزع”.
وأشارت مصادر إلى أن ظهور نعيم قاسم بالزي العسكري في تسجيل مصوّر كان بمثابة رسالة تحشيد لقواعد الحزب بانتظار إشارة التحرك، في مشهد يعيد إلى الأذهان أحداث السابع من مايو 2008.
وكان قاسم قد أكد في ظهوره الأخير بعد زيارة المبعوث الأميركي توم باراك ونائبته مورغان أورتاغوس إلى بيروت رفضه خطة نزع السلاح.
وترى مصادر مطلعة أن هذه الرسائل التي يبعث بها مسؤولو الحزب عبر الإعلام، وتدور جميعها في فلك سحب سلاح الحزب والإستراتيجية الدفاعية، “موجّهة إلى بيئة الحزب أكثر منها إلى الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي بعدما بات الجميع مقتنعا بأن القرار قد اتُّخذ، ومسار حصر السلاح بيد الدولة قد بدأ”، وأضافت أن ما يحصل من تصريحات وحملات دعائية يأتي في خانة “الاستهلاك المحلي تمهيدا لاستيعاب بيئة الحزب التبدلات التي تحصل، ورسائل للداخل بأننا موجودون”، واصفة المواقف بأنها “غير واقعية”.
ولا تخرج هذه الحملات عما دأب عليه حزب الله في هجومه على الإعلام، حيث يتهم وسائل إعلام أخرى باتباع أجندات تخدم “العدو”، من خلال عدة أساليب من بينها تسليطها الضوء على حجم الدمار في القرى الجنوبية، وهو ما وصفه بمحاولة لتشويه صورة “المقاومة” وتحميلها مسؤولية الأضرار.
في المقابل، يسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وفق المصدر، لإقناع قيادة الحزب بالاحتكام إلى الحوار وتجنّب خطوات قد تدفع تيارات سياسية أخرى إلى إنزال أنصارها إلى الشارع.