قلعة حلب تروي قصة مدينة لا تنكسر
حلب (سوريا)- عادت قلعة حلب التاريخية في سوريا إلى فتح أبوابها أمام الزوار يوم السبت الموافق لـ27 سبتمبر، في لحظة رمزية تعبّر عن بدء مرحلة التعافي في بلد أنهكته سنوات الحرب.
وقد التقطت طائرة مسيّرة مشاهد بانورامية للقلعة العريقة، التي تتربع على تل مرتفع في قلب مدينة حلب، بينما احتشد عدد من المواطنين للاحتفال بهذه المناسبة الثقافية والوطنية.
◄ من أبرز المعالم المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو
وفي تصريح له وصف منير القسقاس، مدير مديرية الآثار والمتاحف بحلب، إعادة افتتاح القلعة بأنها “خطوة إيجابية إلى الأمام،” مشيرًا إلى أن القلعة، شأنها شأن سكان المدينة، عانت من أضرار جسيمة خلال سنوات النزاع. وأضاف “نعيد اليوم افتتاح قلعة حلب بعد فترة طويلة من الإغلاق والإهمال. لقد عانت القلعة كما عانى أهل حلب، لكنها ما تزال صامدة، شامخة كشموخهم.”
وقد استغرقت أعمال الترميم عدة أشهر، وتركزت على إصلاح البنية التحتية، بما في ذلك خطوط المياه والكهرباء، وتثبيت الأعمدة والجدران المتضررة. وأوضح القسقاس أن عملية الصيانة شملت جميع عناصر البنية التحتية، من خطوط المياه الرئيسية إلى شبكات الكهرباء، من أجل إعادة تأهيل الموقع بما يليق بمكانته التاريخية.
وتُعد قلعة حلب من أبرز المعالم المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وقد تعرضت لأضرار بالغة خلال المعارك التي دارت بين القوات الحكومية والمعارضة قبل إعادة فتحها عام 2018. وفي عام 2023 لحقت بها أضرار إضافية نتيجة الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، لتُغلق مجددًا في ديسمبر 2024 إثر حملة عسكرية للمعارضة أطاحت بالحكومة السورية آنذاك.
من جانبه عبّر السائح الأميركي آندي لي عن سعادته بزيارة القلعة، قائلا “زرتُ القلعة… لأنها مكان مميز جدًا في حلب. لم أزرها من قبل، وكانت تجربة فريدة.”
وتُعد إعادة افتتاح قلعة حلب خطوة مهمة في مسار استعادة الحياة الثقافية والسياحية في المدينة، وإشارة إلى قدرة التراث على الصمود في وجه المحن، تمامًا كما يفعل أهلها.

