صيف غاضب في الأهلي المصري بعد العودة من المونديال
القاهرة - عادت حالة القلق المغلفة بمشاعر الغضب لتسود أرجاء الأهلي المصري بسبب تداعيات المشاركة غير الموفقة للفريق في كأس العالم للأندية المقامة بالولايات المتحدة، وودع الفريق البطولة من الدور الأول بعد احتلال المركز الرابع والأخير في المجموعة الأولى، وتنتظر إدارة النادي الكثير من الملفات الساخنة والمشاعر الغاضبة بين بعض اللاعبين وشريحة غير قليلة من جماهير النادي.
أحدث الملفات الساخنة على طاولة مجلس إدارة الأهلي هذه الأيام تخص المهاجم وسام أبوعلي، حيث دخل اللاعب الدولي الفلسطيني صاحب ثلاثة أهداف (هتريك) في مباراة بورتو البرتغالي، في أزمة مع الإدارة بسبب إقدام النادي على إصدار بيان أعلن فيه استمرار اللاعب ضمن صفوف الفريق ورفض أي عروض للاحتراف. وعلمت “العرب” أن صدور البيان بهذه الصيغة وتجاهل دعوة اللاعب أو وكيله البلجيكي جاكوب كروغر إلى الاجتماع الذي جمع محمود الخطيب رئيس النادي مع محمد يوسف المدير الرياضي والمدرب الإسباني، تسبب في غضب وسام، الذي قرر السفر إلى الدنمارك بحجة قضاء الوقت مع أسرته ورؤية أصدقائه هناك.
لكن الحقيقة أن قرار الأهلي تسبب في توتر علاقته باللاعب، الذي يرى أن النادي لم يلتزم بالوعد الذي أعطاه له قبل مونديال الأندية، بأنه لن يرفض انتقاله بعد البطولة، بينما يرد الأهلي في المقابل بأن النادي لم يتلق أي عرض جاد حتى الآن، وأنه لن يحول دون تحقيق رغبة مهاجمه بشرط أن يصل إليه عرض مناسب. وتسبب الوكيل البلجيكي الموجود في القاهرة حاليا في أزمة خلال مفاوضاته مع محمد يوسف بسبب كلمة “عرض مناسب”، حيث يرى أنها مطاطة لا تتضمن تفاصيل أو أرقاما محددة يمكن مناقشتها، وإنما هي مناورة تسمح للنادي برفض أي عرض بحجة أنه لا يراه مناسبا.
إدارة النادي تنتظرها الكثير من الملفات الساخنة والمشاعر الغاضبة بين بعض اللاعبين وشريحة هامة من الجماهير
وعلمت “العرب” أن إدارة النادي ترى أن المهاجم الذي تألق في مونديال الأندية وسجل أول هاتريك للاعب غير أوروبي في فريق أوروبي في تاريخ منافسات الأندية العالمية، لا يمكن التفريط فيه بأقل من 10 ملايين دولار، وهو مبلغ يمكنها من إيجاد مهاجم بديل في نفس المستوى، بينما يرى الوكيل أن المبالغة في تقدير سعر اللاعب سوف تحصر العروض في الأندية الخليجية فقط، بينما يريد وسام الحصول على عرض للعودة إلى اللعب في أوروبا.
وكان الأهلي قد تجاوز التوتر الذي أعقب خروج الفريق من نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، وإنهاء خدمات المدرب السويسري مارسيل كولر، وعاد الهدوء إلى الفريق بعدما نجح في انتزاع لقب الدوري المحلي الذي كان في حوزة فريق بيراميدز حتى الجولات الأربع الأخيرة من البطولة، ثم نجحت الإدارة في التعاقد مع أحمد السيد زيزو نجم الزمالك في أحد أهم أحداث الميركاتو الصيفي الحالي.
لكن النتائج التي حققها في مونديال الأندية التي وصفها مصدر في مجلس إدارة الأهلي بأنها كانت أقل من المتوقع، تسببت في عودة التوتر نسبيا، وفتحت ملفات كانت إدارة النادي تعتقد أنها نجحت في إغلاقها، مثل ملف المدرب الجديد للفريق، الإسباني خوزيه ريبيرو الذي بدأ يتعرض لانتقادات حادة من جمهور الأهلي وبعض المحللين، بسبب ما وصفوه بعقمه الخططي، وعدم قدرته على الاستفادة من كتيبة النجوم المتاحة له في قائمة الفريق.
هدأت الانتقادات قليلا أمام مبررات من عينة أن المدرب جديد ولم يتولّ مهمة تدريب الفريق إلا قبل البطولة بأيام، وهي مدة غير كافية لتقييم عمله أو نقل أفكاره الخططية للاعبين، لكن إنجاز الإيطالي سيموني إينزاغي مع الهلال السعودي فتح الباب لعودة الانتقادات بقوة، لأن الإيطالي باشر تدريب فريقه الجديد بعد أيام من تولي ريبيرو مهمته، لكنه نجح في قيادة الهلال لتحقيق نتائج جيدة وإنجازات غير مسبوقة، سواء بالتعادل مع ريال مدريد أو التأهل إلى الدور الثاني، ثم ربع النهائي عبر بوابة فريق بحجم مانشستر سيتي الإنجليزي بكامل نجومه.
وما زاد الغضب على المدرب الإسباني تسرب أخبار عن وجود مشاكل في غرفة ملابس الفريق، بين اللاعبين الذين لا يحصلون على دقائق لعب كافية وريبيرو، مثل المغربي أشرف بنشرقي وحسين الشحات والمالي اليو ديانج، وطلب بعضهم عقد اجتماعات مع المدير الرياضي محمد يوسف لاستكشاف مستقبلهم ومستقبل المدرب، وموقفه منهم، ومناقشة السبل المحتملة لفض الإشكاليات الفنية بينه وبينهم، والتي من بينها خروجهم من الفريق لضمان اللعب بانتظام.