صفقة خلافة روبرت مردوخ تعزز التوجه المحافظ للإمبراطورية الإعلامية
واشنطن - توصلت عائلة روبرت مردوخ إلى اتفاق بشأن إدارة إمبراطوريته الإعلامية بعد وفاته، ما يضمن عدم حدوث أي تغيير في التوجه التحريري لشبكة “فوكس نيوز”، القناة الأكثر شعبية لدى الرئيس دونالد ترامب والمحافظين.
وينص الاتفاق على إنشاء صندوق استئماني يمنح السيطرة على شركة “فوكس كورب” للاكلان مردوخ، الوريث الذي اختاره مردوخ ويتولى إدارة “فوكس” في السنوات الأخيرة، إلى جانب شقيقتيه الأصغر سنا، غريس وكلوي.
وبموجب الصفقة، يتخلى الأشقاء الثلاثة الأكبر للاكلان، برودنس ماكلويد وإليزابيث مردوخ وجيمس مردوخ، عن أي مطالب بالسيطرة على “فوكس”، مقابل حصولهم على أسهم تقدر قيمتها حاليا بـ 3.3 مليار دولار، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز التي كانت أول من كشف تفاصيل الاتفاق.
ويسعى الاتفاق إلى الحفاظ على التوجه المحافظ للمنصات الإعلامية التابعة للمجموعة لفترة طويلة بعد رحيل الأب. وبموجب التسوية، سيكون لاكلان الذي يُنظر إليه عمومًا على أنه أقرب سياسياً إلى والدهم مقارنة بإخوته من مستفيدي صندوق عائلي جديد يملك حصة مسيطرة في كل من فوكس كورب ونيوز كورب. ويُحدد مفعول الصندوق حتى عام 2050.
صفقة بقيمة 3.3 مليار دولار تمنح السيطرة على شركة "فوكس كورب" للاكلان مردوخ، الوريث الذي اختاره مردوخ
وتقع حقوق التصويت “حصريًا” في يد لاكلان، البالغ من العمر 54 عاماً، والذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة نيوز كورب والرئيس التنفيذي لفوكس منذ أن تخلى والده عن إدارة الأعمال اليومية في 2023.
وينص الاتفاق أيضاً على أن يخضع الإخوة الكبار لاتفاق تهدئة طويل الأمد يمنعهم من شراء أسهم في نيوز كورب أو فوكس كورب ومن اتخاذ “بعض الإجراءات الأخرى” المتعلقة بالشركتين.
وفي بيان، رحب مجلس إدارة نيوز كورب بهذه التطورات معتبراً أن قيادة ورؤية وإدارة رئيس الشركة لاكلان موردوك ستظل مهمة لتوجيه إستراتيجية الشركة ونجاحها.
وتُوِّجت التسوية فصلًا من الدراما القانونية والعائلية التي جذبت اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية، ولاقت مقارنات بمسلسل “اتش.بي.او” الحائز على جوائز عالمية، ووصفت لين فينسنت، أستاذة إدارة الأعمال بجامعة سيراكيوز، روبِرت مردوخ بأنه بنى سمعته على السعي الحازم للحصول على ما يريد، وأن رغبته كانت أن يسيطر لاكلان على كل من فوكس كورب ونيوز كورب. وأضافت أن ذلك “ليس مفاجئًا.”
واشتعل الصراع القانوني حول خطط خلافة روبرت مردوخ في 2023 عندما سعى الملياردير المولود في أستراليا إلى تعديل هيكل الصندوق العائلي لمنح السيطرة الكاملة لشركاته للاكلان بعد وفاته. فقام جيمس وإليزابيث وبرودنس برفع دعوى قضائية لعرقلة هذه المحاولة. وفي ديسمبر، حكمت محكمة الوصايا في ولاية نيفادا الأميركية ضد مسعى تغيير الصندوق، ووصفت المحاولة بأنها “مسرحية محكمة الصياغة” تهدف إلى ترسيخ سيطرة لاكلان بصورة دائمة.