#سمراء_بغداد تضاف إلى قائمة المعتقلين بتهمة نشر المحتوى الهابط في العراق

وزارة الداخلية العراقية تتيح لمواطنيها الإبلاغ بشكل إلكتروني عن أي محتوى مخالف للقانون.
الثلاثاء 2025/09/09
ظهور يلفت انظار العراقيين

بغداد - أثار اعتقال البلوغر العراقية سمراء بغداد جدلا واسعا في العراق مع تصدر اسمها الترند على مواقع التواصل في البلاد.

وأعلنت وزارة الداخلية العراقية الأحد شمول البلوغر براء عطا الله عودة، المعروفة بلقب “سمراء بغداد”، بإجراءات مكافحة “المحتوى الهابط”، مؤكدة إحالتها إلى القضاء.

وجاء توقيف “سمراء بغداد” استناداً إلى أوامر قضائية صادرة بحقها، في إطار حملة مستمرة منذ أشهر تستهدف عدداً من مؤثري مواقع التواصل، وسط انقسام في الرأي العام بين مؤيد يعتبر الخطوة ضرورية لحماية المجتمع، ومعارض يراها تقييداً لحرية التعبير.

وأعلن مجلس القضاء الأعلى عن إصدار توجيه إلى محاكم التحقيق، للتنسيق مع الجهات المختصة لمتابعة صُنّاع المحتوى الهابط، واتخاذ الإجراءات القانونية المشددة بحقهم.

من المعروف أن سمراء بغداد لطالما أثارت الجدل بسبب مظهرها اللافت وتصريحاتها المباشرة التي لم تخلُ من الانتقادات الحادة، ما جعلها واحدة من أكثر الشخصيات إثارة للانقسام

وأوضح المجلس في بيان رسمي أن خطوته الجديدة في متابعة صُناع المحتوى تستهدف الحفاظ على الذوق العام. وأضاف البيان القضائي أن حالات نشر المحتوى الهابط عبر مواقع التواصل الاجتماعي في العراق تشهد تزايداً.

وعاقبت المحاكم العراقية الكثير من الأشخاص الذين أدينوا بتقديم محتوى هابط في العراق خلال العامين الماضين، بالسجن مدة أربعة أشهر.

وطالت العقوبات صُناع محتوى من الجنسين ومن مختلف الأعمار، أدينوا بمخالفات تتعلق بالملابس التي يظهرون بها أمام متابعيهم أو العبارات الخادشة للحياء التي يتلفظون بها ومخالفات أخرى للقوانين والعادات والتقاليد.

وتتبع لجنة المحتوى الهابط وزارة الداخلية العراقية، وشنت منذ تشكيلها حملة مستمرة ضد مخالفات مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، ومن الجنسين، واستهدفت مكافحة المحتوى المخالف للقوانين والتقاليد الاجتماعية.

وتتيح وزارة الداخلية لمواطنيها الإبلاغ بشكل إلكتروني عن أي محتوى مخالف، مع تزايد انتقادات السكان لما يقدمه الكثير من المشاهير.

ومن غير الواضح ما إذا كان التوجيه الجديد لمجلس القضاء الأعلى سيقود إلى فرض عقوبات مشددة أكثر من عقوبة السجن مدة أربعة أشهر التي طالت المدانين في الفترة الماضية.

وسمراء بغداد برزت في السنوات الأخيرة كصانعة محتوى مثيرة للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً عبر فيديوهات قصيرة تعتمد على الإطلالة الشخصية والحوارات الجريئة مع متابعيها. وغالباً ما كانت تسعى لإثارة الانتباه من خلال المبالغة في المظهر أو استخدام عبارات ساخرة ومباشرة تعتبرها شريحة واسعة من الجمهور “مسيئة للذوق العام.”

ورحب كثيرون بخبر الاعتقال. وقال معلق بلغة تتخللها لهجة محلية:

@ZSHFnaGve8S2zRO

إحداهن معترضة على معاقبة #سمراء_بغداد بالمحتوى الهابط. وحينما تعرضت للإحراج بالتعليقات ردت عليهم… (والله مامتابعتها)… أدري إذا ماتدرين شكو ماكو.. شلون تنتفضين عجيب!!!. لاحظ جنابك.. أغلب المعترضين على الإجراءات القانونية أو كشف المبتزين يعترضون دون علم ولا فهم مجرد “طشة”…

وبدأت وزارة الداخلية العراقية قبل أكثر من عامين حملتها لملاحقة صانعي “المحتوى الهابط” في البلاد، والتي أسفرت عن اعتقال العشرات وإصدار أحكام قضائية بحق الكثيرين منهم. وبينما سجل مسؤولون ومراقبون تراجعاً واضحاً في نشر هذا النوع من المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، إلّا أنهم طالبوا بتنظيمها في قانون واضح.

وسخرت معلقة من خبر الاعتقال مؤكدة أن الأولى اعتقال الفاسدين. وكتب معلق مستخدما اللهجة المحلية:

@Noor_inana

بدل إلقاء القبض على محافظ كربلاء و(أعوان) الشركة المنفذة لجسر العطيشي الذين تسبب فسادهم وسرقتهم لأموال تنفيذ الجسر في إزهاق أرواح الأبرياء يتم إلقاء القبض على بنت مسوية حفلة عيد ميلاد وتركص بعيد ميلادها. طبعاً هي معروفة الركص بالعيد ميلاد مو خوش فال ويسبب تساقط الجسور واحتراق الهايبرماركتات وجفاف المياه وتلوثها وأحنا بخدمتكم.

لكنّ مغردا أكد أن:

@AlaaAlBahadli

سمراء بغداد وراءها محور كامل.

ومن المعروف أن سمراء بغداد لطالما أثارت الجدل بسبب مظهرها اللافت وتصريحاتها المباشرة التي لم تخلُ من الانتقادات الحادة، ما جعلها واحدة من أكثر الشخصيات إثارة للانقسام على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبينما يرى بعض متابعيها أنها تقدم نفسها بأسلوب حر يعكس شخصيتها، فإن قطاعات واسعة من الجمهور العراقي تعتبر ما تقدمه خروجًا عن المألوف وترويجًا لمحتوى غير ملائم.

وباتت منصات التواصل الاجتماعي ساحة لظهور ما يعرف بالمحتوى الهابط، محتوى متخم بالصراخ والرقص والتهريج والشتائم.

وبحسب صحافيين مستقلين فإن الإعلام التقليدي يتحمل الكثير من المسؤولية، فبعض القنوات العراقية أسهمت في إبراز نجوم المحتوى الهابط، فيما كانت محطات أخرى أكثر وعيًا، وسخّرت منصاتها للتحذير من هذا التيار.

وتحدث محمود الجماس (صحافي عراقي) عن دور القنوات الفضائية التي وظفت صُناع المحتوى الهابط كمقدمي برامج لديها وهم لا يمتلكون من الثقافة شيئا، في الوقت ذاته يعاني خريجو الإعلام من عدم توفر فرص عمل في هذه المحطات لكونها تبدي اهتمامًا بصناع المحتوى الهابط.

وقال الأستاذ في جامعة الموصل علي أغوان “هناك قمع للحريات، في دولنا التي تبحث عن ديمقراطية حقيقية، لكن هناك خصوصيات حيث لا يمكن أن نعمم مفهوم الحرية المطبق في ألمانيا أو فرنسا أو الولايات المتحدة على مجتمع مثل المجتمع العراقي الذي لديه خصوصيات اجتماعية ودينية وقضايا لا يمكن السكوت عنها، تحديدًا في ما يتعلق بالإسفاف والابتذال في طرح بعض الأفكار.”

5