خزانة السينما المغربية تطلق ماراطون الأفلام الخالدة

المشروع يأتي في سياق الحركية المتزايدة التي يشهدها الفن السابع في المغرب، والدور المتنامي الذي باتت تلعبه السينما في تحريك المشهد الثقافي.
السبت 2025/09/27
السينما لغة لا تنتهي

الرباط- تستعد “الخزانة السينمائية المغربية” لإطلاق مشروع فني طموح يتمثل في عرض 100 فيلم سينمائي تركت بصمة عميقة في وجدان المشاهدين وأسهمت في تشكيل ملامح الصناعة السينمائية العالمية، وذلك خلال الفترة الممتدة من الثامن والعشرين من سبتمبر إلى العشرين من ديسمبر 2025.

يأتي هذا المشروع في سياق الحركية المتزايدة التي يشهدها الفن السابع في المغرب، والدور المتنامي الذي باتت تلعبه السينما في تحريك المشهد الثقافي، ليس فقط بوصفها وسيلة للفرجة، بل كصناعة متكاملة تخلق فرص عمل وتدفع المؤسسات إلى إعادة النظر في علاقتها بهذا الفن.

يركز المشروع على أبرز التيارات السينمائية التي أثرت في تاريخ السينما، ويعيد الاعتبار لأعمال خالدة لا تزال تحتفظ بقيمتها الفنية والوجدانية. وقد حرصت الجهة المنظمة على اختيار أفلام شكلت منعطفا في الأسلوب السينمائي، وجعلت من نفسها علامات لا تُمحى في ذاكرة المتفرجين حول العالم.

◄ المشروع يهدف إلى دعوة الجمهور إلى رؤية العالم بعيون مختلفة، وسرده بأساليب جديدة، والعيش فيه من زوايا غير مألوفة

وفي تقديمها للمشروع، تقول الجهة المنظمة “سنشاهد الصور التي صنعت القرن: أيزنشتاين وجماهيره الزاحفة، مورناو وظلاله المسكونة، فريتز لانغ وآلاته المفترسة، وأورسون ويلز صانع المرايا والمتاهات. ثم ننتقل إلى ثوار السينما: غودار، برغمان، كوبريك، وتاركوفسكي”.

كما يتضمن البرنامج استعراضا لولادة “هوليوود الجديدة” بأبطالها المضادين، إلى جانب رواد السينما الإيطالية مثل دي سيكا، فلليني، أنطونيوني، وفيسكونتي، الذين جعلوا من السينما شعرا اجتماعيا وتأملا بصريا في الفراغ والإنسان.

ويمتد العرض إلى الأزمنة المعلقة لدى وونغ كار – واي، والتيه الشعري عند كياروستامي، والنقاء الزاهد في أعمال إيمامورا، والحمّى الشعبية التي جسدها يوسف شاهين.

وتؤكد الجهة المنظمة أن هذا الماراطون السينمائي لا يهدف إلى استعادة الماضي فقط، بل يشكل أيضا لحظة يقظة ورصدا لسينمات اليوم، حيث تنبثق أصوات جديدة من أفريقيا، والعالم العربي، وآسيا، وأميركا اللاتينية. أفلام لا تقدم حقائق جاهزة، بل تفتح نوافذ جديدة، وتزيح السرديات التقليدية، وتعيد التأكيد على أن السينما لغة متجددة لا تنتهي إعادة كتابتها.

سواء في الرحلات الحالمة أو في عوالم الديستوبيا، في السخرية أو التجريب، يهدف المشروع إلى دعوة الجمهور إلى رؤية العالم بعيون مختلفة، وسرده بأساليب جديدة، والعيش فيه من زوايا غير مألوفة.

12