حملة إلكترونية سعودية تحاصر "الحسابات المشردة"
في ظل التحديات الرقمية المتزايدة والتوترات الإقليمية، تهدف مبادرة "لا تكن شريكًا في التضليل" السعودية إلى مواجهة "الحسابات المشردة"، وهي الحسابات الوهمية أو المعادية التي تروج الشائعات وتهدد الاستقرار الاجتماعي عبر منصات مثل إكس. ومع تصاعد “حرب السرديات” في المنطقة، تبرز الحملة كإستراتيجية سعودية حاسمة للسيطرة على الروايات الرقمية وسط تحديات متزايدة.
الرياض- أطلقت المملكة العربية السعودية، من خلال مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالتعاون مع وزارة الإعلام وهيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، حملة توعوية بعنوان “لا تكن شريكًا في التضليل.”
تأتي هذه المبادرة في ظل تصاعد التحديات الرقمية التي تهدد استقرار المجتمعات الخليجية، حيث أصبحت منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة إكس، ساحة لـ”حرب السرديات” التي تؤثر على الرأي العام في سياق إقليمي مضطرب.
وتسعى الحملة إلى تعزيز الوعي الرقمي، وتقليل انتشار الشائعات، والحد من التلاعب بالمعلومات الذي يغذي الانقسامات. وأثارت الحملة ردود فعل متباينة على إكس كشفت عن انقسام بين الدعم الرسمي والانتقادات التي تراها “رقابة مقنعة.”
وتتأسس الحملة على رسالة بسيطة ومباشرة: “تحقق من المعلومة قبل تداولها”. وتؤكد على أن الصور والفيديوهات قد تُفبرك بسهولة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وأن بعض الحسابات تروج الشائعات عمدًا لتحقيق أهداف سياسية أو اجتماعية. الحملة، التي تندرج ضمن رؤية 2030 لتعزيز الأمن الرقمي، تستجيب لزيادة بنسبة 35 في المئة في الشكاوى من المحتوى المضلل خلال 2025، وفقًا لتقارير هيئة الاتصالات.
ومن خلال دعوات للإبلاغ عبر تطبيق “كلنا أمن” واستخدام أدوات التحقق مثل “فيك تشيك”، تسعى المملكة إلى بناء ثقافة رقمية تعتمد على المسؤولية الفردية. لكن هذه الجهود تأتي في وقت حساس، مما يجعل إكس منصة مركزية لصراع السرديات بين الأنظمة والمعارضين.
وانتشر في هذا السياق هاشتاغ #لا_تكن_شريكا_في_التضليل الذي تصدر قائمة الترند في السعودية.
غرد حساب رابطا الحملة بالطموحات الوطنية:
النقاشات تتقاطع مع هاشتاغات أخرى مثل #حماية_الوعي و#خليجنا_واحد، مما يعكس تركيزًا خليجيا مشتركًا على تعزيز الوعي الرقمي والوحدة الخليجية في مواجهة التحديات الإعلامية
Vision2030Fan@
أضاف: فخور بمبادرات رؤية 2030 زي حملة ‘لا تكن شريكًا في التضليل’. السعودية تقود في مكافحة الكذب عالميًا!
لكن الجدل لم يخلُ من الانتقادات، إذ رأى بعض المستخدمين في الحملة محاولة لتقييد النقد:
وكتب معلق:
FreePressKSA@
“حملة سعودية جديدة ضد ‘التضليل’.. هل هي خطوة للوعي أم أداة للرقابة على النقد؟
كذلك، تساءل آخر:
SaudiYouthVoice@
حلوة الفكرة، بس الحملة دي هتساعد فعلاً ولا هتكون مجرد شعارات؟ الشباب يحتاج تدريب حقيقي على التحقق. #لا_تكن_شريكا_في_التضليل
وقال معلقون إن الحملة السعودية تستهدف في المقام الأول “الحسابات المشردة.” وأصبحت “الحسابات المشردة” مصطلحًا شائعًا في الخطاب الإعلامي السعودي لوصف الحسابات الوهمية أو المعادية على منصات مثل إكس. هذه الحسابات، التي غالبًا ما تُدار من الخارج أو بأجندات معارضة، تُتهم بنشر الشائعات، إثارة الفتنة، والتشهير بالمؤسسات والقيادات السعودية.
وفي هذا السياق كتب معلق:
Dr_mfh_1972@
غرد حساب:
Alshaikh2@
إن الحسابات التي تزرع الجدل لا تعمل بالصدفة.. هي وقودٌ مُعدّ لفتنةٍ مخطّطة. تبدأ بالتحريك الرقمي.. منشور مشحون، مقطعٌ يفتعل الغضب، ثم استغلالُ العاطفة ليُكرّسَ الانقسام. #حماية_الوعي #أمن_اجتماعي #سردية_المعلّب”
وفي ظرف إقليمي يشهد صراعات، قد تنجح الحملة في تقليل الشائعات، لكنها تواجه تحديًا في كسب ثقة الشباب الذين يرون في الإعلام الرقمي منصة للتعبير الحر.
ويعتبر مراقبون أن الحملة ليست مجرد توعية، بل جزء من حرب سرديات أوسع، حيث تسعى السعودية لفرض “حقيقتها” في مواجهة روايات معارضة تتصاعد في المنطقة.
وقال معلق:
kmbalod@
هذا أحد الحسابات الوهمية التي تنتحل الصفة السعودية خلايا نائمة تنشط على نشر الفتنة والكذب في المجتمع السعودي وتأجيج الرأي العام على مؤسسات الدولة ومنسوبيها انتبهوا يا اخوان هذي حسابات تدار من كلاب المحيط البائس مشتركه مع الادوات المشردة وحمير المجوس نباح ونهيق ليلا نهارا..
تثبت التحليلات، مثل تلك في مركز الجزيرة للدراسات، أن حملات التضليل جزء من “حرب نفسية” إقليمية، حيث يُقدر عدد الحسابات المعادية بآلاف، مما يجعل التعاون الخليجي ضروريًا لمكافحتها.
تتقاطع النقاشات ضمن هاشتاغ #لا_تكن_شريكًا_في_التضليل مع هاشتاغات أخرى مثل #حماية_الوعي و#خليجنا_واحد، مما يعكس تركيزًا خليجيا مشتركًا على تعزيز الوعي الرقمي والوحدة الخليجية في مواجهة التحديات الإعلامية. هذه الهاشتاغات تشير إلى جهود موحدة لمكافحة الفتنة التي تُزرع عبر الإعلام الرقمي، مع دعوات متزايدة لمراجعة “السرديات التاريخية” في الإعلام الخليجي.
يرى البعض أن هذه السرديات، إذا لم تُحدث، قد تُستغل لخدمة أجندات معادية. على إكس، يظهر هذا في مناقشات حول كيفية تقديم التاريخ الخليجي لتعزيز الوحدة بدلاً من تعميق الانقسامات، مع دعوات لتطوير محتوى رقمي موحد يعكس هوية مشتركة.