"تراث السلام" في مهرجان مراكش للفلكلور

برنامج المهرجان حافل بالعروض الفنية الراقصة والورشات الثقافية المتنوعة التي تتيح للجمهور التفاعل مع التراث الحيّ والتعرف على تعابير فنية من مختلف الثقافات.
الجمعة 2025/10/24
حوار عالمي بلغة الفن

مراكش (المغرب) ـ في قلب المدينة الحمراء، حيث تمتزج الألوان والأنغام والروائح، انطلقت فعاليات الدورة السابعة من مهرجان مراكش الدولي للفلكلور خلال الفترة من 23 إلى 26 أكتوبر الجاري، تحت شعار يحمل بعدا إنسانيا عميقا: “تراث السلام”. المهرجان، الذي تنظمه جمعية التراث والفلكلور، لا يكتفي بعرض الفنون الشعبية، بل يسعى إلى تحويل مراكش إلى جسر حيّ يربط بين الحضارات، ومنصة للتلاقي الثقافي والحوار الإنساني.

تُعدّ هذه الدورة احتفاءً بالتنوع، حيث يشارك أكثر من 600 فنان من مختلف القارات الخمس، حاملين معهم تراثهم المحلي، وأهازيجهم، ورقصاتهم، وأزياءهم التقليدية، في مشهد عالمي ينبض بالألوان والإيقاعات. وتُسلّط الفعاليات الضوء على الثقافة المراكشية وتقاليد “الدقة”، باعتبارهما رمزين لتراث حيّ وأسلوب عيش أصيل، يعكس روح المدينة التي لطالما كانت ملتقى للتجار والحرفيين والموسيقيين من كل حدب وصوب.

برنامج المهرجان حافل بالعروض الفنية الراقصة والورشات الثقافية المتنوعة التي تتيح للجمهور التفاعل مع التراث الحيّ والتعرف على تعابير فنية من مختلف الثقافات. من رقصات البلقان إلى إيقاعات أميركا اللاتينية، ومن فنون آسيا الوسطى إلى أنغام أفريقيا، يتحول فضاء المهرجان إلى ساحة عالمية للسلام والاحترام والأخوة الإنسانية.

ولا يقتصر المهرجان على الجانب الفني فقط، بل يُعدّ أيضا منصة للتبادل الثقافي والتعاون الدولي، حيث تُنظم لقاءات بين الفرق المشاركة، وتُفتح الحوارات حول دور الفلكلور في تعزيز التفاهم بين الشعوب، وحفظ الذاكرة الجماعية، ومواجهة النزعات الانعزالية. فالفلكلور، كما يرى المنظمون، ليس مجرد ترفيه، بل لغة عالمية تتجاوز الحدود السياسية والجغرافية، وتُعيد للإنسانية صوتها المشترك.

وتسعى جمعية التراث والفلكلور من خلال هذا الحدث إلى ترسيخ مراكش كعاصمة للفنون الشعبية، ووجهة للسياحة الثقافية، عبر تقديم تجربة فريدة تجمع بين الفرجة والوعي، والاحتفال والتأمل. فكل رقصة تُقدَّم على خشبة المسرح، وكل إيقاع يُعزف في ساحة جامع الفنا أو في فضاء المهرجان، هو دعوة مفتوحة للسلام، ورسالة بأن التراث يمكن أن يكون أداة للتقارب لا للتباعد.

12