بيت الشَّعر.. خيوط من صوف تنسج تاريخ البادية

بيت الشّعر أحد أبرز الرموز التي ارتبطت بحياة أهل البادية في الجزيرة العربية وكان شاهدًا على قصص الكرم ومجالس الشعر وأحاديث السمر.
الأحد 2025/09/14
صناعة بيوت الشّعر بحسب رغبة المستفيد

سكاكا (السعودية) - يُعد بيت الشّعر أحد أبرز الرموز التي ارتبطت بحياة أهل البادية في الجزيرة العربية، كان شاهدًا على قصص الكرم، ومجالس الشعر وأحاديث السمر، ما جعله رمزًا حيًا لعراقة البدو وارتباطهم العميق بالطبيعة والصحراء.

تروي لفوة الفهيقي قصة ارتباطها بحرفة صناعة بيت الشعر في منطقة الجوف، وهي الحرفة التي ورثتها عن والدتها وجدتها واستمرت في ممارستها حتى يومنا الحاضر، مؤكدة أن هذا التراث البدوي العريق لا يزال حيًا رغم تغير الزمن.

وعن البدايات تقول لفوة إن هذه حرفتها منذ طفولتها ويبدأ العمل من مرحلة جز صوف الأغنام، ثم تليها مرحلة الغسيل والنشر والنفش للتجفيف، لتأتي بعد ذلك مرحلة الغزل التي تشكل خيوط الشعر، لتأتي بعدها مرحلة التسدية التي تقوم على تصفيف الخيوط وترتيبها لتشكّل ما يسمى بـ”الشقاق” وهي القطع الكبيرة التي يُصنع منها بيت الشّعر.

وتستخدم لفوة في إنتاج البيوت الحرفية أدوات بسيطة تساعدها على إتمام عملها، منها: المنفاش، والمغزل، والمنشاز وهو أداة تُستخدم لشد الخيط أثناء خياطة قطع بيت الشعر لكي تكون الخياطة متينة ومحكمة، وغالبًا ما يكون مصنوعًا من الخشب أو الحديد، والمسامير لتثبيت الصوف، والمخيط لخياطة القطع معًا.

وعن مسميات بيوت الشّعر أوضحت لفوة أن العادة جرت على صناعة بيوت الشّعر بحسب رغبة المستفيد التي تعتمد على طوله وعدد الأعمدة التي تتوسطه؛ فالقطبة هي بيت الشّعر الذي يقوم على عمود واحد، يليه المقورن ذو العمودين في أوسطه، ويأتي بعده المثولث ذو ثلاثة أعمدة في الوسط، وهكذا تتوالى المسميات على حسب الأعمدة التي يقوم عليها بيت الشِّعر في الوسط.

18