باسم يوسف في الإعلام المصري: أنا أراجوز فعلا!
القاهرة - أثار الظهور الإعلامي الأخير لباسم يوسف جدلا واسعا بعد تأكيده أنه “أراجوز لكن بمقابل عال”.
وفي لقائه الأخير في برنامج “كلمة أخيرة” مع أحمد سالم على قناة “أون” (ON)، حوّل الإعلامي المصري يوسف وصف “أراجوز”، الذي يعني “مهرج” ويُستخدم تاريخيا كإهانة من قبل منتقديه، إلى أداة سخرية ذاتية إيجابية. قال يوسف “مش بتضايق من لقب أراجوز… أنا كده فعلا، وبضحك الناس، وبيتدفع لي فلوس عشان أضحكهم… هو أنا أطول أبقى سبب في سعادة الناس؟”.
يذكر أنه بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب عن تقديم برامج تلفزيونية في مصر، عاد يوسف عبر شبكة “أون” (ON) رسميا، بعد التعاقد معه كضيف في سلسلة حلقات خاصة، ابتداءً من السابع من أكتوبر الحالي، يستضيفه خلالها الإعلامي أحمد سالم في برنامج “كلمة أخيرة”.
حولت ردود يوسف الوصف من هجوم سياسي إلى احتفاء بالكوميديا كمهنة، مستلهما من التراث العربي حيث “الأراجوز” هو دمية تقليدية في العروض الشعبية تسخر من السلطة والحياة اليومية.
واعترف يوسف بأن كوميدياه “عمرها قصير” لارتباطها بالظروف الزمنية، لكنه يرفض الضيق منها، معتبرا إياها “سبب سعادة” في زمن التوترات السياسية والاجتماعية.
هذه الفكرة ليست جديدة، تعود جذورها إلى بدايات يوسف في برنامج “البرنامج” (2011 – 2014)، حيث سخر من الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي ثم من الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، مما أدى إلى بلاغات قضائية ضده بين عامي 2013 و2016 بتهمة “إهانة الجيش”، ووصف الأمر حينها بـ”أراجوز تخاف منه الدولة”. تطور وصف يوسف من “أراجوز الإخوان” في 2013 (بسبب سخريته من الجيش)، إلى “أراجوز السيسي” في الولايات المتحدة، ثم الآن يطلق عليه البعض توصيف “أراجوز السعادة”.
في الولايات المتحدة الأميركية، استمر يوسف في السخرية عبر نتفليكس و”ديمكراسي ناو!”، لكنه ربطها بالقضية الفلسطينية، مما أضاف طبقة إنسانية.
الآن، بعودته بعد 10 سنوات، يبدو أن “الأراجوز” أصبح رمزا للكوميديا المقاومة، لكنه أيضا يثير جدلا: هل هو “بائع مواقف” أم صوت حر؟
وكشفت الردود عن الانقسام: بين من يراه “تافها” ومن يمدح جرأته.
وقال معلق:
MasryAna61@
وأضاف آخر:
@EiLatif
الحسنة الوحيدة ليك موقفك مع فلسطين… غير كدا طول عمرك أراجوز.
كما قال الإعلامي باسم يوسف إن الكثيرين قدموا التضحيات للقضية الفلسطينية، ولم يحصلوا على الشهرة التي حققها هو في البرامج الأجنبية المناصرة لغزة، مضيفا “هذا ليس عدلا”.
وأضاف أنه حريص على المشاركة في الحفلات والفعاليات التي تجمع تبرعات لغزة وللأطباء الفلسطينيين.
واستكمل تعليقه “عالم الإنفلونسرز أو المؤثرين بقى مسيطر على كل حاجة، حتى لو حفلة تبرعات.. يعني لو بيجمعوا تبرعات للأطباء، والفعالية فيها أطباء بس، محدش هيتبرع؛ لازم يجيبوا إنفلونسر زيي كده”.
ووصف باسم نفسه بـ”الأراجوز”، متابعا “مش بضايق من موضوع أراجوز.. حد يطول يكون سبب في إسعاد الناس وإضحاكهم، أنا أصف نفسي إني مهرج ولكن بيتدفع لي كتير شوية”.
واستنكر تصريحات البعض التي تبالغ في الاحتفاء به، قائلا “دائما يُثار اسمي مع جدل وسياسة، وأنا لا أرى أني أستحق ذلك.. دائما أشعر بأني في مكان ليس مكاني، وأنا شخص كوميدي.. مقدم كوميديا؛ لا أعلم لماذا يربطني البعض بالسياسة”.
وأثار حديث يوسف انقساما واسعا. وكتبت معلقة:
nono_oldisgold_@
محتاجة حد يشرح لي هو حوار التلفزيون المصري مع باسم يوسف يندرج تحت أنهي بند؟ أنا مالي بغربته برة مصر وذكرياته فيها.
محتاجة أفهم بس إيه الركاكة دي وتمت إذاعته يوم 7 أكتوبر من أي منطلق؟
حوار غير مفيد لأي حد غير للمتحدة..
وقال معلق آخر:
atefelmokhtar@
يذكر أن باسم يوسف لمع نجمه بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، عندما ظهر في أشهر البرامج التلفزيونية في الغرب للدفاع عن الشعب الفلسطيني وإدانة إسرائيل.
في أكتوبر 2023، ظهر باسم يوسف في مقابلة تلفزيونية مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان في برنامج “Piers Uncensored”، وأدلى بتصريحات أثارت الجدل، وأنصف الرواية الفلسطينية والعربية على حساب الرواية الإسرائيلية والغربية، وأصبحت هذه المقابلة الأعلى مشاهدة لبرنامج بيرس مورغان، واعتبر الجمهور العربي أن باسم يوسف أكثر من نجح في إيصال صوت العرب إلى وسائل إعلام أجنبية منحازة لإسرائيل بطريقة احترافية، واستمر باسم يوسف منذ هذا التاريخ في الظهور في وسائل إعلام أجنبية لتصحيح الصورة الخاطئة التي يرددها الإعلام الغربي عن القضية الفلسطينية.
واعتبر معلقون أن الظهور الجديد دليل “انفتاح في الإعلام المصري” ومحاولة من السلطات “لتحويل الإعلام إلى سلاح إستراتيجي في يد السلطات”.