انتصر… إنك مغربي

المملكة تستمر في مشروعها الريادي. بعد أقل من شهرين، ستحتضن المملكة النسخة الـ35 من نهائيات كأس الأمم الأفريقية خلال الفترة من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026.
الخميس 2025/10/23
تتويج عربي وأفريقي

بعد فوزه بكأس العالم للشباب في كرة القدم بالعاصمة التشيلية سانتياغو، استقبل المغرب الرسمي والشعبي منتخبه الوطني، تقديرا للروح الإيجابية، والمشاعر الوطنية المتدفقة التي جعلت اللاعبين يحققون انتصارا مستحقا هو الأول من نوعه عربيا وإسلاميا وأفريقيا، واعتزازا بمسيرة التحدي الاستثنائي التي تعيش المملكة على وقعها في سياق مشروع النهضة الشامل والرقي بالرياضة كواحدة من أهم مكونات القوة الناعمة في مجتمع يؤمن بالتميز ويدفع إليه.

في الدور النهائي، تغلب منتخب المغرب على الأرجنتين بهدفين دون مقابل، حيث جاءت ثنائية “أشبال الأطلس” عن طريق النجم الصاعد ياسر الزبيري، الذي سجل هدفين رائعين في الدقيقتين 12و 29 في المباراة التي أقيمت على ملعب “خوليو مارتينيز برادانوس”. أكدت تلك اللحظات التاريخية على أن ما حققه المنتخب المغربي للأكابر في مونديال قطر 2022، لم يكن مجرد صدفة كما يزعم الفاشلون، وانما هو نتيجة الرؤية الواضحة والتخطيط العلمي والاعداد الجدي والإيمان بأن الارادة تصنع المستحيل، والعزم يقهر الصعاب، وبأن المغربي قادر على الانتصار في كل الاختبارات والامتحانات والتحديات، حتى لكأني أقول لكل مغربي في لحظة التحدي: “انتصر.. إنك مغربي.”

في شتاء 2022، استطاع المنتخب المغربي لكرة القدم أن يبهر العالم بوصوله لنصف نهائي كأس العالم بقطر، محققا إنجازا تاريخيا لم يسبق لمنتخب عربي أو أفريقي الوصول إليه.

فقد بدأ رحلته بتصدر ما سميت آنذاك بمجموعة الموت التي كانت تضم بلجيكا المصنفة ثانيا عالميا وكرواتيا وصيفة المونديال السابق وكندا، بتعادل سلبي مع كرواتيا وفوزين على بلجيكا 2-0 وكندا 2-1، ثم قدم عرضا تكتيكيا محكما أمام إسبانيا انتهى بالتعادل السلبي والتأهل بركلات الترجيح 3-0، ومن هناك انتقل الى الدور ربع النهائي حيث فاز على البرتغال بهدف وحيد سجله يوسف النصيري خريج أكاديمية محمد السادس، ليصبح المغرب أول منتخب أفريقي وعربي يتأهل للمربع الذهبي.

بعد فوزهم ببطولة العالم للشباب، خاطب الملك محمد السادس أبناءه المتوجين: “إنه لمن دواعي سرورنا وفخرنا أن نتوجه إليكم بأحر التهاني على هذا الإنجاز العالمي الجديد، الأول من نوعه في تاريخ كرة القدم المغربية، وإننا لنشيد بهذا التألق الرياضي الذي جاء ثمرة مباركة لثقتكم العالية بالنفس، ولإيمانكم الراسخ بقدراتكم ومهاراتكم، ولِما أبنتم عنه من روح التلاحم والانسجام، وأداء احترافي رائع طيلة أطوار هذه البطولة، حيث شرفتم بلدكم وشبابه أيما تشريف، ومثلتموه وقارتنا الأفريقية خير تمثيل.”

في الأثناء، تستمر المملكة في مشروعها الريادي. بعد أقل من شهرين، ستحتضن المملكة النسخة الـ35 من نهائيات كأس الأمم الأفريقية خلال الفترة من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026، في 6 مدن مغربية هي الرباط والدار البيضاء وطنجة وفاس وأغادير ومراكش، لتكون بذلك عاصمة كرة القدم في القارة السمراء والمرشحة الأبرز للفوز بلقبها.

في ديسمبر 2024، أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أن نهائيات كأس العالم للرجال في كرة القدم للعام 2030 ستقام في المغرب وإسبانيا والبرتغال، على أن تستضيف 3 دول في أميركا الجنوبية مباراة واحدة لكل منها. كل ذلك يشير الى أن المستحيل ليست مغربيا… وبالفعل: “انتصر.. إنك مغربي.”

12