المتحف المصري الكبير يغلق أبوابه استعدادًا للافتتاح التاريخي

مع افتتاحه الكامل، سيُتاح للزوار من داخل مصر وخارجها الاستمتاع بتجربة متحفية وسياحية متكاملة داخل أكبر متحف أثري في العالم.
الأربعاء 2025/10/15
حدث ينتظره العالم

يستعد المتحف المصري الكبير لافتتاحه الرسمي في 1 نوفمبر بحضور عالمي في حفل افتتاحي و عرض شامل لمقتنيات الملك توت عنخ آمون لأول مرة، ويُعاد فتحه للجمهور في 4 نوفمبر، متزامنًا مع الذكرى 103 لاكتشاف مقبرته.

القاهرة - يغلق المتحف المصري الكبير أبوابه الأربعاء 15 أكتوبر، إيذانًا بانتهاء مرحلة التشغيل التجريبي التي امتدت على مدار الأشهر الماضية، تمهيدًا لانطلاق حفل افتتاحه الرسمي في الأول من نوفمبر 2025، في حدث يُنتظر أن يكون الأضخم في تاريخ المتاحف العالمية.

ويُعد الثلاثاء 14 أكتوبر، هو اليوم الأخير لاستقبال الزوار ضمن فترة التشغيل التجريبي، التي أتاحت للجمهور المصري والسائحين فرصة استكشاف أجزاء من المتحف قبل افتتاحه الكامل. وابتداءً من الأربعاء، سيُغلق المتحف مؤقتًا أمام الزوار، في خطوة تهدف إلى إتمام الاستعدادات اللوجستية والفنية اللازمة لاستقبال الحدث العالمي المرتقب.

وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة متكاملة وضعتها وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع الجهات المعنية، لتجهيز المتحف بأعلى المعايير الدولية، حيث سيستمر الإغلاق المؤقت حتى 4 نوفمبر. وخلال هذه الفترة، ستُنفذ أعمال تنظيمية دقيقة تشمل تجهيز القاعات والممرات ومناطق الاستقبال، إلى جانب اختبار الأنظمة التقنية والإرشادية، بما يضمن تجربة متحفية سلسة ومبهرة للزوار.

ويُعد المتحف المصري الكبير أحد أبرز المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين، إذ يقع على بعد كيلومترات قليلة من أهرامات الجيزة، ويُطل على مشهد بانورامي فريد يجمع بين التاريخ والحداثة. وقد صُمم المتحف ليكون مركزًا عالميًا للآثار المصرية، ووجهة سياحية وثقافية متكاملة، تجمع بين العرض المتحفي، والأنشطة التعليمية، والخدمات الترفيهية.

ومن المقرر أن يُقام حفل الافتتاح الرسمي يوم السبت 1 نوفمبر، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعدد من رؤساء وملوك وزعماء دول العالم، إلى جانب نخبة من الشخصيات البارزة في مجالات الثقافة والآثار والسياحة. ويُتوقع أن يشهد الحفل عروضًا فنية وثقافية مستوحاة من التراث المصري، إلى جانب كلمات رسمية تؤكد أهمية المشروع في تعزيز مكانة مصر على خارطة السياحة العالمية.

وفي يومي الأحد والإثنين، 2 و3 نوفمبر، ستُنظم زيارات خاصة داخل المتحف لضيوف مصر القادمين من مختلف الدول، قبل أن يُفتح رسميًا أمام الجمهور يوم الثلاثاء 4 نوفمبر، بالتزامن مع الذكرى الـ103 لاكتشاف مقبرة الملك الذهبي توت عنخ آمون، في حدث يحمل رمزية تاريخية عميقة.

◄ خطة متكاملة وضعتها وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع الجهات المعنية، لتجهيز المتحف بأعلى المعايير الدولية
خطة متكاملة وضعتها وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع الجهات المعنية، لتجهيز المتحف بأعلى المعايير الدولية

ومع افتتاحه الكامل، سيُتاح للزوار من داخل مصر وخارجها الاستمتاع بتجربة متحفية وسياحية متكاملة داخل أكبر متحف أثري في العالم، يمتد على مساحة تزيد عن 480 ألف متر مربع، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من بينها مقتنيات تُعرض لأول مرة بشكل شامل.

ويتميّز المتحف بتصميمه المعماري الفريد الذي يجمع بين الحداثة والرمزية الفرعونية، حيث يستقبل الزائرين بتمثال ضخم للملك رمسيس الثاني، يليه ممرات واسعة تؤدي إلى قاعات العرض الرئيسية، التي تم تجهيزها بأحدث تقنيات الإضاءة والتفاعل الرقمي، بما يتيح للزائرين استكشاف التاريخ المصري بطريقة مبتكرة.

وفي إطار التحضيرات النهائية للافتتاح، أعلنت وزارة السياحة والآثار عن غلق قاعة الملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري في التحرير اعتبارًا من 20 أكتوبر، وذلك لاستكمال أعمال نقل آخر القطع الأثرية الخاصة بالملك الذهبي إلى المتحف المصري الكبير.

وسيتم عرض جميع مقتنيات الملك توت عنخ آمون للمرة الأولى مجتمعة داخل قاعة مخصصة في المتحف الجديد، في عرض شامل يهدف إلى تقديم رؤية متكاملة لتاريخ أحد أشهر ملوك مصر القديمة. وتضم المجموعة أكثر من 5000 قطعة أثرية، من بينها القناع الذهبي الشهير، والعربة الملكية، والأسرة الجنائزية، والمجوهرات، والأدوات اليومية التي كانت تُستخدم في حياته.

ويُعد هذا العرض من أبرز نقاط الجذب في المتحف، إذ يجمع بين الدقة الأثرية والتقنيات الحديثة في العرض، مثل الشاشات التفاعلية، والإضاءة الذكية، والخرائط الرقمية، التي تتيح للزائرين فهم السياق التاريخي لكل قطعة، والتفاعل معها بطريقة تعليمية وترفيهية في آنٍ واحد.

لا يقتصر دور المتحف المصري الكبير على الجانب الثقافي فقط، بل يُتوقع أن يكون له أثر اقتصادي وسياحي كبير، إذ يُنتظر أن يستقطب ملايين الزوار سنويًا، ويساهم في تنشيط قطاع السياحة، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الاستثمارات في المناطق المحيطة به.

وقد تم تجهيز المتحف بمرافق خدمية متكاملة، تشمل مطاعم، ومقاهي، ومراكز تسوق، وقاعات مؤتمرات، إلى جانب مركز للترميم والتوثيق الأثري يُعد من الأكبر في العالم، ما يجعله مركزًا علميًا وثقافيًا متكاملًا.

يمثل المتحف المصري الكبير نقلة نوعية في مفهوم العرض المتحفي، إذ لا يكتفي بعرض القطع الأثرية، بل يسعى إلى تقديم تجربة تفاعلية شاملة، تُخاطب مختلف الفئات العمرية والثقافية، وتُعيد تعريف العلاقة بين الزائر والتاريخ.

12