الشيف عمر: أطباق الشام متبلة بالسياسة والجدل
دمشق – أعاد مقطع فيديو قديم متداول على مواقع التواصل الاجتماعي الجدل حول الشيف السوري عمر، المعروف بمواقفه الجريئة، بعدما تحدث فيه عن واقع الحريات في سوريا موجها انتقادات صريحة لكل من النظام السابق برئاسة بشار الأسد والمرحلة الحالية برئاسة أحمد الشرع. قال الشيف عمر “لا حرية حقيقية، ولا تغيير يلمس الشعب”، مشبها بين “القمع السابق” و”الشبيحة الجدد”.
وشرح الشيف عمر “على زمن هداك (بشار الأسد) ما كنت تسترجي تحكي، لأن بيدفنولك أهلك تحت سابع أرض. وعلى زمن هاد (أحمد الشرع) كمان نفس الشي، ما فيك تحكي شي. نضحك على بعض، مين بيسترجي يحكي؟ يلي عم يطلع يحكي عالسوشال ميديا عم ياكل مسبّات من فوق لتحت”.
والشيف عمر أبولبدة المعروف شعبيا بـ”الشيف عمر”، هو يوتيوبر وطاه سوري شهير يقدم وصفات طعام مستوحاة من التراث السوري عبر قناته “CHEF OMAR شيف عمر” التي تضم الملايين من المتابعين. ولد في دمشق عام 1991، وبدأ مسيرته في مطابخ المدينة القديمة قبل أن يغادر سوريا في 2011 مع اندلاع الثورة، مهاجرا إلى دول الخليج والأردن ثم تركيا. جملته الشهيرة “الله يباركلو” أصبحت علامة تجارية ترمز للأمل والدفء بين السوريين في الشتات.
واعتبر تصريحه من قبل كثيرين انتقادا مزدوجا للسلطتين، مع التأكيد على أن القيود على حرية التعبير لا تزال قائمة، إلا أن كلامه أثار انقساما حادا بين من رأى فيه توصيفا واقعيا لحال السوريين، ومن اعتبره تهجما عاما.
التصريح أثار أيضا حملة هجوم واسعة على وسائل التواصل، خاصة من مؤيدي الحكومة الجديدة، الذين اتهموه بـ”الخيانة” و”الانتقاص من الثورة”.
وقال الإعلامي السوري عمر مدنية:
Omar_Madaniah@
يذكر أنه كان يلقب بالشبيح عمر بسبب دعمه لنظام الأسد المجرم.
عامل نفسه معارض اليوم.
وكتب حساب:
reporters_sy@
رد الشيف عمر عبر نشر ستوري على إنستغرام يتساءل “هل مصير كل شخص سوري يعتقد أننا في حقبة جديدة ويحاول أن ينتقد أو يعبّر عن رأيه… هذا الهجوم الكبير والسب والشتم والقذف له ولعائلته؟”. كما دعا المؤثرين إلى دعم إعادة إعمار المدارس ومساعدة الأطفال المشردين، مشيرا إلى فيديو لطفل تعرض للتعنيف.
وقال الشيف عمر “90 في المئة من يلي عم ينتشر عني محرف واجتزاء. يا ريت انتشر كلامي كامل، بس ما بتقدرو لأنه كلمة الحق بتفضحكم”. وأضاف “شكرا لأن تعليقاتكم أثبتت كلامي… وسيلتكم الوحيدة السب والشتم والقذف. أما كلمة كرامة ركزوا عليها منيح”. وتابع “أنتم ما بتمثلوني ولا بتمثلوا الشعب السوري الواعي. أنتم ناس مستفيدة وعم تتاجروا بكل حدث لمصالح شخصية. كلمة الحق لو ما كانت صحيحة ما كنتوا فارتوا هالفورة”.
كما ذكّر بموقفه أثناء كارثة الزلزال قائلا “دخلت على الشمال السوري وقت الزلزال رغم الاتهامات وما ترددت لحظة، بعكس كتير ناس ما تجرؤوا”. وختم بتحذير مباشر لمتابعيه “أي حدا عندي بشوفه عم يطبل ما بتشرفني متابعته، ورح ألغي الفولو ببساطة”.
بعد الهجوم الذي امتد إلى عائلته، خرجت زوجته نور عبيدو عن صمتها في ستوري إنستغرام، مفاجئة الجميع بكشف أصولهما “أنا عراقية مسيحية (لهيك لهجتي شامية، وأمي سورية من دمشق)، ولم أقل يوما إني سورية. زوجي أصله فلسطيني من غزة، جده عاش في سوريا لكنه فلسطيني الأصل، ونحن نحمل الجنسية البريطانية”. أضافت “زوجي يطبخ للناس ويحب وطنه، فلماذا الهجوم على حياتنا الخاصة؟ نحن سوريون أولا، ولا نريد سوى السلام”. هذا الكشف أثار جدلا إضافيا حول “الأصول”، مع اتهامات بـ”الغرباء” يتدخلون في الشأن السوري، بينما دافع آخرون عن حقه في التعبير كمهاجر سوري ناجح.
وتساءل معلق:
JassemAlhussei@
وجاء في تعليق:
@MohamedMotaweh
وفي سوريا ما بعد الأسد، أصبح انتقاد “سقف الحريات” اختبارا للتسامح.