#السويداء_منا_وفينا: جبر للخواطر أم "منافية للواقع"

الحملة تهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية السورية في ظل توترات طائفية وأمنية حادة تشهدها السويداء التي تقطنها غالبية درزية.
الجمعة 2025/10/10
اتحاد القلوب يقوّي الوطن

دمشق - أثارت حملة سورية للتبرع لأهل السويداء بعنوان “السويداء منّا وفينا” جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما اعتبرها الكثيرون منافية للواقع.

وانطلقت الحملة على يد الفنان السوري جهاد عبده، بدعم من شخصيات إعلامية بارزة مثل مكسيم خليل وراميا يحيى، وتأييد محافظ السويداء مصطفى البكور. وتهدف الحملة إلى تعزيز الوحدة الوطنية السورية في ظل توترات طائفية وأمنية حادة تشهدها المحافظة، التي تقطنها غالبية درزية.

وتأتي هذه المبادرة بعد أشهر من الاشتباكات العنيفة بين فصائل محلية، مثل جماعة الهجري المدعومة إقليمياً، وقوات النظام السوري، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 600 شخص ونزوح الآلاف من العائلات منذ يوليو 2025، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وتفاقمت الأزمة بسبب غارات إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية، واتهامات متبادلة بارتكاب انتهاكات، بما في ذلك إعدامات ميدانية وجرائم ضد المدنيين، ما زاد من الانقسامات الطائفية بين الدروز والمسلمين والبدو.

الحملة لاقت تفاعلا واسعا بين السوريين، لكنها كشفت انقسامات واضحة

وتسعى الحملة إلى استعادة النسيج الاجتماعي من خلال إعادة بناء الثقة وتحسين البنية التحتية في السويداء، خاصة في الريف الغربي والشمالي. وتشمل المبادرات المقترحة ترميم آبار المياه، وإعادة تأهيل المدارس ودور العبادة، بما في ذلك المساجد والكنائس والمعابد الدرزية، وتجهيز منازل النازحين.

ودعا البكور إلى التبرع المالي ونشر كلمات تجبر الخواطر والدعم عبر هاشتاغ #السويداء_منا_وفينا، واصفاً الحملة بـ”الشهامة والوفاء،” ومؤكداً أن السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا، مستذكراً دورها التاريخي في تعليم “الكرامة” للسوريين.

وعلى منصة إكس لاقت الحملة تفاعلاً واسعاً خلال يومين، لكنها أثارت انقساماً واضحاً. ووجدت دعماً كبيراً من ناشطين ومشاهير يرونها خطوة لتوحيد السوريين، حيث كتب الممثل السوري مكسيم خليل “لأن سوريا سند الكل، واجب علينا نحن السوريين أن نكون سنداً لبعضنا. تعالوا نساهم بحملة تبرعات نظمناها نحن السوريات والسوريين لمساعدة أهلنا بالسويداء. يمكن تكون خطوة تجمعنا، كي نعود ونمسك بأيدي بعضنا في سوريا لكل السوريين.”

بينما اعتبرت راميا يحيى أن “اتحاد القلوب يقوي الوطن”. حتى بعض الفتاوى الإسلامية أيدت التبرع للدروز كجزء من “الإحسان.” لكن الحملة واجهت انتقادات لاذعة، إذ اعتبرها البعض محاولة لـ”طمس الانتهاكات” في السويداء دون محاسبة المسؤولين.

وقال معلق:

Mohammad Abo Shukur

وقالت المغنية ميس حرب:

ميس حرب – Mais Harb  

وهاجم بعض المعلقين الحملة بطابع طائفي، رافضين دعم “كفار الدروز”، وهو ما يثير جدلا واسعا حول الخطاب الطائفي المتفشي في سوريا الذي يهدد بتصعيد الأوضاع.

وركزت قنوات مثل “سوريا الآن” و”الإخبارية السورية” على الحملة كخطوة نحو الاستقرار، مشيرة إلى الإفراج عن معتقلين وتأمين قوافل مساعدات. لكن تقارير إعلامية أخرى وصفتها بأنها محاولة لتجاوز “الجمود الطائفي،” لكنها تفتقر إلى آليات محاسبة واضحة.