الذكاء الاصطناعي يدخل مرحلة البرمجة الذاتية
سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - أعلنت شركة “أنثروبيك” المتخصصة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي عن تطوير نموذج جديد يحمل اسم “كلود سونيت 5.4“، يُتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في عالم البرمجة، ويفتح آفاقًا غير مسبوقة في أتمتة تطوير البرمجيات.
وبحسب بيان الشركة، فإن النموذج الجديد قادر على كتابة البرامج بشكل آلي لمدة تصل إلى 30 ساعة متواصلة تقريبًا، مقارنةً بالنسخة السابقة التي صدرت في وقت سابق من العام الجاري، والتي كانت تتيح العمل لمدة لا تتجاوز 7 ساعات متصلة. هذا التطور اللافت يعكس القفزة التقنية التي حققتها “أنثروبيك” في تحسين كفاءة نماذجها وتعزيز قدرتها على معالجة المهام المعقدة.
ولا يقتصر التنافس في قطاع الذكاء الاصطناعي سريع النمو على تطوير منصات المحادثة التفاعلية فحسب، بل يمتد ليشمل السباق نحو ابتكار أدوات أكثر فاعلية تخدم قطاع البرمجيات. فقد بات المبرمجون يعتمدون بشكل متزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي لتسريع وتيرة الإنتاج، وتحسين جودة الأكواد، واكتشاف الثغرات الأمنية قبل وقوعها.
وفي هذا السياق، كانت شركة “أوبن إيه آي” قد أطلقت في مايو الماضي وكيلًا ذكيًا لهندسة البرمجيات يُعرف باسم “كودكس“، والمخصص لمطوري البرمجيات، ضمن منظومة منصة المحادثة الشهيرة “شات جي.بي.تي“، مما عزز من حضور الذكاء الاصطناعي في بيئات التطوير الاحترافية.
وفي تصريح لافت، قال شون وارد، الرئيس التنفيذي لشركة “أنثروبيك”:
“كلود سونيت 5.4 يعيد صياغة توقعاتنا بالكامل. فهو يتيح التعامل مع أكثر من 30 ساعة من البرمجة الذاتية، ما يمنح مهندسينا القدرة على إنجاز تصاميم معقدة كانت تستغرق شهورًا، خلال أيام معدودة، مع الحفاظ على التماسك عبر قواعد البيانات الضخمة.”
ووفقًا للشركة، يتمتع النموذج الجديد بقدرة فائقة على تحليل الأكواد واكتشاف نقاط الضعف الأمنية التي قد تُستغل في الهجمات السيبرانية، وهي ميزة تُعد بالغة الأهمية في ظل تصاعد التهديدات الرقمية عالميًا.
وقد بدأت “أنثروبيك” بالفعل في توظيف هذه القدرات المتقدمة لتطوير برمجياتها الخاصة، مما يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو دمج الذكاء الاصطناعي في صميم عمليات التصميم والتأمين البرمجي.