التونسية لمياء الرياحي تملأ المسرح مرتين في القاهرة

القاهرة - قبل ثلاثة أسابيع من موعده المرتقب في 13 نوفمبر 2025، نفدت تذاكر الحفل الأول لنادي الطرب النسائي “رياحيات” بقيادة الفنانة التونسية لمياء الرياحي، والذي سيُقام على مسرح النهر بساقية الصاوي

في قلب العاصمة المصرية. هذا الإقبال اللافت دفع المنظمين إلى الإعلان عن إقامة حفل ثانٍ يوم الثلاثاء 12 نوفمبر، في نفس المكان، استجابةً لرغبة الجمهور المتعطّش للطرب الأصيل.

تشكل الحفلتان محطة مفصلية في مسيرة “رياحيات”، المشروع الموسيقي النسائي الذي بات يُعدّ من أبرز المبادرات الفنية في المنطقة، حيث يجمع بين منتسبات النادي وجمهور متنوع يلتقي على حب الموسيقى الكلاسيكية العربية، في أجواء تحتفي بالصوت الأنثوي، والحنين، والهوية.

“رياحيات” ليس مجرد فرقة، بل فضاء فني مفتوح للنساء اللواتي يحملن شغفًا حقيقيًا بالغناء والموسيقى، دون اشتراط الخبرة أو الاحتراف. ومن خلال هذه المبادرة، تؤكد لمياء الرياحي وفريقها أن الطرب ليس حكرًا على النخبة، بل هو لغة إنسانية جامعة، قادرة على تجاوز الحدود الجغرافية والثقافية، والوصول إلى القلب مباشرة.

الحفلان في القاهرة يندرجان ضمن سلسلة عروض عربية تهدف إلى ترسيخ حضور “رياحيات” كمنصة فنية نسائية مستقلة، تعيد الاعتبار للطرب العربي في زمن السرعة والتشويش، وتمنح النساء مساحة للتعبير الصوتي الحر، بعيدًا عن القوالب التجارية أو الاستعراضية.

ومن المنتظر أن يتضمن البرنامج باقة من الأغاني الكلاسيكية التي تنتمي إلى مدارس الطرب العربي العريق، بتوزيعات جديدة تحافظ على الروح الأصلية، وتمنحها لمسة معاصرة. كما سيُخصص جزء من الحفل لتقديم مقطوعات من التراث التونسي والمصري، في حوار موسيقي بين الضفتين.

ويُتوقع أن يشهد الحفلان حضورًا جماهيريًا متنوعًا، من عشّاق الفن الأصيل، إلى المهتمين بالمبادرات النسائية، مرورًا بجمهور الساقية الذي اعتاد على متابعة العروض الفنية البديلة. ويُعدّ هذا الحضور دلالة على أن الجمهور العربي لا يزال يفتح قلبه للطرب، حين يُقدّم له بصدق، وبلغة تحترم ذائقته.

تذاكر الحفل الثاني متاحة حاليًا عبر شبابيك المسرح، أو من خلال الحجز الإلكتروني، وسط توقعات بأن تنفد سريعًا كما حدث مع الحفل الأول. ويُوصى الراغبون بالحضور بالمسارعة إلى الحجز، لضمان مقعد في واحدة من أكثر الليالي الموسيقية المنتظرة لهذا الموسم.

في زمن تتراجع فيه الأصوات الحقيقية أمام ضجيج المنصات، تأتي “رياحيات” لتقول إن الطرب لا يموت، وإن النساء حين يغنين من القلب، فإن الجمهور يستمع… ويعود.