استخدام الحشيش للتغلب على الاكتئاب يصيب بجنون الارتياب
لندن - أظهرت أكبر دراسة من نوعها، أن الأشخاص الذين يبدأون تدخين القنب (الحشيش) بغرض التغلب على الألم أو القلق أو الاكتئاب، معرضون بقدر أكبر للإصابة بجنون الارتياب (البارانويا) بالمقارنة مع من يبدؤون استخدامه بغرض “المتعة”.
وأفادت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا)، بأن الخبراء حذروا من أن هؤلاء المستخدمين يستهلكون أيضا كميات أكبر من “تي إتش سي”، وهي المادة ذات التأثير النفسي في مخدر القنب.
ويأتي هذا في الوقت الذي ربط فيه تحليل منفصل بين الصدمات التي يتعرض لها المرء خلال فترة الطفولة، وارتفاع مستويات جنون الارتياب بين مستخدمي القنب.
ويشير الباحثون إلى أن هذا قد يفسر سبب أن الأشخاص الذين مروا بصدمات يكونون أكثر عرضة لتأثيرات القنب.
وقام الباحثون بتحليل إجابات من استطلاع يحمل اسم “الحشيش وأنا..”، شمل 3389 مستخدما حاليا وسابقا للمخدر، ممن تزيد أعمارهم عن 18 عاما وينحدرون من منطقة لندن، ممن لم يسبق لهم الإصابة بالذهان السريري.
ووجد الباحثون أن من أشاروا إلى أنهم بدأوا في استخدام القنب لعلاج مرض ما بصورة ذاتية، بما يشمل التغلب على الألم أو القلق أو الاكتئاب، أو لأنهم كانوا يعانون من أعراض ذهانية طفيفة، كانت لديهم درجات أعلى من جنون الارتياب.
من أشاروا إلى أنهم بدأوا في استخدام القنب لعلاج مرض ما بصورة ذاتية، كانت لديهم درجات أعلى من جنون الارتياب
ومرض البارانويا أو ما يعرف بجنون الارتياب هو نمط تفكير ينجم عنه شعور غير منطقي بفقدان الثقة بالناس، والريبة منهم والاعتقاد بوجود تهديد ما، مثل: الإحساس بأن هناك أشخاصا يراقبونك، أو يحاولون إلحاق الأذى بك بالرغم من عدم وجود دليل على ذلك.
ويعد اضطراب الشخصية المرتابة، الأخف من بين الأنواع الثلاثة، وغالبًا ما يبدأ هذا النوع من مرض البارانويا في مرحلة الطفولة أو مرحلة المراهقة.
ويتسم الأشخاص أصحاب هذا الاضطراب بالغرابة، والشك، وانعدام الثقة بالآخرين دون وجود دليل منطقي، ويبدو أن اضطراب الشخصية المرتابة أكثر شيوعًا عند الرجال منه عند النساء.
وتستمر الدراسات والأبحاث للوصول إلى تحديد العلاقة بين الحشيش والاضطرابات النفسية بدقة ومعرفة الأمراض النفسية التي يسببها الحشيش، وذلك يعود إلى تأثيره على الأفراد بشكل مختلف مما يجعل من الصعب التنبؤ بارتباط الحشيش بالأمراض النفسية فقد يشعر شخص ما بمشاعر الاسترخاء والنشوة بينما يكون الآخر في حالة من القلق والاكتئاب.
ويؤكد استشاريو الأمراض والاضطرابات النفسية أنه ليس كل متعاطي للحشيش يعاني من أمراض نفسية يوجد في بعض الأحيان بعض المدمنين على المخدرات يشعرون بالاسترخاء والنشوة في حين بعضهم الآخر يشعر بالقلق والبارانويا.
ومن الممكن أن يتحدد ارتباط الحشيش بالاضطرابات النفسية وفق عدة عوامل من بينها كمية الحشيش المستخدمة ونوعيته، وتكرار تعاطي الحشيش، والحالة الصحية للمتعاطي وتشمل الصحة العقلية والجسدية بما فيها حجم الشخص ووزنه.
وعلى الرغم من كافة تلك العوامل المؤثرة على علاقة الحشيش بالاضطرابات النفسية فلا يمكن اعتبار أنّ الحشيش هو المسبب الوحيد لأي مشكلة تتعلق بالصحة العقلية، إلّا أنّ هناك علاقة واضحة بين الاستخدام المزمن للحشيش وبعض المشاكل النفسية.