اختطاف منتج "باب الحارة" يثير جدلا واسعا حول مسؤولية الأمن في سوريا

وزارة الداخلية تنفي اعتقال محمد قبنض وتؤكد اختطافه.
السبت 2025/09/20
المنتج الأشهر عربيا

انشغل السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي بأنباء اختطاف المنتج السوري محمد قبنض بعد تضارب الأنباء بشأن اعتقاله أو اختطافه، لتصرح وزارة الداخلية بنفي علاقتها باختفائه، وسط قلق متزايد بين الفنانين من تكرار حوادث الاختطاف.

دمشق- أثار الإعلان عن اختطاف رجل الأعمال والمنتج السوري محمد قبنض مساء الأربعاء، منتج المسلسل الشهير “باب الحارة”، ضجة في الوسط الفني ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث تضاربت الأنباء بين كونه مختطفاً أو معتقلاً، ما جعله يتصدر قوائم البحث في الساعات الأخيرة، وسط استياء من الأوضاع الأمنية في البلاد.

ووفق رواية نجله أيهم قبنض، وقعت الحادثة أمام مقر شركة “قبنض للإنتاج والتوزيع الفني” في ضاحية قدسيا بدمشق، حيث أقدم مجهولون متنكرون بصفة عناصر أمنية على اقتياد والده مستخدمين سيارتين إلى جهة غير معلومة.

وأوضح قبنض عبر حسابه الخاص بموقع فيسبوك أن العائلة أبلغت الأجهزة الأمنية منذ اللحظة الأولى، إلا أن مصيره لا يزال غير معروف حتى الآن.

ونشر ممثلون ومنتجون صورة المنتج السوري مرفقةً بتعليق جاء فيه “هناك من يقول إنه خطف، وهناك من يقول إنه اعتقل، وفي الحالتين لا يوجد أي خبر عنه من البارحة،” وجاء في منشور:

w6__5@

واعتبر ناشطون أن الوضع الأمني المتردي أدى إلى انتشار العصابات التكفيرية التي عادة ما تمارس الخطف بحق أبناء الطوائف التي تكفرها، لتطال هذه المرة المنتج قبنض الذي ينتمي إلى الأكثرية السنية بهدف طلب فدية بمبلغ كبير، وقال أحدهم:

GoergElias@

وزعمت صفحة تسمى “مراقب سوري” أن هدف الخطف هو أن يتنازل قبنض عن غالبية ثروته:

Syrianobserve1@

وأثارت الحادثة امتعاضا لدى الفنانين السوريين الذين دعوا إلى تكثيف الجهود للعثور على المنتج محمد قبنض والإفراج عنه ووضع حد لمثل هذه الحادثة.

وقال الممثل قاسم ملحو في تدوينة كتبها على حسابه في إنستغرام “في تمام الساعة الـ5 من بعد عصر الأربعاء وصلت سيارات مجهولة الجهة إلى أمام شركة قبنض للإنتاج الفني وتم اقتياد المنتج محمد قبنض معهم إلى جهة مجهولة.. إن كان اعتقالاً ليُعلن السبب وإن كان اختطافاً فعلى الدولة إيجاد الخاطفين.”

وكتب ناشط مستعملا في بعض المواضع لهجة محلية:

RamiAbdullah_@

واعتبر ناشط على فيسبوك أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع:

Marwan Al-Hussein

وسخر آخر من أبرز المقولات الشائعة لقبنض الذي عرف بشعبيته وموالاته للسلطة مهما كانت طبيعتها أو توجهها، وقال:

SabsabiM@

اختطاف السيناتور السابق ورجل الأعمال والمنتج الفني الكبير صاحب نظرية “الطبل والزمر ضرورة” في العهد البائد محمد قنبض.. سياسة إقصاء العقول ستفرغ البلد من أي خبرات في الطبل والزمر.. نطالب بالإفراج الفوري عن السيد قبنض وتعيينه مستشارا في لجنة الطبل والزمر المزمع إنشاؤها في مجلس الشعب الجديد للاستفادة من خبراته!

بدورها نفت وزارة الداخلية السورية ما تم تداوله عبر بعض الصفحات ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن توقيف عضو مجلس الشعب السابق محمد قبنض، مؤكدة أن هذه المعلومات “مضلّلة وعارية من الصحة.”

وقال المتحدث باسم الوزارة نورالدين البابا في تصريح “إن وزارة الداخلية لا تُقدِم على توقيف أي شخص خارج الإطار القانوني، ونؤكد أن المدعو قبنض ليس موقوفاً لدى أي جهة رسمية تابعة للوزارة.”

نورالدين البابا: إن وزارة الداخلية لا تُقدِم على توقيف أي شخص خارج الإطار القانوني

وأوضح البابا أن التحقيقات الأولية أظهرت أن قبنض اختُطف على يد مجموعة مجهولة تنتحل صفة أمنية، مشيراً إلى أن الجهات المختصة تتابع القضية بشكل جدي، وتتخذ الإجراءات اللازمة لضبط المتورطين وتقديمهم إلى العدالة. ودعا وسائل الإعلام والمواطنين إلى تحرّي الدقة وعدم الانجرار وراء الشائعات. والاعتماد على المصادر الرسمية في متابعة مثل هذه القضايا.

ويعد محمد قبنض، المولود في 15 أبريل 1953، أحد أبرز رجال الأعمال والمنتجين التلفزيونيين في سوريا، وهو مالك ورئيس مجلس إدارة شركة “قبنض للإنتاج والتوزيع الفني”. وتولى إنتاج عدد من الأعمال الشهيرة أبرزها مسلسل “باب الحارة”.

وشغل عضوية مجلس الشعب منذ عام 2016 خلال فترة حكم نظام بشار الأسد، واشتهر آنذاك بخطاباته المليئة بالمديح لرأس النظام وجيشه، وبتوظيف أعمال درامية في خدمة رواية السلطة وتلميع صورتها.

ومن أبرز مواقفه المثيرة للجدل ظهوره خلال حصار الغوطة الشرقية وهو يوزع الماء على الأهالي مقابل الهتاف لبشار الأسد، إضافة إلى تصريحات إعلامية متكررة وصف فيها الأخير بأنه “صمام أمان سوريا” وأنه “يسهر فيما ينام الشعب.”

وبعد سقوط النظام السابق حاول قبنض إعادة تموضعه سياسياً وإعلامياً، مقدماً نفسه كمنتج يعيش مرحلة جديدة من الحرية، بل وأطلق تصريحات متناقضة مع ماضيه، تحدث فيها عن “الجمعة الحلوة” التي يعيشها السوريون بعد التحرير، وهو ما اعتبره كثيرون “تكويعة” سياسية هدفها النجاة من المساءلة والتماهي مع الواقع الجديد.

ويرى مراقبون أن مسيرة قبنض تمثل نموذجاً لعدد من الشخصيات التي برزت كأدوات بروباغندا للنظام البائد، ثم غيّرت خطابها بعد سقوطه، في محاولة لإعادة تدوير صورتها أمام الرأي العام السوري.

5