احتفاء مصري بالرئيس الجديد لأركان الجيش الليبي يؤكد قوة التنسيق الاستراتيحي
شكلت الزيارة الرسمية التي أداها رئيس أركان الجيش الوطني الليبي، الفريق أول ركن خالد حفتر، إلى القاهرة محطة فارقة في مسار العلاقات العسكرية بين البلدين التي تتميز بالقوة والاتساع، ويعدها المراقبون نموذجية وذات أبعاد تكاملية واضحة .
واجتمع الفريق خالد حفتر، مع نظيره في القوات المسلحة المصرية، الفريق أول ركن أحمد خليفة، في سياق العمل على تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين القوات المسلحة في البلدين وتبادل الخبرات في المجالات العسكرية والأمنية.
وفي هذا اللقاء، قدم رئيس أركان القوات المسلحة المصرية تهانيه ضيفه الليبي على ترقيته وتكليفه بمهامه الجديدة بقرار من مجلس النواب في 18 أغسطس الماضي، في لفتة تؤكد عمق العلاقات الثنائية.
من جانبه، أكد الفريق حفتر على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، مشيدا بالدور القيادي للقوات المصرية، مشددا على أهمية التنسيق بين الوحدات العسكرية المسؤولة عن أمن الحدود وتكاملها مع أحدث الإمكانيات الأمنية، في إشارة واضحة إلى أن التحديات الأمنية المشتركة تتطلب رؤية موحدة وتكاملا فعالا لمواجهتها.
شدد الجانبان الليبي والمصري على أهمية تبادل الخبرات في المجالات العسكرية والأمنية، مؤكدين على ضرورة ربط وحدات تأمين الحدود بأحدث الوسائل التكنولوجية لمواجهة التهديدات المتزايدة، وهو توجه يعكس إدراك الطرفين بأن المعركة ضد الإرهاب لا يمكن حسمها إلا عبر التعاون الإقليمي وتبني رؤية موحدة.
أفادت رئاسة الأركان بالجيش الوطني الليبي بأن زيارة الفريق خالد حفتر إلى القاهرة جاءت "في إطار تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين القوات المسلحة في البلدين، وتبادل الخبرات في المجالات العسكرية والأمنية"، وهو ما يشير إليه المراقبون انطلاقا من ان حفتر اختار أن تكون القاهرة ثاني محطة خارجية يزورها منذ تعيينها في منصبه الجديد بعد زيارته موسكو أوائل سبتمبر الجاري .
ويرى المراقبون، أن الرئيس الجديد لأركان الجيش الليبي حظي باستقبال حافل من قبل الجانب المصري بما يؤكد عمق العلاقات بين الطرفين، وطبيعة ما يجمع بينهما من توافق استراتيجي وقراءة تكاد تكون واحدة للملفات الكبرى الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وبحسب المراقبين، فإن القيادات الشابة للمؤسسة العسكرية الليبية تنطلق من رؤية القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر للعام 2030 التي ترتكز على تحديث المؤسسة وتطوير أدائها وتوطيد علاقاتها مع القوى الاقليمية والدولية بما يخدم برنامجها الاستراتيجي للتدريب والتسليح والتصنيع العسكري وتنمية المقدرات، بالإضافة الى تكريس الموقع الجيوسياسي المتقدم وفق العقيدة العسكرية للجيش الوطني المنبثقة عن مرحلة التأسيس الجديدة التي أطلقها المشير حفتر مع تدشين ثورة الكرامة للحرب على الإرهاب واستعادة سيادة الدولة في ربيع 2014 .
وأكد خالد حفتر أن القاهرة كانت ولا تزال وستبقى دائما الشريك الموثوق في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية، مردفا أن التعاون بين القوات المسلحة في البلدين يشكل ركيزة أساسية لترسيخ الاستقرار في المنطقة، خاصة في ظل التهديدات العابرة للحدود والجماعات المتطرفة التي حاولت استغلال فترات الفراغ الأمني في ليبيا.
كما أكد في تصريحات صحافية أن العلاقات بين ليبيا ومصر تقوم على مصالح استراتيجية ترتبط بشكل مباشر بالأمن القومي ومكافحة الإرهاب، لافتا الى أن التعاون العسكري والأمني بين البلدين يمثل أحد الأعمدة الرئيسية لترسيخ الاستقرار في المنطقة، وقال إن الجماعات الإرهابية حاولت استغلال حالة الفراغ العسكري التي شهدتها ليبيا في فترات سابقة، إلا أن القوات المسلحة الليبية نجحت في التصدي لها ودحرها من خلال ثورة الكرامة التي أرست الأساس لبناء مؤسسة عسكرية وطنية حديثة ومنظمة.
وأوضح حفتر أن ليبيا تسعى لتقديم نموذج إقليمي جديد قائم على الأمن والاستقرار والسلام والتنمية، لاسيما أن المؤسسة العسكرية ماضية في خططها لتطوير قدراتها وتعزيز جاهزيتها بما يضمن حماية مصالح الوطن وأمن المواطنين.
وفي سياق متصل ، أبرز حفتر إنه لا يوجد صراع في ليبيا بالمعنى الشامل، لأنه لا يوجد صراع لا عسكري ولا اجتماعي ولا سيأسي في المناطق الآمنة تحت حماية الجيش الوطني، التي تمثل أكثر من ثلاثة أرباع مساحة ليبيا ، مشيرا الى أن الصراع محصور في مناطق بعينها وتحديدا في العاصمة طرابلس وضواحيها، وهو بالدرجة الأولى نتيجة انتشار السلاح خارج سلطة الدولة، وبمعنى أدق هو نتيجة غياب الدولة ذاتها، مضيفا أن مجموعات مسلحة خارج إطار القانون تتصارع من أجل السلطة والمال، ومن أجل البقاء، ولكل منها مناطق نفوذ خاصة بها، وكلما وقع بينها خلاف مهما كان تافها تلجأ إلى السلاح والقصف العشوائي بكل أنواع السلاح والذخيرة، ويدفع المدنيون الأبرياء الثمن، وتتعرض المرافق العامة والخاصة للدمار.
وتابع رئيس أركان الجيش الوطني الليبي ان بلاده تسعى لتقديم نموذج إقليمي جديد قائم على الأمن والاستقرار والسلام والتنمية، مستطردا إن المؤسسة العسكرية ماضية في خططها لتطوير قدراتها وتعزيز جاهزيتها بما يضمن حماية مصالح الوطن وأمن المواطنين، مؤكدا أن العلاقات بين ليبيا ومصر تقوم على مصالح استراتيجية ترتبط بشكل مباشر بالأمن القومي ومكافحة الإرهاب.
وكان الفريق أحمد خليفة وجه في 14 أغسطس الماضي، برقية تهنئة إلى الفريق أول ركن صدام خليفة حفتر بمناسبة صدور قرار تعيينه نائبا للقائد العام للجيش الوطني الليبي، متمنياً له دوام التوفيق والسداد في مهامه الجديدة بما يخدم مصالح الشعب الليبي الشقيق ويحفظ أمنه واستقراره.
وأكد الفريق خليفة اعتزاز القوات المسلحة المصرية بروابط الأخوة التي تجمع بين القوات المسلحة لكلا البلدين، وحرصها على استمرار التنسيق والتعاون المشترك في كافة المجالات بما يعزز أمن واستقرار المنطقة في مواجهة مختلف مصادر التهديد للبلدين.
كما بعث في 23 أغسطس برقية تهنئة إلى الفريق أول ركن خالد خليفة حفتر بمناسبة تعيينه رئيسا للأركان العامة للجيش الوطني الليبي، حيث أكد على اعتزاز القوات المسلحة المصرية بالعلاقات التاريخية التي تجمعها مع القوات المسلحة الليبية، معرباً عن ثقته في أن تُسهم هذه الخطوة في دعم الجهود الرامية إلى ترسيخ الأمن والاستقرار على الساحة الليبية، مشيرا الى تطلع القوات المسلحة المصرية إلى مواصلة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بما يعزز أمن واستقرار المنطقة.