إيمان خليف تنتقل من حلبة الملاكمة إلى أضواء الإعلانات
الجزائر- أثارت البطلة الأولمبية الجزائرية إيمان خليف جدلاً واسعًا بانتقالها من حلبة الملاكمة إلى عالم الإعلانات كوجه إعلاني لعلامة تجارية لمنتجات التجميل في الجزائر، ضمن حملة بعنوان “البطلة هنا” أُطلقت أواخر سبتمبر 2025. هذه الخطوة جاءت وسط تحدياتها القانونية مع الاتحاد الدولي للملاكمة الذي منعها من المنافسة في فئة السيدات بناءً على اختبارات الجنس البيولوجي، ما دفعها لرفع قضية إلى محكمة التحكيم الرياضي.
واكتسبت خليف شهرتها العالمية بعد فوزها بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس 2024، إلا أن مشاركتها آنذاك أثارت موجة من الجدل بعد مزاعم حول فشلها في اجتياز اختبار الأهلية الجنسية قبل عام من البطولة.
وتعرّضت إيمان خليف في الأيام الأخيرة لموجةٍ عنيفةٍ من المضايقات على وسائل التواصل الاجتماعي، ما اضطرها إلى تقديم شكوى بتهمة “التنمر الإلكتروني على أساس الجنس، والإهانة العلنية على أساس الجنس، والتحريض العلني على التمييز، والإهانة العلنية على أساس العرق،” وفقًا لما أفاد به مكتب المدعي العام في باريس.
وتركز الحملة الإعلانية على قصة إيمان “كرمز للقوة والأنوثة،” مع رسالة تمكينية تتحدى التنمر والصور النمطية. ويظهر الفيديو الترويجي مشاهد تجمع بين الملاكمة والأناقة، مع تعليق من إيمان جاء فيه “قالوا إنني قوية جدًا على الحلبة، والآن يقولون إنني غير كافية للجمال؟ لقد أثبت لهم العكس.”
ونُشرت الحملة عبر حسابها على إنستغرام وحققت تفاعلاً كبيرًا، خاصة في الجزائر.
وأشاد كثيرون في الجزائر وخارجها بإيمان كمثال للمرأة القوية التي تتحدى القيود، معتبرين أن اختيارها كوجه إعلاني يعزز تمثيل المرأة الجزائرية في مجالات متنوعة.
فيما انتقد البعض الآخر توجهها إلى الإعلانات، معتبرا أنه قد يصرفها عن مسيرتها الرياضية أو يقلل من جدية قضيتها مع الاتحاد الدولي.
واعتبر فريق ثالث أن الجمع بين الملاكمة والتجميل قد يعزز الصور النمطية حول الأنوثة.
وفتحت الحملة نقاشًا حول تقاطع القوة الرياضية والجمال، وكيف يمكن للنساء الجزائريات تحدي التوقعات التقليدية. لكنها لم تخل من التنمر. وقال معلق:
sofiafonsoferre@
واعتبر آخر أن:
NawafMisferIl@
يذكر أن الملاكمة الجزائرية، التي أثارت الجدل خلال أولمبياد باريس 2024، حضرت أيضا فعاليات أسبوع الموضة في باريس لأول مرة، حيث تألقت بإطلالة من توقيع دار “شانيل” العالمية.
وظهرت خليف بثقة كبيرة مرتديةً بدلة حريرية مصممة خصيصًا لها من “شانيل”، تُقدّر قيمتها بأكثر من أربعة آلاف دولار أميركي، خلال عرض مجموعة أزياء الدار لموسم ربيع – صيف 2026، حيث جلست في الصف الأمامي إلى جانب عدد من أبرز الشخصيات في عالم الموضة.
ومن مقاطع الفيديو المنتشرة بدا واضحا أن خليف أصبحت نجمة في عالم الإعلام الغربي، حيث التف حولها المصورون والمعجبون، وشاركت المساحة مع مشاهير مثل المغنية الكورية جيني (عضو بلاك بينك)، لتؤكد أنها باتت أيقونة جديدة لعصر يمزج بين الرياضة والموضة والتمكين.
وفي تصريحات لصحيفة “نيس ماتان” الفرنسية كشف مدربها إيف فوش أن خليف “توقفت عن ممارسة الملاكمة كليًا، ولم تعد تتدرب منذ أشهر، بعد أن خاضت نزالا وحيدا في سنغافورة.”
كما نشرت في وقت سابق منشورا مؤثرا، في الذكرى الأولى لتتويجها الأولمبي، كتبت فيه “كنتُ بطلة بالأمس، صامدة اليوم، ومصممة على العودة غدًا.”
وقالت معلقة جزائرية:
Hamdane Souaad
وتساءل معلقون عن سر اهتمام الإعلام العالمي بخليف. وسبق لصفحة جزائرية على فيسبوك أن كتبت:
ET بالجزائري
البطلة #إيمان_خليف ظهرت على غلاف صحيفة لوموند الفرنسية، ما أثار اهتمامًا كبيرًا من وسائل الإعلام الغربية، خاصة في مجال الموضة والإعلام. والتساؤلات التي تفرض نفسها هي: لماذا هذا التركيز الكبير على إيمان خليف، خاصة في مجال الموضة؟ هل تعتقد أن هذا الاهتمام يعود إلى إنجازاتها الرياضية، أم أن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا في هذا الاهتمام الكبير؟
وبشعرها الكثيف الطويل، ومكياج عيون القطة، وملابس نسائية أنيقة تتناسب مع أقراطها، تبدو إيمان خليف، بطلة الملاكمة الأولمبية، في حالة تحول.
ويقول علماء الاجتماع إن العالم يقبل الرياضيات اللاتي يمتلكن جسدًا رياضيًا، شريطة أن يُظهرن علامات الأنوثة. وفي الواقع أظهرت أبحاث عالمة الاجتماع كاثرين لوفو أيضًا أن من يمارسن “رياضات الأولاد” يملن إلى وضع المكياج وتصفيف شعرهن أكثر من غيرهن، كما لو كنّ بحاجة إلى تقديم “ضمانات” بالتوافق للرعاة والجمهور.
ولم يُثر رياضيٌّ مثل هذا الجدل في الجزائر والعالم منذ حسيبة بولمرقة، عداءة المسافات المتوسطة الجزائرية وبطلة العالم في سباق 1500 متر في دورة الألعاب الأولمبية ببرشلونة عام 1992.