إغلاق قنوات إس.إس.سي يكشف تحولا إستراتيجيا في سوق البث الرياضي السعودي
أعلنت السعودية عن إغلاق قنوات إس.إس.سي بشكل نهائي، ما يعيد رسم خارطة حقوق البث في المنطقة. وهذا التغيير، الذي يأتي وسط منافسة إقليمية شرسة يفتح آفاقًا جديدة للوصول المجاني والإنتاج المتقدم.
الرياض - في تطور مفاجئ يُعد نقطة تحول في الإعلام الرياضي السعودي، أُعلن رسميًا عن إغلاق جميع قنوات إس.إس.سي SSC (شركة الرياضة السعودية) بشكل نهائي يوم الخامس من أكتوبر 2025، مع نقل كامل حقوق البث الرياضي إلى شبكة “إم.بي.سي” ومنصة شاهد.
هذا الإعلان، الذي جاء بعد أشهر من الشائعات والتسريبات، يعكس تحولًا إستراتيجيًا كبيرًا في سوق حقوق النقل الرياضي، حيث يهدف إلى تعزيز التنافسية والوصول الرقمي للجمهور العريض في المملكة والمنطقة العربية. وأثار الإعلان جدلًا واسعًا على وسائل التواصل، مع آلاف التغريدات تعبر عن الحزن على “نهاية حقبة إس.إس.سي.”
وأطلقت إس.إس.سي، في يوليو 2021 كشبكة رياضية حكومية سعودية، وكانت الوجهة الرئيسية لنقل الدوري السعودي للمحترفين (دوري روشن)، كأس الملك، والدوريات الأوروبية مثل الإنجليزي والإسباني. ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة صراعًا حادًا حول تجديد العقود، خاصة بعد فشل مفاوضات 2025 مع رابطة الدوري السعودي.
وتشمل أسباب الإغلاق وفق مطلعين فقدان الحقوق المحلية، ففي يونيو 2025، نقلت حقوق بث الدوري السعودي (2025/2026) إلى منصة “ثمانية” (T8)، مع بث مجاني وإلغاء التشفير في المنطقة العربية، مما أدى إلى تراجع إيرادات “إس.إس.سي” بنسبة تصل إلى 70 في المئة.
بالإضافة إلى ذلك برزت تحديات مالية واستراتيجية إذ ارتفعت تكاليف الحقوق الدولية (مثل دوري أبطال آسيا والدوري الإيطالي)، بالإضافة إلى التوجه الحكومي نحو دمج الإعلام الرياضي تحت مظلة أكبر مثل “إم.بي.سي” لتوسيع الجمهور الرقمي.
ويقول معلقون إن الإغلاق ليس “انهيارًا” بقدر ما هو إعادة هيكلة، حيث ستستمر شركة إس.إس.سي ككيان إنتاجي (production house) للمحتوى الرياضي، لكن بدون بث تلفزيوني مباشر.
◄ مع الإغلاق، انتقلت الحقوق بشكل حصري إلى شبكة إم.بي.سي ومنصة شاهد وستحصل شبكة إم.بي.سي على الغالبية العظمى
ومع الإغلاق، انتقلت الحقوق بشكل حصري إلى شبكة إم.بي.سي ومنصة شاهد. وستحصل شبكة إم.بي.سي على الغالبية العظمى، بما في ذلك الدوريات الأوروبية (الإنجليزي، الإسباني، الإيطالي)، دوري أبطال أوروبا (جزئيًا)، وكأس العالم 2026 (داخل السعودية). وتخطط شبكة إم.بي.سي لإطلاق قنوات رياضية متخصصة جديدة وتوسيع شاهد لتشمل بثًا مجانيًا للمحتوى المحلي.
كما ستأخذ قنوات السعودية الرياضية (KSA Sports) جزءًا من الحقوق المحلية المتبقية، مثل كأس خادم الحرمين ودوري الدرجة الأولى، بالإضافة إلى بعض البطولات القارية.
أما بالنسبة إلى منصة ثمانية (T8) فستحافظ على حقوق الدوري السعودي الحصرية، مع بث مباشر عبر التطبيق والقنوات الإضافية، وإمكانية مشاركة مع إم.بي.سي للملخصات.
ومع انتقال الحقوق إلى منصة “شاهد” التي لديها 20 مليون مستخدم نشط، سيصبح 80 في المئة من المحتوى متاحًا عبر التطبيقات، مما يقلل الاعتماد على الريسيفرات التقليدية ويستهدف الشباب بين 18 و35 عامًا. كما ستستثمر إم.بي.سي في إنتاج محلي أعلى جودة (استوديوهات 4K، تحليلات AI)، مع توقعات بارتفاع إيرادات الإعلانات بنسبة 40 في المئة في 2026.
أما بالنسبة للجمهور فقدان إس.إس.سي يعني نهاية بعض البرامج الشهيرة مثل “كلاش” و”برة الـ18″. وقال معلق:
@S3udsbs
#قناة_SSC.
2021 – 2025م «4 سنوات».
• أول مُباراة تم نقلها (الفيحاء و الإتحاد – الدوري السعودي – جـ1 – 21/22)
• آخر مُباراة تم نقلها (العلا و شعلة الشرقية – الدوري السعودي للسيدات – جـ4 – 25/26)
الحقوق المُتبقية ستنتقل لقنوات و منصات أُخرى.
تم إغلاق القناة.
ويعكس سوق البث الرياضي، تحولاً جذرياً يجمع بين المنافسة الإقليمية الشرسة والشراكات الدولية، مدفوعاً برؤية 2030 السعودية وطموحات التنويع الاقتصادي في دول الخليج.
يصل حجم هذا السوق إلى نحو 2.5 مليار دولار سنوياً، مع تركيز متزايد على حقوق البث الحصري للدوريات الأوروبية والبطولات القارية مثل كأس العالم للأندية، حيث أصبحت المنصات الرقمية اللاعب الرئيسي في جذب الجمهور الشاب بين 18 و35 عاماً.
مع انتقال الحقوق إلى منصة "شاهد" التي لديها 20 مليون مستخدم نشط، سيصبح 80 في المئة من المحتوى متاحًا عبر التطبيقات مما يقلل الاعتماد على الريسيفرات التقليدية ويستهدف الشباب بين 18 و35 عامًا
ويتمثل التحدي الأكبر في ارتفاع تكاليف الحقوق التي قد تصل إلى مليار يورو لبطولة واحدة، مما دفع الشركات نحو نماذج هجينة تجمع بين الاشتراكات المدفوعة والمحتوى المجاني، مع الاعتماد الأكبر على التطبيقات لتوفير بث سلس عبر الهواتف والأجهزة الذكية.
ومن بين اللاعبين البارزين، تبرز بي.إن سبورتس القوة التقليدية القطرية التي تسيطر على حوالي 80 في المئة من الدوريات الأوروبية مثل الدوري الفرنسي والألماني، بالإضافة إلى دوري أبطال آسيا، وتغطي تردداتها القمرية الخليج كله وشمال أفريقيا عبر نايل سات وعرب سات. ومع ذلك، في 2025، خسرت بي.إن سبورتس بعض الحقوق الكبرى مثل كأس العالم للأندية لصالح “دازون” DAZN، لكنها حافظت على قوتها في تغطية الكرة الذهبية والدوري الإسباني.
ودخلت “دازون” كلاعب دولي قوي في الإمارات والسعودية، وحصلت على حقوق حصرية عالمية لكأس العالم للأندية 2025 مقابل مليار يورو، مع بث مجاني للبطولات الكبرى، وشراكات مع “اتصالات” في الإمارات لتسهيل الوصول عبر الهواتف، مما يجعلها تفوق في الجودة الرقمية مثل الواقع الافتراضي التجريبي، لكنها تفتقر إلى التغطية الفضائية التقليدية خارج الإنترنت.