أول مرشح يهودي سوري لانتخابات البرلمان في ميزان مستخدمي إكس
دمشق - أثار إعلان رئيس مؤسسة التراث اليهودي في سوريا هنري حمرا عن ترشحه لانتخابات مجلس الشعب (البرلمان السوري) عن مقعد في مدينة دمشق، تفاعلا واسعا في منصات شبكات التواصل الاجتماعي. ومن المقرر إجراء الانتخابات الأحد المقبل الخامس من أكتوبر.
وحمرا أول يهودي يترشح لهذا المنصب منذ منع اليهود السوريين من خوض الانتخابات عقب حرب يونيو 1967. وهو ابن الحاخام الأكبر لليهود السوريين في نيويورك يوسف حمرا، الذي غادر سوريا عام 1992 بعد رفع الحظر عن سفر اليهود، حين لم يكن قد تبقى في العاصمة سوى أقل من عشرة منهم.
وفي إعلانه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، طرح حمرا حملته تحت شعار “نحو سوريا مزدهرة ومتسامحة وعادلة”، مؤكدا سعيه لتحقيق العدالة وصون التراث السوري ورفع العقوبات الدولية، ولاسيما “قانون قيصر”. وقال “أؤمن بسوريا موحدة لكل السوريين، من الحسكة إلى السويداء، ومن درعا إلى اللاذقية، ومن دمشق إلى حلب”.
وشدد حمرا على ربط أبناء الجالية اليهودية السورية في الداخل والخارج بوطنهم الأم عبر مبادرات ثقافية وتعليمية، والمساهمة في إعادة الإعمار ودعم الاقتصاد من خلال شراكات استثمارية وصناديق مشاريع صغيرة ومتوسطة لتأمين فرص عمل للشباب. كما تعهّد بالعمل من أجل دستور عصري يساوي بين جميع السوريين، وحماية التراث الوطني بجميع مكوناته الإسلامية والمسيحية واليهودية.
هنري حمرا ووالده، وهما من أبناء الطائفة اليهودية السورية الذين غادروا البلاد إلى الولايات المتحدة في تسعينات القرن الماضي، عادا في الأشهر الأخيرة أكثر من مرة إلى سوريا في محاولة منهما لإحياء التراث اليهودي السوري
ويأتي ترشحه بعد أسابيع على رسالة وجهها والده يوسف حمرا إلى الكونغرس الأميركي، دعا فيها إلى إلغاء قانون “قيصر”، مؤكدا أن سقوط النظام السابق أتاح للجالية اليهودية السورية العودة والانخراط في مشاريع ترميم المعابد والمقابر وإحياء التراث اليهودي، بدعم من الحكومة السورية.
ويشار إلى أن بمناسبة الأعياد اليهودية، أقام حمرا، المقيم حاليا في دمشق، طقس النفخ في البوق (الشوفار) في كنيس في العاصمة السورية. يذكر أن حمرا ووالده، وهما من أبناء الطائفة اليهودية السورية الذين غادروا البلاد إلى الولايات المتحدة في تسعينات القرن الماضي، عادا في الأشهر الأخيرة أكثر من مرة إلى سوريا بعد صعود السلطة الجديدة، في محاولة منهما لإحياء التراث اليهودي السوري.
ونشر إعلامي مقطع فيديو وعلق:
k7ybnd99@
الحاخام السوري – الأميركي هنري حمرا يصلي من أجل الرئيس السوري أحمد الشرع ومن أجل السلام في سوريا والعالم وأن تعيد سوريا الحرة بناء نفسها وذلك في كنيس الفرنج التاريخي في قلب مدينة دمشق القديمة.ت للمرة الأولى منذ عقود.
وكتبت إعلامية:
AsyaHesham@
هنري يوسف حمرة.. شامي أصلي من داخل السور، مواليد دمشق 1977 من إخواننا اليهود ترشح للبرلمان.
واعتبر معلقون أن “السابقة” تؤسس لدولة مواطنة لكل السوريين. وقال معلق في هذا السياق:
JassemAlhussein@
هنري حمرة يترشح لعضوية مجلس النواب السوري عن مدينة #دمشق.
هنري حمرة هو يهودي سوري مقيم في أميركا، وترشيحه يحمل رمزية كبيرة كمؤشر على أن الدولة السورية الجديدة هي دولة مواطنة لكل السوريين، ولأول مرة منذ عقود يشعر اليهود السوريون بأن #سوريا هي وطنهم بعد أن تعرضوا للتهجير والعنصرية في زمن النظام البائد.
حالة الأمان التي يشعر بها اليهود السوريون ستساهم في عودتهم إلى بلدهم #سوريا والمساهمة في إعمارها وإعادة التنوع الثقافي الذي ميز #سوريا طوال تاريخها وافتقدته في زمن دولة الاستبداد البائدة.
غير أن معلقين رفضوا ترشح حمرا، محاولين النبش في علاقاته مع إسرائيل. وكتب معلق:
Abdella07967637@
من هو الحمار أو المتصهين؟
الشخص الذي تفاجأ من هذا الخبر؛ فقبل شهور التقى وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني في مدينة نيويورك بوفد من الجالية اليهودية، وتم التأكيد على أهمية دورهم في عملية إعادة البناء في سوريا الجديدة.
هناك من قال إنه كلام سياسي وهناك من قال إنه لا قيمة له.
اليوم هنري حمرة مرشح لعضوية مجلس الشعب وسيأخذ المقعد لكي لا تتفاجأ أيضا بالمستقبل؛ سوريا الجديدة.
وأضاف:
Abdella07967637@
هنري حمرة صهيوني يهودي سوري مرشح دمشق لعضوية مجلس الشعب السوري.
إن هذا الأمر لهو كبير جدا على جماعة فقهاء التبرير.
وسخر آخر:
nur_al_yasmin@
انتخبوا مرشحكم الأميز في تاريخ سوريا كله!
مرشحكم لمجلس شعب “#الجولاني” الحاخام الصهيوني هنري حمرة!
يهودي سوري – أميركي!
إنه زمن الحاكم البراغماتي يا سادة!
إنه زمن بني أمية يا سادة!
ارفع رأسك فوق، فمن ادعوا أنهم سيكملون إلى القدس جاؤوا بمن احتل القدس إلى دمشق!
اعتبر الكاتب محمد هويدي أن ما يجري يأتي ضمن سلسلة تنازلات:
MohammedHawaidi@
ما يجري اليوم في دمشق ليس سوى سلسلة من التنازلات الموجّهة لإرضاء نتنياهو: من نفخ هنري حمرا، مؤسس جمعية اليهود في إسرائيل، للشوفار في كنيس الفرانج بمناسبة رأس السنة ويوم الغفران اليهودي، إلى تسليم رفات الجندي الإسرائيلي تسفي فيلدمان، والكشف عن وثائق الجاسوس إيلي كوهين، وصولا إلى ترشيح الحاخام هنري حمرا لعضوية مجلس الشعب وهو مؤسس جمعية اليهود في إسرائيل، وانتهاءً بتسليم الجنوب السوري.
غير أن السؤال يبقى: هل سيرضى نتنياهو بكل ذلك؟
برأيي، لن يرضى إلا إذا حصل على ما هو أبعد من هذه الخطوات، كوزارة الدفاع ووزارة الداخلية، فمثل هذه “الهدايا” لا تشبع شهيته ولا تحدّ من طموحه المفتوح على المزيد.
فيما اهتم معلقون ببرنامج حمرا الانتخابي. وكتب معلق:
BackoMustafa@
صارلي يومين أرى خبر ترشّح شخص اسمه هنري حمرة، بيعرّف عن حاله إنو يهودي سوري، ومرجّح أميركي الجنسية، وعم يترشّح عن دمشق.
المفارقة إنو أغلب التعليقات يا ضده لأنو يهودي، أو معه كمان لأنو يهودي! وكأن الهوية الدينية وحدها كافية للحكم، بدون ما حدا يوقف عند برنامجه الانتخابي.
بس الحقيقة إن البرنامج اللي نشره الرجل ما حدا ناقشه بجدّية. قرأته، وما لقيت فيه شي جديد للسوري العادي. بالعكس، كأنه أقرب لحملة علاقات عامة: كلام عام عن “وحدة سوريا” و”رفع العقوبات”، ومواقف بتعجب أنصار السلطة، مع تركيز أساسي على حماية التراث اليهودي والتواصل مع رجال دين وأعمال يهود بالخارج.
طيب، كونك عم تترشح لتكون نائب عن المواطن، وين المواطن الدمشقي بهالقصة؟ وين هموم البطالة، الأسعار، التعليم، الصحة؟ وين النقاش عن العشوائيات، عن المدارس، عن الديمقراطية، عن المحاسبة وفصل السلطات؟ ما هي أهم مشاريع القوانين التي تريد العمل عليها؟
المؤسف إنو يجي شخص من أميركا، بدل ما يحمل قيم الديمقراطية والتغيير الحقيقي، ويفتح خطاب جديد مختلف عن الشعبوية السائدة، يختار يكرّر نفس اللغة الاستهلاكية ويستثمر بشعارات سطحية تخدم مصالح ضيّقة.
هيك، ما عم نكسب لا تجربة ديمقراطية، ولا تمثيل حقيقي، ولا حتى بصيص أمل لسوريا وأهلها.
وطالب معلقون الإعلام بالتدخل لإجراء حوارات مع حمرا. وكتب أحد المتفاعلين:
AstroFaisal99@
المطلوب من الصحافيين السوريين المستقلين إجراء حوار صريح مع هنري حمرا وإحراجه بموضوع علاقته مع إسرائيل حتى نعرف حقيقة أنه “داعم للقضية” أم لا.
هذا الواجب على الصحافي، وليس اختراع الأعذار والتطبيل له وهم لا يعرفونه.
ويعود الوجود اليهودي في سوريا إلى أكثر من ألفي سنة، وقد تركزت المجتمعات اليهودية تاريخيا في دمشق، حلب والقامشلي.
لكن اليهود في سوريا اليوم لا يتجاوز عددهم ستة إلى سبعة أشخاص، معظمهم من كبار السن ويقيمون أساسا في دمشق القديمة، وخاصة في حي الأمين، بعد أن كان عددهم يصل إلى نحو خمسة آلاف قبل عقود قليلة.
وعقب انهيار النظام في ديسمبر 2024 بات بعض اليهود السوريين في الخارج يبادرون بزيارة سوريا مجددا، وشهدت دمشق زيارات رمزية وعودة حاخاما