أمير قطر وترامب ينسقان جهود إنهاء حرب غزة بانتظار رد حماس

الجهاد الإسلامي ترى القبول العربي والإسلامي لخطة ترامب جاء قبل تعديلات نتنياهو، وتطالب بضمانات لوقف الحرب وجدولة انسحاب وربطه بتسليم الأسرى.
الخميس 2025/10/02
مباحثات في وقت حساس

الدوحة - بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مساء الأربعاء، خلال اتصال تلقاه من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مستجدات خطته بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معربا عن ثقته في "قدرة الدول الداعمة للخطة للوصول إلى تسوية عادلة تصون حقوق الشعب الفلسطيني''.

وتلعب قطر دورا محوريا ومركزيا في الوساطة بين الأطراف المتنازعة في الحرب على غزة، مستثمرة في ذلك علاقاتها الاستراتيجية الوثيقة مع واشنطن، واستضافتها لقيادة حركة حماس السياسية.

وأتاحت الدوحة، بحكم هذا الدور، منصة حيوية لإجراء المشاورات المعقدة حول مقترح ترامب لوقف إطلاق النار، حيث أَشارت مصادر إلى أن اجتماعات مكثفة جرت بين الوسطاء القطريين والمصريين وحماس لمناقشة بنود الخطة. يُجسد هذا الحضور الدبلوماسي ثقة المجتمع الدولي بقدرة الدوحة على تحقيق اختراق في الأزمة، رغم تعقيدات الخلافات حول تفاصيل الخطة.

وأوضح بيان للديوان الأميري القطري أنه جرى خلال الاتصال "تبادل وجهات النظر حول عدد من المستجدات الإقليمية والدولية الأخرى ذات الاهتمام المشترك، واستعراض العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين البلدين في مختلف مجالات الشراكة والتعاون الثنائي".

وتَوَّج هذا الاتصال يوما من التطورات، حيث كانت الخارجية القطرية قد رحبت في وقت سابق الأربعاء بتوقيع الرئيس ترامب على أمر تنفيذي يتعهد بضمان أمن قطر، واعتبرت ذلك تجسيدا للعلاقات التاريخية مع واشنطن وخطوة مهمة لتعزيز التعاون الدفاعي والأمني بين البلدين.

وناقش الاتصال أيضا "المستجدات بشأن خطة الرئيس ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة".

وفي هذا الصدد "جدد أمير قطر التأكيد على دعم الدوحة لجهود إحلال السلام".

وأعرب عن "ثقته في قدرة الدول الداعمة للخطة للوصول إلى تسوية عادلة تضمن الأمن والاستقرار في المنطقة وتصون حقوق الشعب الفلسطيني".

ويَأتي هذا التطور في الوقت الذي تتعرض فيه حماس لضغوط شديدة للقبول بخطة ترامب المدعومة من دول عربية، فيما تنظر الحركة إليها على كونها وصفة “انتحار سياسي” بالنسبة إليها، وهو ما يدفعها للمناورة ومحاولة شراء الوقت عبر طرح اشتراطات وعقد المزيد من المشاورات، وإن كانت الحركة لا تملك المزيد من الترف في ذلك، بعد المهلة التي حددها الرئيس الأميركي لها للرد على الخطة، والتي لا تتجاوز الأربعة أيام.

وقال مسؤول فلسطيني قريب من حماس لوكالة فرانس برس إن الحركة “تريد تعديل بعض بنود خطة ترامب مثل نزع السلاح وإبعاد كوادر من حماس والفصائل.”

وأشار إلى أن “المشاورات مكثّفة على مدار الساعة داخل قيادة الحركة في فلسطين والخارج، (…) ومع الوسطاء،” موضحا أن أربعة لقاءات عقدت الاثنين في الدوحة مع الوسطاء القطريين والمصريين “في حضور مسؤولين أتراك.”

وذكر المسؤول أن حماس “أبلغت الوسطاء بضرورة توفير ضمانات دولية للانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة ولعدم خرق إسرائيل وقف إطلاق النار.”

والثلاثاء، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، في مقابلة مع قناة الجزيرة، وجود قضايا "تحتاج لتوضيح وتفاوض" في خطة ترامب، التي أعلن عنها الاثنين في مؤتمر صحافي بواشنطن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقالت حركة "الجهاد الإسلامي" إن القبول العربي والإسلامي الأولي بخطة ترامب، جاء قبل التعديلات التي أجراها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.

وشدد نائب الأمين العام للحركة، محمد الهندي، في تصريح تلفزيوني الخميس على ضرورة جدولة انسحاب الإسرائيلي وربطه بتسليم الأسرى بشكل واضح، مؤكدا أن الحركة تريد ضمانات واضحة لوقف الحرب على غزة.

وتنصّ خطة دونالد ترامب التي كشف عنها الاثنين ووافق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على وقف فوري للحرب في قطاع غزة فور موافقة طرفي الحرب على الخطة، على أن يلي ذلك الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في قطاع غزة وعن مئات المعتقلين الفلسطينيين.

وتتألف الخطة من عشرين بندا منها نزع سلاح حركة حماس وخروج مقاتليها من القطاع إلى دول أخرى، وإدارة غزة من لجنة فلسطينية مؤلفة من تكنوقراط وخبراء دوليين، بإشراف مجلس يترأسه ترامب نفسه ومن أعضائه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.

وبموجب الخطوة تنسحب إسرائيل تدريجيا من القطاع، إلا أنها تحتفظ “بحزام أمني”، لم يتم تحديده.

وفي هذا السياق، أكد إسماعيل السنداوي، أحد قادة حركة "الجهاد الإسلامي"، بوقت سابق أن خطة ترامب تهدف إلى "تقسيم الصفوف العربية والإسلامية وإلقاء المسؤولية على حماس في استمرار الحرب"، مشيرا إلى أن الخطة قد تكون محاولة يائسة لإنقاذ إسرائيل من المأزق العسكري والسياسي في غزة بعد فشل عمليات الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك عملية "جدعون 2".

كما شدد القيادي في الحركة على أن مبادرات ترامب غامضة وغير واضحة وتفتح الطريق أمام مجازر إسرائيلية جديدة في غزة.

وكان ترامب أمهل، الثلاثاء، حماس ما بين 3 و4 أيام لتسليم ردها على المقترح الأميركي، وإلا "واجهت مصيراً قاتماً"، وفق تعبيره، بينما أوضح مسؤول فلسطيني مقرب من حماس أن الأخيرة بدأت بدراسة المقترح، لافتاً إلى أن المناقشات قد تستغرق أياماً.

ويأتي الإعلان عن الخطة في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي انتشاره في عدة محاور رئيسية بمدينة غزة، مع استمراره بقصف وتفجير المباني والمنشآت السكنية في تلك المناطق، ضمن مساعيه لاحتلال المدينة وتهجير الفلسطينيين منها.