"أمك" من نكتة شارع إلى رد رسمي في البيت الأبيض

هاشتاغات انتشرت على إكس مثل #أمك_البيت_الأبيض، مع تعليقات ساخرة بالعربية مثل "لغة الشارع المصري في البيت الأسود".
الخميس 2025/10/23
سقوط الاحترافية

واشنطن- أثار مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب موجة واسعة من الجدل بعد تكرار عبارة "أمك" رداً على أسئلة صحفيين حول مواضيع سياسية ساخنة، ما اثار النقاش حول أسلوب تعامل ترامب وإدارته مع الصحفيين. وعن حدود السخرية في التواصل الرسمي مع الإعلام.

وتحولت عبارة "أمك" ("Your mom") إلى رد متكرر وغير رسمي من مسؤولي البيت الأبيض. 

ففي 17 أكتوبر 2025، أعلن الرئيس ترامب نيته عقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بودابست (المجر) لمناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا. اختيار بودابست أثار تساؤلات، لأن بوتين مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب، والمجر تحت رئيسها فيكتور أوربان، حليف ترامب غير ملتزمة بمذكرات التوقيف وفي طريقها للانسحاب من المحكمة.

اتصل مراسل من موقع "هافبوست" (HuffPost)، سوفي داتي بالبيت الأبيض ليسأل: "من اقترح عقد اللقاء في بودابست؟"
ردت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، عبر الرسائل النصية "أمك هي من فعلت".
أضاف مدير الاتصالات في البيت الأبيض، ستيفن تشيونغ، بعد دقيقة "أمك".

لم يكن هذا الحادث معزولاً. في اليوم نفسه، سأل مراسل "هافبوست" عن ربطة عنق وزير الدفاع بيت هيجسيث خلال اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فرد المتحدث باسم البنتاغون بسخرية "أمك اشترتها له!". هكذا، تكررت العبارة 3 مرات في أسبوع واحد، مما جعلها تبدو كـ"رد رسمي" غير مألوف.

وعندما سأل داتي ليفيت إن كانت ترى ردّها مضحكاً، ردت ليفيت "المضحك بالنسبة لي هو أنك تعتبر نفسك صحفياً أصيلاً. أنت مجرد ناشط يساري متطرف لا يأخذك أحد على محمل الجد، حتى زملاؤك في الإعلام لا يقولون لك ذلك في وجهك. توقف عن إرسال أسئلتك الكاذبة والمنحازة."

نشرت ليفيت لقطة شاشة للرسائل على إكس يوم 20 أكتوبر، لتبرير ردّها، ووصفت داتي بـ"هاك يساري" (left-wing hack) و"ناشط ديمقراطي يتظاهر بأنه صحفي". داتي، الذي أصدر كتاباً عن ترامب بعنوان مهين في 2021، أصبح هدفاً متكرراً.

 أثار الحادث غضباً واسعاً، حيث اعتبره الكثيرون إهانة للصحافة ودليلاً على "سقوط الاحترافية" في إدارة ترامب. منظمات مثل "بوينتر" وصفتها بـ"استراتيجية تنمر" لإسكات الأسئلة الحرجة، خاصة مع سيطرة البيت الأبيض على تغطية الصحافة منذ يناير 2025. في الإعلام العربي، كما رُبطت بالتوترات السياسية، مثل اتهامات هيلاري كلينتون لترامب بـ"تخريب البيت الأبيض".

ورد متحدث آخر في البيت الأبيض، تايلور روجرز على "ذا إندبندنت"، "الرد مناسب جداً، لأن الشخص ليس صحفياً حقيقياً بل ناشط ديمقراطي. نتلقى مئات الطلبات الجادة يومياً من صحفيين حقيقيين، ولا وقت لدينا للهاكرز المنحازين."

وفي إكس، انتشرت هاشتاغات مثل #أمك_البيت_الأبيض، مع تعليقات ساخرة بالعربية مثل "لغة الشارع المصري في البيت الأسود" أو "سياسة حكومة ترامب: أمك". وقال معلق "في البيت الأبيض الآن "أمك' رد رسمي على أي سؤال محرج. هل هذا نهاية الدبلوماسية؟"

بعض المنشورات ربطتها باحتجاجات "لا ملوك" (No Kings) ضد ترامب في واشنطن.

وقال محللون إن الرد جزء من نمط في إدارة ترامب الثانية، حيث يُعامل الصحفيون "المعادون" بسخرية شخصية بدلاً من إجابات مهنية. فيما يعتبر مراقبون الأمر استراتيجية لتعزيز صورة "الرجل القوي" وإضعاف الثقة في الإعلام، خاصة مع اقتراب الانتخابات أو التوترات الدولية.

يذكر أن "أمك" (Your mom) نكتة أميركية قديمة تعود إلى الثقافة الشعبية (مثل في الأفلام الكوميدية)، لكن استخدامها رسمياً يُعتبر غير مسبوق وغير لائق بمستوى البيت الأبيض.

5