سباق من أجل الأرض: تونس تكتب فصلا جديدا في رياضة الجبال
تونس- من أقصى نقطة في شمال القارة الأفريقية، تستعد ولاية بنزرت لكتابة فصل جديد في سجل الرياضة البيئية والسياحة البديلة. يوم السبت 25 أكتوبر 2025، ستحتضن منطقة رأس أنجلة، المعروفة بكونها أقصى نقطة شمالية لأفريقيا، الدورة الأولى من التظاهرة الرياضية والبيئية الكبرى “الترا بورياس”. السباق ليس مجرد منافسة رياضية، بل مغامرة إنسانية ورحلة في قلب الطبيعة التونسية، حيث يختبر المشاركون قدراتهم البدنية على مسارات وعرة، ويعيشون تجربة رمزية تنطلق من “سقف أفريقيا” نحو فضاءات الحرية والانفتاح. بين زرقة البحر وصفاء الشواطئ، وخضرة الغابات ووعورة التلال، يجد العداؤون أنفسهم أمام مشهد طبيعي بكر، يروي قصة تونس كجسر بين المتوسط وأفريقيا، وكأرض تجمع بين الرياضة، البيئة، والثقافة المحلية.
تحد مزدوج
نورشان بودبوس: المبادرة تعزز السياحة الرياضية المستدامة وتكرّس صورة تونس كوجهة بديلة لعشاق المغامرة
ويمنح المشاركون تحديا مزدوجا: رياضيا من خلال اختبار قدراتهم البدنية في مسارات وعرة. ورمزيا من خلال الانطلاق من أقصى شمال أفريقيا نحو رحلة في قلب الطبيعة التونسية، بين البحر والغابات والجبال. السباق يتوزع على مسارين ليتناسب مع مختلف المستويات:
سباق المسافات الطويلة (80 كلم): مخصص للمحترفين، يمر عبر التلال المشجرة والوديان والشواطئ النقية، ويتيح مناظر طبيعية خلابة.
سباق الاكتشاف (20 كلم): صيغة مبسطة لعشاق الرياضة الراغبين في خوض تجربة ممتعة في بيئة طبيعية استثنائية.
ولتشجيع هذه الرياضة الصاعدة في تونس، رصدت الشركات الداعمة جوائز مالية، وجائزة خاصة لأفضل مشاركة نسائية. كما سيتم تكريم فئات عمرية مختلفة: “المحاربون 1” (40-49 سنة)، “المحاربون 2” (50 سنة فما فوق)، فئة الشباب (أقل من 20 سنة)، إضافة إلى وسام إنهاء لجميع من يكملون السباق.
وفي تصريحها، أكدت المنسقة العامة للتظاهرة نورشان بودبوس أن Ultra Boreas ليس مجرد سباق، بل هو سباق من أجل الأرض ولأجل الأرض، حدث يحتفي بالإنسان والطبيعة والتراث المحلي. وأوضحت أنه سيتم إنشاء قرية للمرأة الريفية عند نقطة الانطلاق، لعرض الحرف اليدوية والمنتجات المحلية، وتسليط الضوء على الدور المحوري للمرأة في التنمية الجهوية. كما ستُوجَّه مداخيل التظاهرة لدعم نساء سجنان عبر إنشاء منصة رقمية لتسويق منتجاتهن والتعريف بها.
التظاهرات المشابهة
وأضافت بودبوس أن هذه المبادرة تمثل انطلاقة لسلسلة من التظاهرات المشابهة في المناطق الداخلية، مشيرة إلى أن الوجهة المقبلة قد تكون بين عين دراهم وبني مطير، بما يعزز السياحة الرياضية المستدامة ويكرّس صورة تونس كوجهة بديلة لعشاق المغامرة. واختتمت المنسقة العامة بتوجيه الشكر إلى مختلف الهياكل الإدارية والأمنية التي ساهمت في إنجاح التنظيم، وعلى رأسها والي بنزرت سالم بن يعقوب الذي تبنى الفكرة منذ بدايتها. كما دعت الراغبين في المشاركة إلى التسجيل السريع نظرا لمحدودية الأماكن، مؤكدة أن السباق سيكون تجربة لا تُنسى تجمع بين الرياضة، البيئة، والثقافة المحلية.