بعلبك تحتفي بكتابي محمد علاء الدين في الشعر والمسرح
بعلبك (لبنان) - أقام “مجلس بعلبك الثقافي” في قاعة “جمعية الشبيبة الخيرية” التراثية في بعلبك مؤخرا حفل توقيع لكتابي الدكتور محمد علاء الدين: ديوان “كتابات على جدران معبد فينيرا” باللغتين العربيّة والروسيّة، ومسرحية “صحوة الآلهة”، بالتعاون مع “المسرح الآخر” و”أكاديمية الممثل”، وجمعية “الشبيبة الخيرية”.
وبعد كلمة وجدانية لمنسقة الحفل نور علاء الدين تحدث رئيس مجلس بعلبك الثقافي حاتم شريف، مبينا أن “الدكتور محمد علاء الدين يذكرنا برواية علاء الدين والمصباح السحري في كتاب ‘ألف ليلة وليلة’. ليس عليك إلا أن تلامس عقله النيّر حتى يتجلى لك مارد أفكاره، فما إن تسأل أو تفتح بابا للنقاش، حتى تراه كعادته وبرخامة صوته، يغدق عليك من معينه.”
وذكّر برحلة علاء الدين من عالم الطب إلى عالم الكتابة التي مارس خلالها كتابة الشعر المغمس بالحكمة، واصفا قصائده بأنها أشبه بـ”عقار يبلسم الروح.”
وتابع “كل الأسماء هي نتاج حروف، إلا النادر منها، فإنه يصاغ بعد سنين طويلة من إرث متشبث في خفايا الذاكرة.”
وختم شريف كلمته بنوع من السجع الذي قال فيه “بناء على ما تقدم سأشهد مثل الشاعر بجلالة الواحد الأحد، الحب، الفرد الصمد، أنك طرزت اسمك بكتابات على معبد فينيرا وإلى الأبد، وبصحوة الآلهة بكلام قد ورد، في عمل مسرحي معتمد، هذا الرجل قد اجتهد، وأنجب بعد طول المخاض ولدا بل اثنين في العدد، وهو الآن بصدد كتابة ثالث على البُرد، قريبا ستقرؤون ما سرد، بعيد التعب والجلد.”
بدوره قال البروفسور طلال درجاني “مدينة بعلبك بجدرانها، أرصفتها وأشجارها، احتفلت بالإنجازات العلمية، علقت عباءاتها في هوائها المفعم بعطر الاكتشاف في لحظة دونت التاريخ الحديث للطب والثقافة على مدارجها، داخل معابدها، وفوق أعمدتها، وخارج حدودها. ترتل صخور بعلبك، ترنم، تغرد، تطرب، تنشد، تنغم، تغني، وتصدح بشعر طبيبها كي يكون الإنسان سعيدا.”
وأضاف “تلك لحظات صعبة، معقدة ومركّبة، وكان الحل دواء مركَّبا، نادرا، يحمل سر المجد، ليكون هدفا إنسانيا ومرجعا للمستقبل. أقف خلف صخور قلعتك يا بعلبك، أستلهم الخيال والتخيل والحب، وإبداع حضارة بدايتها كانت دربك وصلاتي الخاصة في تكوين الأدب، احتمي خلف أعمدتك لنعلن حدث بدء العرض المسرحي، حيث الشعوب تحتفل بجماليات الشعر والنثر والدراما وكل فنون العرض، عبر مشاعرهم وانفعالاتهم الصادقة.”
وأردف وهو يشير إلى تأثير المدينة في شعر ومسرح علاء الدين “بعلبك هي الرمز، وهي الإلهام، هي جرأة الكلمة في التعبير عن الحقيقة الفنية، والصدق في نشر الفعل لمشهديات لا يكررها التاريخ. أنت النسخة الأصلية الأصيلة في وجه كل تزوير أو تحريف فني، سأسرق علنا من صخورك حصى يا بعلبك، وأبني بها مقبرة لي ولكل من آمن بهذه الثقافات لتصبح معبدا لنشر حروف الحضارة.”
وتحدث الشاعر والأديب الدكتور محمد علاء الدين، فقال “لقد قاربت الشعر والأدب بتجرّد مطلق، فسال حبر ريشتي على أوراق قلوب الطيّبين في بعلبك والوطن. كتبت واختصرت لإيماني بأن خيرَ الكلام ما قل ودلّ. ديوان ‘كتابات على جدران معبد فينيرا’ أو فينوس، كتبت قصائده باللغة الروسية، وكي لا يندثر العمل، قمت بترجمته إلى العربيّة مؤخرا.”
وتقول مقدمة الكتاب “أشهد بجلالة الواحد الأحد ‘الحب’، الفرد الصمد. لو طالت الآجال أو قصر الأمد أو دقّت الأحزان في القلب وتد تبقين ما نبض الفؤاد أميرتي .. وشفيعتي .. وإلى الأبد.”
وأضاف “حاولت في النص المسرحي ‘صحوة الآلهة’ أن أرسم بالكلمات طريق الخلاص للإنسان. تخيّلوا معنى أن تصحو آلهة ذلك الزمن المعتّق والراقي والجميل لتفقد أحوال البلاد والناس في مثل هذا الزمن الرديء، لتجد أن الإنسان المعاصر يحمل في الداخل ضدّه، ويسير بألف قدم نحو الهاوية.”
وبعد تلاوته مختارات من كتابيه قرأ علاء الدين من ديوانه المقبل رسالة اعتذار لشاعر القطرين خَليلْ مطرانْ كتبها باللهجة الدارجة تحت عنوان “بعدا بعلبك بتجبّك”، كما ألقى قصيدة ثانية تحيّة لروح الموسيقي اللبناني زياد الرحباني، الذي غادرنا منذ أيام.
وختاما، وقع الدكتور محمد علاء الدين كتابيه للحاضرين الذين تابعوا تقديم الكتابين وتفاعلوا مع مقاربات تجربته التي أتت في أغلبها بنفس وجداني.