اكتشاف يغير قواعد اللعبة في مجال أبحاث متلازمة التعب المزمن
في دراستهم حول متلازمة التعب المزمن، اكتشف الباحثون ثماني مناطق من الشفرة الوراثية تختلف لدى الأشخاص المصابين بالتهاب الدماغ والنخاع العضلي، المعروف بمتلازمة التعب المزمن، عنها لدى المتطوعين الأصحاء. ويقدم هذا الاكتشاف أول دليل قوي على أن الجينات تساهم في فرصة إصابة الشخص بالمرض. وتشمل السمات الرئيسية للحالة تفاقم التعب والألم وتشوش الدماغ بعد القيام بنشاط بدني أو ذهني بسيط.
إدنبرة (المملكة المتحدة) - لا يزال سبب التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضل المعروف بمتلازمة الإرهاق المزمن غير معروف. ويمكن أن يُعزى هذا إلى عوامل عديدة تشمل العوامل الوراثية والعدوى.
ومؤخرا، اكتشف باحثون في جامعة إدنبرة اختلافات في الحمض النووي لأشخاص يعانون من متلازمة التعب المزمن، وهو أمر من شأنه أن يساعد في تبديد تصور بأن هذه الحالة نفسية أو نتيجة للكسل.
ووجدت دراستهم ثماني مناطق من الشفرة الوراثية تختلف لدى الأشخاص المصابين بالتهاب الدماغ والنخاع العضلي، المعروف بمتلازمة التعب المزمن، عنها لدى المتطوعين الأصحاء.
وقال الباحثون في بيان إن هذا الاكتشاف يقدم “أول دليل قوي على أن الجينات تساهم في فرصة إصابة الشخص بالمرض”.
وتشمل السمات الرئيسية للحالة تفاقم التعب والألم وتشوش الدماغ بعد القيام بنشاط بدني أو ذهني بسيط.
ثماني مناطق من الشفرة الوراثية تختلف لدى الأشخاص المصابين بالتهاب الدماغ والنخاع العضلي
ومن الممكن أن تختلف أعراض متلازمة التعب المزمن من شخص إلى آخر، ويمكن أن تختلف شدة الحالة من يوم إلى آخر. وبالإضافة إلى التعب، قد تشمل الأعراض الإنهاك الشديد بعد ممارسة الأنشطة البدنية أو الذهنية، مشكلات في الذاكرة أو مهارات التفكير، دوارا يزداد سوءًا مع الانتقال من وضعية الاستلقاء أو الجلوس إلى الوقوف، ألما في المفاصل أو العضلات، والنوم غير المشبع.
ويتعرض بعض المصابين بهذه الحالة المَرَضية للصداع والتهابات الحلق ويشعرون بألم عند لمس العُقَد اللمفية الموجودة في الرقبة أو تحت الإبطين. وقد تكون لدى المصابين بهذه الحالة حساسية زائدة تجاه الضوء والصوت والروائح والطعام والأدوية.
ولم يعرف سوى القليل جدا عن أسباب الإصابة بمتلازمة التعب المزمن، ولا يوجد اختبار تشخيصي أو علاج لها. ويعتقد الباحثون بأن هذه الحالة تؤثر على نحو 67 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
وحللت الدراسة عينات الحمض النووي من 15579 شخصا أبلغوا عن إصابتهم بالمتلازمة في استبيان و259909 أشخاص لا يعانون من هذه الحالة، وجميعهم من أصل أوروبي.
وأفادت الدراسة التي لم تخضع لمراجعة النظراء بعد بأن المتغيرات الجينية الأكثر شيوعا لدى الأشخاص الذين أبلغوا عن إصابتهم بمتلازمة التعب المزمن كانت مرتبطة بالجهازين المناعي والعصبي.
وقال الباحثون إن منطقتين من مناطق الجينات بالحمض النووي على الأقل تتعلقان بكيفية استجابة الجسم للعدوى، وهو ما يتماشى مع تقارير تفيد بأن الأعراض غالبا ما تبدأ بعد الإصابة بمرض معد.
وسبق أن حدد الباحثون منطقة جينية أخرى لدى الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن، وهو عرض شائع آخر للحالة.
وقال الباحث آندي ديفيروكس – كوك في بيان إن النتائج “تتماشى مع تجارب أبلغ عنها المرضى على مدى عقود”، مضيفا أنه “ينبغي أن تثبت أنها ستغير قواعد اللعبة في مجال أبحاث متلازمة التعب المزمن”.
وتابع “لن تعني هذه النتائج أنه سيتسنى تطوير اختبار أو علاج على الفور، لكنها ستؤدي إلى فهم أكبر”.
وقال علماء لم يشاركوا في الدراسة إن استخدام متطوعين أبلغوا عن إصابتهم بمتلازمة التعب المزمن بدلا من قصر المشاركة على من لديهم تشخيص من أخصائي طبي أضعف إلى حد ما استنتاجاتها. ودعوا إلى إجراء دراسات أكبر لتأكيد النتائج.
وقالت الدكتورة جاكي كليف، التي تدرس العدوى والمناعة في متلازمة التعب المزمن بجامعة برونيل في لندن، إنه سيكون من الضروري القيام بعمل كبير “لترجمة هذه النتائج إلى علاجات جديدة. سيتطلب ذلك استثمارا كبيرا في الأوساط الأكاديمية والصناعة”.
ولا يزال سبب متلازمة الإرهاق المزمن غير معروف. ويمكن أن يُعزى هذا إلى عوامل عديدة تشمل العوامل الوراثية، حيث تبدو متلازمة الإرهاق المزمن متوارثة في بعض العائلات، فقد يُولَد بعض الأشخاص ولديهم خطرٌ متزايد للإصابة بهذا الاضطراب.
الصدمة الجسدية يمكنها أن تسبب متلازمة التعب المزمن، حيث أفاد بعض الأشخاص بأنهم تعرضوا لإصابة أو عملية جراحية أو ضغط عاطفي كبير قبل ظهور الأعراض بوقت ضئيل
كما يمكن أن تظهر أعراض متلازمة الإرهاق المزمن على بعض الأشخاص بعد التعافي من عدوى فايروسية أو بكتيرية.
ويمكن للصدمة الجسدية أو العاطفية أن تسبب متلازمة التعب المزمن، حيث أفاد بعض الأشخاص بأنهم تعرضوا لإصابة أو عملية جراحية أو ضغط عاطفي كبير قبل ظهور الأعراض بوقت ضئيل.
ويعاني بعض المصابين بمتلازمة الإرهاق المزمن من مشكلات في تحويل وقود الجسم، خاصةً الدهون والسكريات، إلى طاقة.
تشمل العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالمتلازمة العمر والجنس والمشكلات الطبية الأخرى.
ويمكن أن تحدث متلازمة التعب المزمن في أي عمر، لكنها تؤثر بشكل أكبر في البالغين في سن الشباب إلى منتصف العمر.
وتكون النساء أكثر عرضة لخطر الإصابة بالمتلازمة من الرجال، لكن قد يرجع ذلك إلى أن عدد النساء اللواتي يبلغن الطبيب عن ظهور الأعراض أكبر من عدد الرجال.
وقد يكون الأشخاص الذين لديهم تاريخ من التعرض لمشكلات طبية معقدة أخرى، مثل الألم الليفي العضلي أو متلازمة تسارع القلب الوضعي الانتصابي، أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة التعب المزمن.
قد تظهر أعراض متلازمة التعب المزمن وتختفي، وغالبًا يُسببها النشاط البدني أو التوتر العاطفي. ويمكن أن يجعل ذلك من الصعب على الأشخاص الالتزام بجدول منتظم للعمل أو حتى الرعاية الذاتية في المنزل.
وقد يشعر الكثير من الأشخاص في مراحل مختلفة من المرض بالضعف الذي يُعجزهم عن مجرد النهوض من الفراش. وقد يحتاج بعضهم إلى استخدام الكرسي المتحرك.