شعراء عرب يحتفون بدمشق والرسول في مهرجان البردة الدولي

المهرجان يقدم أمسيات شعرية وندوات فكرية يشارك فيها أكثر من 28 شاعرا وشاعرة من 10 دول عربية.
الأحد 2025/10/26
الشعر مساحة سلام وتآخ

دمشق- بحضور شعراء من سوريا والعالم العربي، انطلقت السبت الخامس والعشرين من أكتوبر الجاري في دمشق والمحافظات الأمسيات الشعرية لمهرجان البردة الدولي الذي انطلق أمس.

واحتضنت دار الأوبرا في دمشق كوكبة من الشعراء، وسط حضور ثقافي وجماهيري مميز، واكب إلقاء قصائد عربية بين المديح النبوي والتغني بالشام.

مديح للرسول ودمشق

قدّم الأمسية الافتتاحية الشاعر أيمن الجبلي، فيما استهل الفعاليات الشاعر الفلسطيني محمود مفلح الذي ألقى قصيدته بعاطفة حارة ومكثفة، جمعت بين الشوق الروحي والحماس الوطني، مع الأمل بالنصر، بأسلوب عمودي جزل وسهل، مباركا للشعب السوري انتصاراته.

ومن العراق، شارك الشاعر محمد نصيف بقصيدة عبّر فيها عن الحنين والشوق إلى لقاء الرسول الكريم، بأسلوب بسيط وسهل من الشعر العمودي، مبيّناً فضل النبي في هداية الأمتين العربية والإسلامية.

أما الشاعر السوري حسين العبدالله، الحائز على جائزة البردة العالمية، فألقى قصيدة تغزّل فيها بدمشق، معبّرا عن فخره بالنصر وفرحته بتحقيق حلمه بتحرير سوريا.

ومن فلسطين أيضاً، شارك الشاعر وصانع المحتوى مصطفى مطر، الفائز بجائزة الشارقة للإبداع، بإنشاد قصائد تغزّل فيها بدمشق وأهلها، فيما جاءت قصيدته في مديح النبي محمد باستخدام استعارات لفظية جديدة جمعت التراث والواقع.

ومن الكويت، أطلّ الشاعر فالح بن طفلة، مقدّماً قصائد تتحدث عن الشوق إلى دمشق، والتحية لشهداء الثورة السورية، ومديح الرسول، بكلمات عذبة رقيقة ولغة سهلة.

كما شارك الشاعر السوري محمد عارف قسوم، بقصيدة اعتبر فيها النبي محمد رمزاً للجمال، مضمناً قصيدته اقتباسات قرآنية.

ومن سلطنة عمان، ألقى الشاعر مطر البريكي قصائد عبّر فيها عن أمنيته بأن تمطر سماء دمشق خيراً وحباً كما عهدها، مقدما قصيدة في المديح النبوي بالشعر الحر، بألفاظ حديثة وأسلوب سهل ممتنع.

وأبدع الطفل إبراهيم الحلقي في قصيدته التي ألقاها بتشجيع من وزير الثقافة محمد ياسين الصالح، وحملت عنوان “ما بين موتين”، عبّر فيها ببراءة عن حبه لدمشق وعشقه لترابها.

فيما ألقى وزير الثقافة قصيدة عمودية بعنوان مديح الرسول كرمز للهدى، عبّر فيها عن عاطفة حارة جمعت الحنين الروحي بالفخر الوطني، بأسلوب جزل وسهل.

وفي القسم الثاني من الأمسية الشعرية التي قدّمها عبدالرحمن أسعد، استهل الأمسية الشاعر السوري خالد المحيميد الذي عبّر بعاطفة صادقة عن مشاعره عند وصوله إلى دمشق بعد طول حرمان منها، مقدماً أبياتاً تفيض شوقا.

ومن فلسطين، شارك الكاتب والشاعر جهاد الترباني الذي ألقى كلمة وقصيدة مؤثرة استحضر فيها تضحيات الشهداء وآلام الثكالى، وتحدث عن تجربته في تأليف كتابه “مدرسة محمد”، مؤكداً أن سيرة النبي تمثل مدرسة متكاملة في الإنسانية.

كما ألقى الشاعر حسن المطروشي من سلطنة عمان، قصيدته “اليتيم البهي” التي حملت شكراً للمهرجان الذي أعاد للشعراء شعورهم الحقيقي بالانتماء، فجاءت كلماته مفعمة بالحنين والدفء الروحي.

ومن تونس، قدّمت الشاعرة سمية اليعقوبي قصيدة بعاطفة صادقة وإيقاع متزن، امتزجت فيها الصور والمعاني حول دمشق الحرة ومديح الرسول، في شعر الشطرين اتسم بسلاسة الأفكار وتكاملها.

بينما ألقى الشاعر الكويتي مشعل الحربي قصيدته بشغف وحرارة، متحدثاً عن الرسول الذي جاء لينشر الدعوة للتوحيد، بينما عبّر الشاعر اليمني عامر السعيدي عن حبه الكبير لدمشق وواكب الثورة السورية بقلمه، فألقى قصيدة مديح نبوي ربط فيها بين صفات الرسول والأخلاق.

ومن الجزيرة السورية، عبّرت الشاعرة آمال محمد عن سعادتها الغامرة بزوال الطغاة وعودة الفرح، وقدمت قصيدة جزلة وسهلة في الوقت نفسه، تمزج بين الانفعال العاطفي والصدق الوطني. أما الشاعر موسى سويدان، فأبدع في قصيدته التي وصفها بأنها “أغنية مستخرجة من الرماد”، ألقاها بكلمات أشعلت المسرح دفئاً وتألقاً، مقدماً مديحاً نبوياً بأسلوب عذب من الرقة والعمق.

واختُتمت الأمسية بقصيدة شاعر الثورة السورية إبراهيم جعفر من معرة النعمان، وقصائد الشاعر أنس الدغيم.

فعايات في المحافظات

بعد الأمسية الشعرية ألقى الكاتب والروائي الفلسطيني أدهم الشرقاوي محاضرة تحدّث فيها عن خصال النبي، بصفته القدوة الحسنة للبشرية جمعاء.

وسرد الشرقاوي مواقف عدة من التاريخ حصلت زمن النبي عليه الصلاة والسلام، حملت في طياتها معاني العفو والحب والتسامح وصلة الرحم، حيث قام بإسقاطها على المواقف اليومية التي تحدث في مجتمعاتنا والتي يجب أن نحتذي بها.

وفي المركز الثقافي بمدينة حمص، أكد مدير الثقافة في حمص، محمود جرمشلي في كلمة ألقاها في افتتاح الأمسية الشعرية، أن المهرجان يتجاوز كونه حدثاً أدبياً وفنياً ليصبح احتفاءً بالنور الذي أنار الوجود، وأوضح أن الكلمة تمتلك قوة فريدة في توحيد القلوب على قيم المحبة والصدق، وأن الأدب والفن يظلان دعامة أساسية تساهم في ارتقاء الروح الإنسانية.

وشارك في اليوم الأول للمهرجان، نخبة من الشعراء البارزين، كان من بينهم مدير الثقافة في درعا سليمان الزعبي، ومدير الثقافة خليل الأسود من دير الزور، إلى جانب أحمد رزوق جاويش، إبراهيم بلال البكور، سليمان خالد الجيجان، عبدالكريم جمعة، وعبدالرزاق الأشقر.

وتمحورت قصائد المشاركين حول استلهام الجوانب النبيلة من سيرة النبي الكريم، والتعبير عن صفاته الإنسانية السامية وأخلاقه الرفيعة.

كما تضمنت القصائد لوحات وجدانية استعرضت جمال المدن السورية، حيث عبر الشعراء عن حبهم لوطنهم ومكانته العميقة في نفوسهم، مجسدين الوطن كحبيبة لا تنفصل عن وجدان عشاقها.

كما استضاف المركز الثقافي في إدلب أمسية ضمن فعاليات مهرجان “أيام البُردة” الدولي، احتفاءً بجمال الكلمة بمشاركة نخبة من الشعراء والأدباء.

وتحدث مسؤول قسم الإنتاج الثقافي في مديرية الثقافة بإدلب عمر فلاحة خلال افتتاح الأمسية الشعرية عن مهرجان البردة كإحياء لتقليد عريق، من خلال نخبة الشعراء العرب والسوريين.

فيما أعرب الحضور عن سعادتهم وفرحتهم بعودة الفعاليات الثقافية والفنية إلى سوريا عموماً وإلى إدلب بشكل خاص، المدينة التي عانت العزلة، ومن شأن هذه الفعاليات أن تعيد الروح الفنية والشعرية إلى أرجاء البلاد.

ويشارك في المهرجان أكثر من 28 شاعراً وشاعرة من 10 دول عربية هي: فلسطين، الأردن، العراق، السعودية، الكويت، البحرين، سلطنة عمان، ليبيا، تونس، إلى جانب شعراء من سوريا، في أمسيات شعرية وندوات فكرية تتوزع بين دمشق، حمص، اللاذقية، حلب وإدلب حتى الثامن والعشرين أكتوبر الجاري.