الجوع في غزة وموجة الاعتراف بدولة فلسطين يعيدان ويتكوف إلى المنطقة

محاولة لإنقاذ محادثات وقف إطلاق النار في غزة والتعامل مع الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني.
الجمعة 2025/08/01
نتنياهو في مواجهة ضغوط الداخل

القدس - التقى المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس، في محاولة لإنقاذ محادثات وقف إطلاق النار في غزة والتعامل مع الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني حيث حذر مرصد عالمي لمراقبة الجوع من حدوث مجاعة.

وتأتي زيارة ويتكوف إلى المنطقة على وقع ضغط دولي غير مسبوق لعدد متنام من الدول التي تعهدت الاعتراف بدولة فلسطين، متحدية في ذلك الرفض الأميركي والإسرائيلي. وبعد وصول ويتكوف إلى إسرائيل بقليل، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب على منصته تروث سوشيال: “أسرع سبيل لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة هو استسلام حماس وإطلاق سراح الرهائن!!”

وكانت المحادثات غير المباشرة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في الدوحة قد وصلت إلى طريق مسدود الأسبوع الماضي مع تبادل الجانبين الاتهامات في التسبب بالجمود واستمرار الفجوات بشأن قضايا منها الحد الذي ستنسحب إليه القوات الإسرائيلية.

ويرى مراقبون أن دوافع زيارة ويتكوف هي الأزمة الإنسانية التي بلغت مستوى خطيرا في القطاع الفلسطيني لم يعد بالإمكان غض الطرف عليه، وأيضا موجة الاعتراف بدولة فلسطين، وأصبحت كندا أحدث قوة غربية تقول إنها ستعترف، الأمر الذي يقوض ما عملت عليه إسرائيل لجهة ضرب “حل الدولتين.”

وقال مصدر مطلع إن إسرائيل أرسلت الأربعاء، ردا على أحدث التعديلات التي أدخلتها حماس على مقترح أميركي ينص على تطبيق هدنة 60 يوما وإطلاق سراح رهائن مقابل سجناء فلسطينيين. ولم يصدر تعليق من حماس بعد. وصرح مسؤولون إسرائيليون في الأيام القليلة الماضية أن إسرائيل قد تعلن أنها ستضم أجزاء من غزة إذا استمر الجمود.

وفي مواجهة تنامي الغضب الدولي بسبب صور الأطفال الذين يتضورون جوعا، قالت إسرائيل يوم الأحد إنها ستعلق العمليات العسكرية عشر ساعات يوميا في أجزاء من غزة وستحدد طرقا آمنة للقوافل التي تنقل الغذاء والدواء.

وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الأربعاء إلى أن الأمم المتحدة وشركاءها تمكنوا من إدخال المزيد من المواد الغذائية إلى غزة في أول يومين من تعليق العمليات العسكرية، لكن حجم المساعدات “لا يزال بعيدا كل البعد عن أن يكون كافيا.”

◙ على الرغم من إدخال المزيد من المساعدات إلى غزة، يواجه السكان خطرا من القوات الإسرائيلية واللصوص المحليين عند محاولة الوصول إلى الإمدادات

وعلى الرغم من إدخال المزيد من المساعدات إلى غزة، يواجه السكان خطرا من القوات الإسرائيلية واللصوص المحليين عند محاولة الوصول إلى الإمدادات. وقال رجل من دير البلح لرويترز طالبا عدم كشف هويته: “أنا حاولت أكتر من مرة أروح وأجيب طحين، لكن المرة الوحيدة اللي تمكنت فيها أني آخد كيس إجا واحد بسكين ثبتني في الشارع وأخده مني بعد ما هددني يضربني بالسكين.”

ومع تجاوز عدد الفلسطينيين الذين قتلوا خلال الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين 60 ألفا هذا الأسبوع، يتزايد الضغط في غزة على حماس للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وقال رامي من مدينة غزة لرويترز عبر أحد تطبيقات التراسل “راح ننقذ آلاف الأرواح ويمكن الحرب ما ترجع بعدها.” وقادت أمهات رهائن احتجاجا أمام مكتب نتنياهو لمطالبة الحكومة بإنهاء الحرب. وقالت يائيل إنجل-ليشي عمة رهينة أطلق سراحها في وقف إطلاق نار سابق “أنهوا هذا الكابوس”. ويُعتقد أن 20 من أصل 50 رهينة محتجزين في غزة لا يزالون أحياء.

وصرح نتنياهو، الذي يضم ائتلافه الحاكم حزبين يريدان احتلال غزة وإعادة إنشاء مستوطنات يهودية هناك، أنه لن ينهي الحرب حتى ينتهي حكم حماس للقطاع وتلقي سلاحها. وترفض حماس الدعوات لإلقاء سلاحها.

وأيدت قطر ومصر، اللتان تتوسطان في جهود وقف إطلاق النار، إعلانا يوم الثلاثاء من فرنسا والسعودية حدد خطوات لحل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ويذكر الإعلان أنه “يتعين على حماس إنهاء حكمها في غزة وتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية.”

وترفض إسرائيل سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة. وعبر وزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير العدل ياريف ليفين الخميس عن دعمهما لضم الضفة الغربية التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة مستقلة لهم في المستقبل عليها.

بالتوازي مع ذلك فرضت الولايات المتحدة عقوبات على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، بداعي “دعمهما للإرهاب، والتحريض.” وجاء الموقف الأميركي ردا على خطوات دول غربية للاعتراف بدولة فلسطينية.

وتندد إسرائيل والولايات المتحدة بتصريحات فرنسا وبريطانيا وكندا منذ الأسبوع الماضي بأنها قد تعترف بالدولة الفلسطينية، وهو ما تقول تل أبيب وواشنطن إنه مكافأة لحماس على هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023. وأشعل ذلك الهجوم فتيل الحرب، وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 واقتياد 251 رهينة إلى غزة.

وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، الذي سافر إلى إسرائيل، إن المفاوضات بشأن حل الدولتين يجب أن تبدأ، لكن اعتراف ألمانيا بدولة فلسطينية سيأتي في نهاية هذه العملية.

2