ولي العهد السعودي يطلق مشروع "بوابة الملك سلمان" في مكة المكرمة
الرياض - أعلن في المملكة العربية السعودية عن إطلاق مشروع عمراني كبير في مكة المكرّمة يحمل اسم “بوابة الملك سلمان”، وجاء امتدادا لما يصفه المهتمون بالشأن السعودي مزاوجة ذكية بين العناية بالشؤون الدينية والاستثمار في تطوير البنى التحتية وتحسين جاذبية المشهد العمراني لاسيما في الأماكن المقدسة، دون المساس بأصالته وروحانيته.
وأعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء الذي يتولى أيضا رئاسة مجلس إدارة شركة رؤى الحرم المكي إطلاق المشروع ليكون “وجهة متعددة الاستخدامات في مكة المكرمة”، وفقا لما أرودته، الأربعاء، وكالة الأنباء الرسمية السعودية “واس”.
وتمتد البوابة، بحسب الوكالة على إجمالي مسطحات بناء بمساحة تصل إلى اثني عشر مليون متر مربع بجوار المسجد الحرام.
ويهدف المشروع إلى تحقيق نقلة نوعية في تطوير البنية التحتية لمدينة مكة المكرمة والمنطقة المركزية بشكل خاص لتصبح نموذجا عالميا للتطوير العمراني ومساهما رئيسيا في دعم الجهود المبذولة لتطوير المنطقة وتسهيل الزيارة مع تقديم خدمات ذات جودة عالية لقاصدي بيت الله الحرام وإثراء رحلتهم الدينية والثقافية بما يتماشى مع مستهدفات برنامج خدمة ضيوف الرحمان.
يتميز مشروع “بوابة الملك سلمان” بموقع إستراتيجي بجوار المسجد الحرام، ويعد وجهة متعددة الاستخدامات تهدف في المقام الأول إلى الارتقاء بمنظومة الخدمات المقدّمة، وتوفير مرافق سكنية وثقافية وخدمية محيطة بالمسجد الحرام، كما يضيف المشروع طاقة استيعابية تتسع لما يقارب 900 ألف مصل في المصليات الداخلية والساحات الخارجية.
مشروع ضخم يحظى بموقع إستراتيجي ويوفر مرافق سكنية وثقافية وخدمية في محيط المسجد الحرام
ويرتبط المشروع بوسائل النقل العامة لتسهيل الوصول إلى المسجد الحرام، ويمثّل مزيجا استثنائيا متناغما بين الإرث المعماري الغني لمكة المكرمة مع أرقى أساليب الحياة العصرية، بما يضمن أعلى مستويات الراحة.
كما يهدف المشروع إلى الحفاظ على الإرث التاريخي والثقافي لمدينة مكة المكرمة من خلال تطوير وإعادة تأهيل مساحة تقارب 19 ألف متر مربع من المناطق الثقافية والتراثية، لإثراء تجربة زائريها، وكذلك الإسهام في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 على صعيد التنويع الاقتصادي من خلال استحداث أكثر من 300 ألف فرصة عمل بحلول 2036.
وتعمل على تطوير مشروع “بوابة الملك سلمان” شركة رؤى الحرم المكي، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة لدعم تنفيذ إستراتيجيته من خلال رفع مستوى التطوير العمراني بالمنطقة المحيطة بالمسجد الحرام ليصبح من أفضل نماذج التطوير العالمية.
وتركز شركة رؤى الحرم المكي على الإدارة المستدامة للموارد عبر توظيف الحلول المبتكرة، بما يسهم في تحقيق أثر إيجابي ملموس على السكان وضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزائرين مع الحفاظ على النسيج الثقافي لمكة المكرمة، كما تلتزم الشركة بمراعاة المعايير والممارسات العالمية في عمليات التطوير العقاري وتوفير تجربة استثنائية.
ويمثل هذا الجهد العمراني وجها من وجوه الاهتمام على أعلى مستوى قيادي بالشأن الديني في السعودية ذات المكانة الاستثنائية لدى المسلمين عبر العالم باعتبارها موطنا لأقدس مقدسات الإسلام ومهبط رسالته، حيث يحمل الملك صفة خادم الحرمين الشريفين في إحالة على العناية الاستثنائية بتلك المقدّسات.
وتنفّذ المملكة منذ سنوات إصلاحات جذرية بنيوية وتنظيمية وقانونية في مختلف المجالات تتضمن قرارات لا يستثنى منها الشأن الديني بحدّ ذاته والسائر نحو مزيد من إحكام وتنظيم الجوانب الإجرائية المتعلّقة به.
وشمل أحدث تلك القرارات إجراءات القيام بالعمرة باتجاه تيسيرها على الوافدين المتواجدين على التراب السعودي، حيث سيسمح بالقيام بمناسكها لجميع حاملي التأشيرات بمختلف أنواعها خلال وجودهم في المملكة.
كما وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مؤخرا بفتح مسجد القبلتين بالمدينة المنورة على مدار 24 ساعة، تسهيلا للمصلين أداء الصلاة في جميع الأوقات.