وكلاء إيران في العراق يهددون بالرد بعد قرار تحويل 'البنتاغون' إلى 'وزارة حرب'

إمام وخطيب جمعة النجف يعتبر قرار الرئيس الأميركي بمثابة 'إيذان بإعلان الحرب' على المنطقة مهددا بالرد على الخطوة.
الجمعة 2025/09/05
الميليشيات والقوى الدينية الموالية لطهران في حالة ترقب

بغداد - أثار قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تغيير اسم وزارة الدفاع الأميركية إلى "وزارة حرب" حالة من التوتر والقلق بين القوى والشخصيات الموالية لإيران في العراق، التي ترى في هذا القرار تصعيدًا مباشراً يعزز احتمالات استهدافها في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.
ففي خطوة رمزية تحولت إلى نقطة توتر جديدة، وقع ترامب مرسومًا رسميًا يقضي بإعادة تسمية وزارة الدفاع "البنتاغون" إلى "وزارة حرب"، في تغيير أثار ردود فعل واسعة داخل الأوساط السياسية والعسكرية في المنطقة، لا سيما بين الفصائل العراقية الموالية لطهران التي تخشى من تبعات هذا القرار على مستقبل وجودها ونفوذها.
وأبدى عدد من قادة الفصائل العراقية الموالية لإيران، إضافة إلى رجال دين بارزين، مخاوفهم من أن يكون تغيير اسم الوزارة إشارة واضحة إلى نوايا واشنطن التصعيدية في المنطقة، مما يزيد من احتمالات اندلاع مواجهات عسكرية جديدة.
وفي هذا السياق، اعتبر إمام وخطيب جمعة النجف، صدرالدين القبانجي، القرار بمثابة "إيذان بإعلان الحرب" على المنطقة. وأكد القبانجي في خطبة الجمعة أن "الرئيس الأميركي ترامب حول اسم وزارة دفاعه إلى وزارة الحرب إيذانًا بإعلان الحرب"، مضيفًا: "لن تنفعكم أموالكم، ومهما فعلتم فنحن مستعدون للرد، ولن نبدأ الحرب لكننا جاهزون للرد على أي اعتداء."
وتتزامن هذه التصريحات مع تحركات مكثفة داخل الفصائل العراقية الموالية لطهران، التي تراقب بقلق التطورات السياسية والعسكرية في واشنطن والمنطقة، وتستعد لاحتمالات تصعيد قد يطالها.
وفقًا للمرسوم، سيستخدم وزير الدفاع بيت هيغسيث وأعضاء الإدارة العسكرية ألقابًا جديدة مثل "وزير الحرب" و"وزارة الحرب" في المراسلات الرسمية، وهو ما يمثل تحولًا رمزيًا في لغة السياسة العسكرية الأميركية.
ويأتي هذا القرار في إطار محاولات الرئيس الاميركي، منذ عودته إلى السلطة، إعادة صياغة أسماء مؤسسات وأماكن حكومية، مثل تعديل اسم خليج المكسيك وإعادة تسمية بعض القواعد العسكرية إلى تسمياتها السابقة.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية تُعرف باسم "وزارة الحرب" حتى عام 1949، عندما تم دمج القوات البرية والبحرية والجوية تحت مظلة واحدة، وأُعتمد اسم "وزارة الدفاع" للدلالة على دورها في "منع الحروب". إلا أن القرار الأخير يعكس وفق خبراء عسكريين تحولًا في العقيدة، حيث وصف وزير الدفاع هيغسيث هذه الخطوة بأنها "تعكس عقيدة محاربة وليست مجرد كلمات."
على الجانب الآخر، تعيش إيران وحلفاؤها في العراق حالة من الترقب والتأهب القصوى، خشية أن يعكس قرار تغيير اسم البنتاغون بداية لمرحلة جديدة من التصعيد العسكري الأميركي في المنطقة.
ويُعتقد أن طهران تسعى من خلال وكلائها في العراق إلى تعزيز تحصين مواقع نفوذها، مع استعدادات لردود فعل عسكرية محتملة قد تشمل استهداف المصالح الأميركية في البلاد والمنطقة. خاصة بعد تهديدات واشنطن باستهداف المواقع النووية الإيرانية مجددا وفرض مزيد من العقوبات على طهران.
ويشير مراقبون إلى أن القوى الموالية لإيران في العراق تحاول بوعي استغلال المناخ السياسي المتوتر لإثبات قوتها وتأمين مواقعها، خاصة في ظل المخاوف من حملات عسكرية أميركية محتملة ضدها.
ويُرتقب أن يؤثر القرار الأميركي في تصعيد حدة التوتر بين واشنطن وطهران وحلفائها في العراق وسوريا ولبنان، مما يزيد من مخاطر المواجهة المباشرة التي قد تمتد إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط.
كما أثار القرار ردود فعل في الأوساط السياسية والدبلوماسية الدولية، حيث طالب خبراء بتحري الحكمة وتفادي أي خطوات تزيد من حدة النزاع في المنطقة، محذرين من أن تحولات مثل هذه قد تفتح الباب أمام مواجهة شاملة لا تحمد عقباها.
يبقى تغيير اسم وزارة الدفاع الأميركية إلى "وزارة حرب" قرارًا ذا دلالات رمزية وعسكرية عميقة، وهو ما يثير قلق القوى الموالية لإيران في العراق وحلفائها، الذين يواصلون استعداداتهم لأي احتمال للتصعيد، في وقت تحاول فيه الإدارة الأميركية رسم استراتيجيات جديدة تتناسب مع هذه التغييرات.
وسط هذه التوترات، يظل المشهد العراقي مسرحًا حيويًا للنفوذ الإقليمي والدولي، حيث تتشابك مصالح متضاربة، وتتصاعد المخاوف من أن يتحول العراق مرة أخرى إلى بؤرة توتر لا تهدأ.