واشنطن والدوحة تضعان اللمسات الأخيرة على اتفاق معزّز للتعاون الدفاعي

روبيو: قطر الدولة الوحيدة القادرة على المساعدة في إنهاء الحرب.
الأربعاء 2025/09/17
قطر مهمة في خطط واشنطن

الدوحة - أشاد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الثلاثاء بجهود قطر لإنهاء حرب غزة، خلال زيارة قصيرة إلى الدوحة، وتعهّد بدعم أمن الشريك الخليجي بعد أسبوع من الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مسؤولين في حركة حماس.

ووصل روبيو الى الدوحة آتيا من إسرائيل، في زيارة رتّبت على عجل، والتقى خلالها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ثم أجرى محادثات لم تتجاوز مدّتها الساعة، قبل أن يغادر.

وأوردت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن روبيو "شكر قطر على جهودها لإنهاء الحرب في غزة وإعادة جميع الرهائن"، مؤكدا قوة العلاقات بين واشنطن والدوحة.

وأضاف البيان أن روبيو "جدد الدعم الأميركي القوي لأمن قطر وسيادتها".

وأتت زيارة روبيو غداة القمة العربية-الإسلامية الطارئة التي عقدت في الدوحة ودعت الدول إلى مراجعة العلاقات مع إسرائيل، عقب الغارات غير المسبوقة التي شنتها الدولة العبرية.

وأعرب روبيو قبيل توجهه الى قطر، عن تشاؤمه إزاء التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنه شدّد على أن قطر تبقى الدولة الوحيدة القادرة على المساعدة في إنهاء الحرب التي تقترب من إتمام عامها الثاني.

ولكن على متن الطائرة وفي الدوحة، أكد روبيو للصحافيين أن واشنطن تقدر الدور البناء الذي أدته قطر في سبيل إنهاء الحرب، معتبرا أنه "إذا كانت هناك دولة في العالم يمكنها المساعدة في إنهاء هذا عبر مفاوضات فهي قطر".

وخلال زيارته لإسرائيل، وعد روبيو بدعم أميركي "راسخ" لتحقيق الدولة العبرية أهدافها في غزة، خصوصا للقضاء على حماس.

وقال روبيو للصحافيين على متن الطائرة التي أقلته الى الدوحة من مطار بن غوريون قرب تل أبيب "سنطلب من قطر الاستمرار في ما تفعله، ونحن نقدّر كثيرا الدور البنّاء الذي أدته في سبيل إنهاء هذه (الحرب)".

وأضاف "من الواضح أن عليهم تقرير ما إذا كانوا يريدون القيام بذلك أم لا بعد ما حصل الأسبوع الماضي، لكننا نريد منهم أن يعلموا أنه إذا كانت هناك دولة في العالم يمكنها المساعدة في إنهاء هذا عبر مفاوضات فهي قطر".

وتظهر تصريحات روبيو تناقضا لافتا بين موقفه في إسرائيل وقطر. ففي إسرائيل، لم يمتدح دور قطر بشكل مباشر، واكتفى بالإشارة إلى أهمية التطلع إلى المستقبل بعد الضربة.

وهذا التناقض يعكس مدى حساسية الموقف الأميركي، الذي يسعى للحفاظ على علاقاته الاستراتيجية مع إسرائيل، وفي الوقت نفسه لا يستطيع الاستغناء عن دور قطر كشريك أساسي في جهود الوساطة.

وتأتي تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لن يضرب في قطر" مجددا، لتعزز من مساعي واشنطن لطمأنة الدوحة.

لم يكن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة مجرد حادثة عابرة، فقد أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الثلاثاء، خلال مؤتمر صحافي أن بلاده تقدّر الدعم الأميركي لدورها، مضيفا أن الهجوم الإسرائيلي يعجّل بضرورة تجديد اتفاق دفاعي مع الولايات المتحدة.

وعندما سئل عن جهود الوساطة في ضوء هجوم الدوحة، قال الأنصاري "نركز حاليا على حماية سيادتنا ولن ننظر في قضايا أخرى لحين حل هذه القضية".

وأكّد روبيو سابقا أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع قطر للتوصل إلى اتفاق دفاعي بين البلدين قريبا.

ودعا مجلس التعاون الخليجي خلال المؤتمر الصحافي الختامي للقمة الطارئة الإثنين، واشنطن إلى "استخدام نفوذها" لكبح اعتداءات إسرائيل.

ودانت الأمم المتحدة الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة حماس واعتبرته اعتداء على السلام والاستقرار الإقليميين.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الثلاثاء إن الهجوم الاسرائيلي يهدد السلام والاستقرار الإقليميين، وحض على "المحاسبة عن عمليات القتل خارج نطاق القانون".

وكانت قطر في صلب الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين في قطاع غزة. وجاءت الضربة الإسرائيلية الأسبوع الماضي بينما كان قادة من حماس مجتمعين لمناقشة مقترح أميركي جديد لوقف إطلاق النار.

وتستضيف قطر المكتب السياسي للحركة الفلسطينية منذ العام 2012 بمباركة من واشنطن التي سعت للإبقاء على قناة اتصال مع حماس.

وقال روبيو لصحافيين قبل مغادرته إسرائيل "بدأ الإسرائيليون تنفيذ عمليات هناك (غزة). لذلك نعتقد أن أمامنا مهلة قصيرة جدا للتوصل إلى اتفاق. لم يعد أمامنا أشهر، قد تكون أياما، أو بضعة أسابيع".

وأعقب لقاء روبيو نتنياهو قصف إسرائيلي عنيف استهدف مدينة غزة ليل الإثنين الثلاثاء، بحسب ما أفاد شهود عيان.

وقادت الدوحة، إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، جولات متكررة من الوساطة لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس. كما تُعدّ قطر حليفة أساسية لواشنطن وتستضيف أكبر قاعدة أميركية في المنطقة.

1