هيفاء الخزاعي وأحمد الحمر يعيدان تفسير التراث القطري من بوابة التشكيل

هيفاء تعيد تفسير التراث القطري من خلال أشكال معاصرة مستلهمة من النقوش والزخارف الموجودة في الحلي التقليدية.
الجمعة 2025/09/26
دمج أشكال تقليدية مع جماليات معاصرة

الدوحة - اختتم مركز الإبداع القطري، مطافئ “مقر الفنانين”، برنامج الإقامة الفنية للرواد لعام 2024، وذلك من خلال إقامة معرضين فنيين ملهمين يعيدان النظر في التراث القطري ويقدمانه بتصور فني معاصر.

المعرضان هما “خيوط من الذاكرة” للفنانة هيفاء الخزاعي ومعرض “بين الصدأ والفن” للفنان أحمد الحمر، ويأتيان في إطار التزام مطافئ بدعم المواهب المحلية في مختلف مراحل مسيرتها الفنية، وفق ما جاء في بيان المركز.

في معرض “خيوط من الذاكرة” تعيد الخزاعي تفسير التراث القطري من خلال أشكال معاصرة مستلهمة من النقوش والزخارف الموجودة في الحلي التقليدية والأزياء والمنسوجات، حيث وظفت الأعمال الخزفية المصنوعة يدويا والوسائط المتعددة لنسج علاقة بين الذاكرة والهوية واستمرارية الثقافة.

وهيفاء فنانة قطرية ومعلمة فنية سابقة لها خبرة تزيد عن 20 عامًا في وزارة التربية والتعليم في قطر. حازت على درجة البكالوريوس في تعليم الفنون الجميلة من جامعة قطر ودبلوم عام في الفنون الجميلة من بيزانكون، فرنسا. تم عرض أعمالها محليًا ودوليًا.

وسبق أن شاركت في إقامة فنية في باريس مع مطافئ في عام 2019، وأقامت معرضا فرديا بعنوان “ألوان من الماضي”. كما قامت بعرض أعمالها في معارض جماعية مختلفة، بما في ذلك: “تحية إلى بيروت” في معرض الحوش عام 2020، واستاد الثمامة خلال كأس العالم لكرة القدم 2022، و”ليوان الفن” في درب الساعي عام 2023، بالإضافة إلى معرض في غاليري هند في البحرين بعنوان “طبعات صغيرة 2” عام 2023.

تتألف أعمالها من لوحات وطبعات ومنحوتات خزفية مستوحاة من الثقافة القطرية. وفي سلسلة “خيوط من الذاكرة” تُقدّم هيفاء أعمالًا جديدة بتقنيات متعددة، وتُحوّل أعمالها العناصر التقليدية إلى تكوينات نحتية تُجسّد مفهومي الاستمرارية والتحوّل في آنٍ واحد.

◙ استكشاف رموز ثقافية من خلال تكون الصدأ

وخلال فترة إقامتها الفنية استكشفت هيفاء تفاصيل التطريز والحفر والزخرفة في ملابس وزينة النساء، مستلهمةً غنى الألوان والتصاميم في تشكيل أعمالها. وتُبرز ممارستها الحضور المستمر للمعرفة الثقافية التي تنتقل عبر الأجيال. ومن خلال دمج الأشكال التقليدية مع الجماليات المعاصرة، تخلق حوارًا بين الماضي والحاضر يُكرّم التراث ويُعيد تصوّره للمستقبل.

أما معرض “بين الصدأ والفن” للفنان أحمد الحمر، فهو يستكشف التوتر القائم بين التآكل والحفاظ، من خلال إعادة صياغة عناصر من الحياة اليومية ضمن أعمال فنية تركيبية ذات طابع تبسيطي، حيث تتمحور ممارسة الفنان حول المادية والملمس وتراكم الطبقات، ويحفز تكون الصدأ عمدا على صفائح الحديد ويقاطع مساره الطبيعي، ليحول الرموز الثقافية إلى تأملات عميقة في الذاكرة والتحول وإعادة التفسير.

وتُعدّ الأصباغ الطبيعية، وتكوُّن الصدأ، والمواد العضوية، والأشياء المُكتشفة، من الوسائط المتكررة في أعمال الفنان، والتي تعكس شغفه بالتحوّل والعمليات الطبيعية. وخلال فترة إقامته الفنية ركّز أحمد على التجريب بالأساليب والمواد، وغالبًا ما كان يعيد استخدام نفس الوسائط لاستكشاف نتائج جديدة.

في سلسلته “بين الصدأ والفن” يستكشف الرموز الثقافية من خلال تحفيز تكوُّن الصدأ عمدًا على صفائح الحديد، وهي عملية طبيعية يتدخل فيها الفنان ليعيد تشكيلها. وتُبرز الأعمال الناتجة التوتر بين التحلل والحفظ، وتستحضر حوارًا بين الماضي والحاضر، والتقاليد وإعادة التفسير.

وأحمد الحمر فنان قطري حاصل على درجة البكالوريوس في تعليم الفنون من جامعة قطر عام 1999. كما أنه عضو في الجمعية القطرية للفنون منذ عام 1997. بدأ ممارسة الفن الواقعي، لكنه اعتنق في وقت لاحق وضعًا تجريديًا وحدسيًا في عمله، حيث استخدم في لوحاته مواد فنية غير تقليدية مثل الأقمشة والصدأ والأصباغ الطبيعية. وشارك في العديد من المعارض الفنية داخل قطر وخارجها، منها “لوحات ديرتنا” في عام 2018، وكذلك معرض “5050x” في مركز كتارا للفنون في عام 2019.

وكان برنامج الإقامة الفنية للرواد قد انطلق عام 2021، بهدف دعم وتعزيز الحوار بين الفنانين المخضرمين والناشئين في قطر، ومن خلال توفير الوقت والمساحة والموارد يرسخ البرنامج دور مطافئ كمركز للتبادل الفني والابتكار، كما يضمن استمرار ارتباط مطافئ بالفنانين المحليين، ويتيح مبادرات تبادل مثمرة عبر الإرشاد والتوجيه.

ويشارك الفنانون الذين يختارهم مطافئ في البرنامج لمدة تصل إلى عامين، حيث يحظون بفرصة الاستفادة من أستوديوهات مخصصة والانخراط في المجتمع الأوسع من خلال برامج عامة تشمل الجلسات الحوارية وورشات العمل.