نعيم قاسم: خطة ترامب بشأن غزة تحمل 'أخطارا' سياسية وأمنية

الأمين العام لحزب الله يؤكد أن إسرائيل تسعى إلى تحقيق مشروعها عن طريق السياسة، بعدما عجزت عن تحقيقه من خلال العمل العسكري والعدوان والإبادة والمجاعة.
السبت 2025/10/04
نعيم قاسم يؤكد أن حماس والفصائل تناقش ما تراه مناسبا

بيروت - حذّر الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم السبت من "أخطار" في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوضع حد للحرب في غزة، معتبرا أن إسرائيل تسعى عبرها لتحقيق ما "عجزت" عنه في الحرب المتواصلة منذ عامين.
وقال في كلمة متلفزة خلال إحياء ذكرى قياديَين حزبيين قضيا خلال الحرب مع إسرائيل العام الماضي "في الحقيقة هذه الخطة هي خطة مليئة بالأخطار" مشيرا إلى "مشروع إسرائيل الذي تريد أن تحصل عليه بالسياسة بعد أن عجزت من الحصول عليه بواسطة العمل العسكري والعدوان والإبادة والمجاعة".
وأتى موقف قاسم غداة إعلان حماس موافقتها على الافراج عن الرهائن المحتجزين في غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل، والذي شكّل شرارة الحرب في القطاع حيث يظهر حزب الله تحفظه على الخطة.
وأكدت الحركة استعدادها للإفراج عن كل الرهائن وتسليم إدارة غزة لهيئة من "المستقلين" الفلسطينيين، بموجب خطة الرئيس الأميركي التي تحظى بدعم إسرائيل. لكنها شددت على وجوب التفاوض بشأن نقاط أخرى مرتبطة بـ"مستقبل القطاع" وردت في المقترح.
وتنص خطة ترامب على وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن خلال 72 ساعة وانسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من القطاع ونزع سلاح حماس ومغادرة مقاتليها. ولم تتطرق حماس في ردها الى مسألة نزع السلاح.
وشدد قاسم على أنه لن يدخل "في نقاش التفاصيل" المتعلقة بالخطة، مضيفا "في النهاية المقاومة الفلسطينية، حماس وكل الفصائل، هم يناقشون وهم يقررون ما يرونه مناسبا".
وغداة اندلاع الحرب في غزة، أعلن حزب الله فتح "جبهة إسناد" للقطاع وحليفته حماس. وبعد تبادل القصف عبر الحدود لنحو عام، تحوّلت المواجهة مع إسرائيل اعتبارا من سبتمبر 2024، حربا مفتوحة تلقّى خلالها الحزب ضربات قاسية في الترسانة والبنى العسكرية، وخسر عددا من قيادييه يتقدمهم أمينه العام السابق حسن نصرالله وخلفه هاشم صفي الدين.
وعلى رغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار منذ نوفمبر 2024، لا تزال إسرائيل تشنّ ضربات تقول إنها تستهدف بنى عسكرية وعناصر للحزب، وأبقت على قوات في جنوب لبنان.
وشدد قاسم على وجوب مواجهة "مشروع إسرائيل الكبرى" التي تطرق إليها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أغسطس، وهي تؤشر الى الحدود التوراتية التي يُفترض أنها تشمل حاليا الضفة الغربية المحتلة، إضافة الى أجزاء من الأردن ولبنان وسوريا. وسبق لليمين المتطرف في إسرائيل أن دعا الى احتلال هذه الأراضي.
وقال قاسم "عندما نواجه إسرائيل علينا أن نواجهها كل واحد من موقعه وبحسب قدرته... إن لم يكن مقتنعا ومؤمنا بأحقية القضية الفلسطينية، على الأقل أن يكون مقتنعا بأن يبعد الخطر عنه قبل أن يصل إليه، لأن المشروع سيصل إليه عاجلا أم آجلا".
وبعد حربه مع إسرائيل، يواجه حزب الله ضغوطا محلية ودولية لتجريده من سلاحه. وأعد الجيش اللبناني بناء على قرار الحكومة خطة من خمس مراحل لسحبه، سارع الحزب الى رفضها.