"مملكة الملاذ" يعيد تواصل التشكيلي رشيد بوحامدي بالمغرب
الرباط - بعد سنوات من الإبداع في المهجر، يعرض الفنان المغربي-الأميركي، رشيد بوحامدي، تجربته الفنية أمام الجمهور المغربي، لأول مرة، حيث افتتح مساء الخميس برواق ضفاف بمقر مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج بالرباط، معرضه التشكيلي “مملكة الملاذ ” بحضور شخصيات بارزة من عالم الفن والثقافة.
ويضم المعرض، الذي يستمر إلى غاية 3 نوفمبر المقبل، عدة أعمال كبيرة الحجم، مرسومة بالألوان الزيتية على القماش، يستكشف فيها الفنان التوازن والصفاء بين الأشكال والألوان، حيث تقدم إبداعاته تجربة بصرية جذابة، مدعومة بثراء الألوان واستخدام التباينات الدقيقة لإبراز الضوء.
المعرض يضم عدة أعمال يستكشف فيها الفنان التوازن والصفاء بين الأشكال والألوانوقال بوحامدي إنه استلهم إبداعاته من التقاليد الفنية الكلاسيكية والشعبية في المغرب، لا سيما الزليج، مضيفا “لطالما كنت معجبا بالثقافة المغربية، رغم من أني لم أتمكن من اكتشاف هذا البلد إلا عندما كبرت”. وأكد الفنان أن هذا المعرض يشكل تتويجا لرغبة راودته منذ زمن طويل، وفرصة مناسبة لتجديد تأكيد ارتباطه بالمغرب.
من جانبها، أشارت مديرة قطب الفن والثقافة والتواصل بمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، فتيحة أوملوك، إلى أن عودة السيد بوحامدي إلى بلده الأصلي، التي طالما اعتبرها حلما، تحققت بفضل إرادته الراسخة في ترك بصمة للتراث الثقافي المغربي من خلال إبداعاته.
وأوضحت أن الأعمال المعروضة تجسد هذه الرغبة من خلال استحضار زخارف الزليج، وتصوير المدن المغربية، وبعض التقاليد، مثل الزواج المغربي، مضيفة أن هذه الإبداعات تبرهن على خبرة الفنان الغنية بجذوره المغربية والأمريكية المزدوجة.
ولد رشيد بوحامدي في مدينة بالم سبرينغز سنة 1981، من أم فرنسية وأب مغربي، ويعيش ويعمل في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو حاصل على بكالوريوس في الفنون الجميلة من معهد شيكاغو للفنون وماستر في الرسم من جامعة بوسطن. وقد قاده مساره الفني المتميز إلى عرض أعماله في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والمغرب.
ويقول الفنان عن أعماله الأخيرة “اهتممت بمفهوم صناعة الأساطير وإحياء الذكرى، تطرقت إلى مواضيع مثل الحجر الصحي بسبب كوفيد-19 والنضال المستمر من أجل العدالة الاجتماعية والعرقية، استخدمت وسائل شكلية وتصويرية متنوعة.”
ويشرح “أستخدم الخط لتعريف بنوع من التصوير يُرسخ ويُشوّش بالتناوب شعورًا بالحضور والمكان في المجال التصويري. تضفي تقنية توزيع الطلاء إحساسًا بالسرعة على حركة الشخصيات المختلفة في لوحاتي. وبقدر ما يكون عملي تمثيليًا، أسعى إلى كشف وتجاوز نوع من الحدود بين الموضوع المصور ومادية السطح المرسوم”.
