مقتل رجل دين شيعي بارز يثير قلق الطائفة في سوريا

قبل مقتل رجل الدين رسول شحود لم تتعرض الأقلية الشيعية لأي هجمات باستثناء بعض الحوادث القليلة.
الجمعة 2025/07/11
شيعة سوريا يشاركون في مراسم عاشوراء تحت حماية قوات الأمن

دمشق – عثر على رجل دين شيعي بارز مقتولا بالرصاص قرب مدينة حمص، في عملية أثارت مخاوف لدى الأقلية الشيعية من تعرضها لموجة من العمليات الانتقامية، في ظل الجو الطائفي المشحون في سوريا.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، بأنه عثر على الشيخ رسول شحود الأربعاء “مقتولا” بالرصاص قرب مدينة حمص وسط البلاد، وهو أول رجل دين شيعي يقتل منذ سقوط حكم بشار الأسد في ديسمبر الماضي.

وقال المرصد إن مسلحين “أطلقوا النار عليه بشكل مباشر” وهو في سيارته “بالقرب من حاجز للأمن العام” يقع عند أطراف مدينة حمص وقرية المزرعة التي يتحدّر منها الشيخ.

ونعت “الهيئة العلمائية الإسلامية لأتباع أهل البيت” في سوريا ضمن منشور على صفحتها في فيسبوك الشيخ رسول شحود ليل الأربعاء.

منذ سقوط حكم بشار الأسد الذي كان مدعوما من إيران تعيش الأقلية الشيعية، التي يبلغ عدد أبنائها نحو 300 ألف نسمة، في حالة من القلق

وقالت الهيئة في بيان النعي الذي وقّعه نائب رئيسها أدهم الخطيب إن “اغتيال هذا العالم العامل، هو استهداف صريح لصوت الاعتدال والوحدة، ومحاولة يائسة لبث الفتنة وشقّ الصف الوطني والإسلامي.”

وأضافت الهيئة في بيانها “إننا في الهيئة العلمائية ندين بشدة هذا العمل الغادر الجبان،” داعية “الجهات المعنية إلى كشف ملابسات هذه الجريمة النكراء وملاحقة الفاعلين ومن يقف خلفهم لينالوا جزاءهم العادل،”، دون أن تحمّل أي طرف مسؤولية قتل الشيخ.

وقال المرصد إن قرية المزرعة التي يتحدّر منها شحود شهدت حالة من الغضب إذ خرج السكان في تظاهرة لاستنكار الحادث مساء الأربعاء.

ومنذ سقوط حكم بشار الأسد الذي كان مدعوما من إيران تعيش الأقلية الشيعية، التي يبلغ عدد أبنائها نحو 300 ألف نسمة يتوزعون خصوصا بين دمشق وأرياف حمص وريفي حلب وإدلب، في حالة من القلق.

ويرى مراقبون أن هناك أكثر من طرف يمكن أن يكون خلف حادثة اغتيال رجل الدين الشيعي، ومنها أطراف معادية للسلطة الحالية وتسعى إلى إحداث شرخ بينها وبين الأقليات.

ويشير المراقبون إلى أن ذلك لا يلغي أن هناك عناصر محسوبة على السلطة الحالية، تكن العداء للشيعة من منطلق أيديولوجي، وأيضا كرد فعل على مشاركة إيران وأذرعها في الحرب الأهلية التي استمرت لسنوات نصرة للأسد.

قرية المزرعة التي يتحدّر منها شحود شهدت حالة من الغضب إذ خرج السكان في تظاهرة لاستنكار الحادث مساء الأربعاء

وعقب الإطاحة بالنظام السابق سارعت الأقلية الشيعية إلى تأييد السلطات الانتقالية، والتقى وجهاء منها مع الرئيس الانتقالي أحمد الشرع في مارس.

وقبل مقتل رجل الدين رسول شحود لم تتعرض الأقلية لأي هجمات باستثناء بعض الحوادث القليلة.

وفي ذكرى عاشوراء قبل أيام شارك المئات من الشيعة السوريين في مراسم في مقام السيدة زينب بدمشق تحت حماية قوات الأمن.

وأتت هذه الحادثة بالتزامن مع توقع البعض أن تنهي لجنة التحقيق في أحداث الساحل السوري، التي وقعت في مارس وقتل فيها المئات من الأقلية العلوية، عملها الخميس.

وبُعيد أحداث الساحل اندلعت اشتباكات مع مقاتلين دروز في أبريل في محيط دمشق، أسفرت عن مقتل العشرات من الدروز، ما عزّز مخاوف الأقليات.

وفي يونيو الماضي أسفر هجوم انتحاري على كنيسة في دمشق عن مقتل 25 شخصا، اتهمت الحكومة تنظيم الدولة الإسلامية بتنفيذه، ما فاقم مخاوف الأقليات في سوريا، في وقت يشكل بسط الأمن في عموم سوريا أحد أبرز التحديات التي تواجه السلطة الجديدة.

والى جانب أعمال العنف على خلفية طائفية، يتهم سكان محليون قوات الأمن وفصائل مقربة من السلطات بارتكاب انتهاكات أخرى، من بينها عمليات خطف يطال بعضها نساء علويات في الساحل، وإعدامات ميدانية متفرقة في مناطق مختلفة.

2