معرض يستعيد إرث الفنان راشد العريفي قبل نقل بعض لوحاته لمتحف البحرين

لوحات ومنحوتات ووثائق وقطع أثاث وأغراض شخصية، تشهد على عمق تجربة الراحل راشد العريفي وتنوع عطائه الثقافي.
الاثنين 2025/10/06
رحل العريفي وترك فنا خالدا

المنامة – تحتفي هيئة البحرين للثقافة والآثار بالفنان التشكيلي الراحل راشد العريفي عبر فعالية “متحف راشد العريفي: إرث فني خالد”، التي تُقام في متحفه بمدينة المحرّق خلال الفترة من 8 إلى 11 أكتوبر الحالي.

وتأتي هذه الفعالية في إطار جهود الهيئة المتواصلة لصون ودعم الحركة الفنية والثقافية في المملكة، وتسليط الضوء على منجزات شكلت جزءًا من الذاكرة الوطنية والإبداعية.

مساحة للتأمل في مسيرة العريفي الفنية
مساحة للتأمل في مسيرة العريفي الفنية

يمثل هذا البيت المفتوح مساحة للتأمل في مسيرة العريفي الفنية، حيث تتوزع بين أركان المتحف لوحاته ومنحوتاته وأعماله التي تحاكي حضارة دلمون وتستحضر رموزها وتكويناتها. فالزائر يتنقل بين فضاءات جسّد فيها الفنان رؤيته الجمالية، جامعًا بين أصالة التراث وابتكار المعاصرة.

ولا يعد هذا الحدث ختامًا نهائيًا لمسيرة متحف العريفي بل بداية لمرحلة جديدة، إذ ستحتضن هيئة الثقافة مجموعة مختارة من أعماله التي أهدتها عائلته تقديرًا لإرثه الفني. وستُعرض هذه المقتنيات في متحف البحرين الوطني، وتشمل لوحات ومنحوتات ووثائق وقطع أثاث وأغراضًا شخصية، تشهد على عمق تجربته وتنوع عطائه الثقافي.

وقد عبّرت الهيئة عن بالغ تقديرها لمبادرة عائلة الفنان الراحل وثقتها، مؤكدة أن هذه المجموعة النادرة تمثل إضافة قيّمة إلى مقتنيات المتحف الوطني، وخطوة محورية نحو حفظ التراث التشكيلي البحريني وتوثيقه للأجيال المقبلة.

منذ بداياته، أسهم العريفي في تأسيس الحركة الفنية الحديثة في البحرين، بانضمامه إلى أسرة هواة الفن عام 1963، وإقامته أول معرض شخصي عام 1967 في نادي العروبة، إلى جانب دوره في تأسيس جمعية البحرين للفن المعاصر. وقد عُرف بأسلوبه الدلموني المميز الذي جمع فيه بين الرموز التعبيرية والأختام والحجارة والسيراميك، فحوّل اللوحة والمنحوتة إلى امتداد لذاكرة الحضارة.

لم يقتصر عطاء العريفي على الفن البصري، بل ألّف كتبًا توثق الثقافة المادية والتراث الشعبي البحريني، منها: “الفنون البحرينية” عام 1970، إضافة لمؤلفات أخرى، منها “العمارة البحرينية”، و”الألعاب الشعبية”، و”سلسلة التراث البحريني”، و”آفاق دلمونية”.

وقد كرّس العريفي ما يزيد على خمسة عقود في خدمة الفن والثقافة، فنال عدة تكريمات مرموقة، من أبرزها وسام الكفاءة من الدرجة الأولى عام 2007 من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وجائزة الدولة التقديرية والتشجيعية عام 1989، وجائزة الرواد الخليجيين عام 1994، ووسام المؤرخين العرب.

ح

كان أول فنان بحريني تعرض أعماله الفنية في معرض خاص به بدعوة من المملكة العربية السعودية في 23 أكتوبر 1975، وأول فنان بحريني تعرض أعمالة الفنية في معرض خاص به في دولة الكويت في 7 فبراير 1976. اشترك في الكويت مع مجموعة من الفنانين أسرة هواة الفن سنة 1977. أول فنان بحريني تعرض أعمالة الفنية في معرض خاص به في متحف دبي في فبراير 1978 بالإمارات العربية المتحدة. بالتعاون مع كاتفادا في اليابان قدم العريفي الأعمال الفنية لأطفال مركز سلمان الثقافي لعدة سنوات وشارك بقية أطفال العالم حيث فازت البحرين بجائزتين فضيتين عام 1978 من بين دول العالم. اشترك في مسابقات في فرنسا عن فن البوستر 1979.

وتخليدا لفنه، أسس متحف راشد العريفي الذي جعله متاحا للجمهور منذ عام 1994 بمحتوياته الفنية من لوحات وتماثيل ومنحوتات وتنتهي بصور شخصية له في مراحل عمرية مختلفة وفي بعض سفراته ورحلاته العديدة ويقع في مدينة المحرق ويتفرع من شارع المطار، حيث يعرض المتحف نماذج من الأعمال الفنية التي استمد العريفي مواضيعها من الأختام الدلمونية التي تتحدث عن الحياة اليومية لأهالي دلمون كما توجد فيه لوحات فنية من السيراميك ومنحوتات مختلفة المواضيع.