مباحثات سعودية – أميركية لتطوير التعاون الثنائي في المجال العسكري

تنسيق كثيف في فترة عاصفة بالأحداث والتقلبات.
الأربعاء 2025/10/01
رسائل بشأن الأمن والاستقرار

الرياض- بحث رئيس أركان القوات الجوية السعودية الفريق الركن فهد الجهني، الثلاثاء، مع قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي الفريق باتريك فرانك في العاصمة الرياض سبل تطوير التعاون العسكري بين البلدين.

وجاءت المحادثات امتدادا لتشاور وتنسيق حول الشأن الدفاعي والأمني لا ينقطعان بين الرياض وواشنطن في مظهر على رسوخ العلاقة الإستراتيجية التي تجمعهما بمنأى عن تأثيرات الاختلافات الجزئية في الآراء والمواقف من بعض القضايا والملفات كما هي الحال راهنا في ما يتعلّق بالقضية الفلسطينية التي ترى السعودية في حل الدولتين أسلم وأعدل طريقة لحلها، بينما تظهر الولايات المتحدة انحيازا معلنا إلى جانب إسرائيل في رفض تلك الرؤية.

وقالت وزارة الدفاع السعودية في بيان على موقعها الرسمي إن المسؤوليْن البارزْين استعرضا “مجالات التعاون العسكري القائم بين الجانبين، وبحثا سبل تطويره وتعزيزه، بما يخدم المصالح المشتركة.”

وفي سياق متصل بتطوير ذلك التعاون كانت وزارة الخارجية الأميركية وافقت على بيع أنظمة أسلحة دقيقة التوجيه إلى السعودية، وذلك طبقا لما ذكرته وزارة الحرب الأميركية في أحدث صفقة سلاح أميركية – سعودية في عهد الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب.

◄ تباينات جزئية في الموقف من بعض القضايا بين واشنطن والرياض لا تمس بجوهر العلاقات الإستراتيجية

ولا يمثّل التزام واشنطن بالمساعدة في حماية أمن شركائها الخليجيين، فقط، مصلحة لبلدان مجلس التعاون ومن ضمنها السعودية، ولكنّه يمثل بذات القدر مصلحة حيوية للولايات المتحدة التي تحتفظ بمصالح اقتصادية وجيوستراتيجية كبيرة في المنطقة ذاتها تحرص على حمايتها واستمرارها.

وعلى هذه الخلفية لا تكاد تنقطع اتصالات كبار المسؤولين الأميركيين مع القادة والمسؤولين الخليجيين.

وقبل بضعة أسابيع أجرى وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في الرياض محادثات مع قائد القيادة المركزية الأميركية الفريق أول براد كوبر رأى مراقبون أنها تتضمن رسالة بشأن رسوخ التعاون الدفاعي والتنسيق بين المملكة والولايات المتحدة للحفاظ على الأمن والاستقرار بعيدا عن تأثيرات الأحداث الاستثنائية والتباينات الظرفية في المواقف.

وجاء ذلك اللقاء في غمرة تداعيات الضربة الجوية التي وجهتها إسرائيل لموقع داخل العاصمة القطرية الدوحة وحاولت من خلالها اغتيال قادة حركة حماس الفلسطينية الأمر الذي ألقى بظلال من الشك حول مدى مواصلة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإيفاء بالالتزامات التاريخية للولايات المتّحدة بحفظ أمن واستقرار حلفائها الإستراتيجيين الخليجيين، وهو شكّ سارعت واشنطن لمحاولة تبديده من خلال اتصالات سريعة مع قادة ومسؤولين ببلدان مجلس التعاون وإصدار تطمينات وإظهار الاستعداد لاتخاذ إجراءات عملية على غرارا ما أعلن عنه من مساع لإبرام اتفاق دفاعي معزّز بين قطر والولايات المتحدة.

وعكس اللقاء الذي انعقد في ظرف إقليمي متوتّر خصوصا بفعل الحرب الإسرائيلية في قطاع غزّة وتداعياتها، مجدّدا مرونة الطرفين السعودي والأميركي في التعامل مع التباينات في مواقفهما حفاظا على علاقات حيوية ومصالح مشتركة كبرى تعود لعدّة عقود من الزمن.

1