ماكرون يحذّر إسرائيل: لا هجوم ولا ضمّ يوقفان الاعتراف بفلسطين
باريس - حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء إسرائيل من تنفيذ أي هجوم أو محاولة لضمّ الأراضي، مؤكدا أن مثل هذه الممارسات لن تقف عقبة أمام الاعتراف بدولة فلسطين.
ويأتي هذا التحذير في ظل تصعيد إسرائيلي عسكري متزايد في كل من غزة والضفة الغربية، مما يثير مخاوف دولية حول مستقبل حل الدولتين.
وقال ماكرون في منشور على منصة إكس "لن يوقف أي هجوم ولا محاولة ضمّ ولا تهجير للسكان الزخم الذي أطلقناه مع ولي العهد وانضم إليه العديد من الشركاء"، في إشارة إلى نقاش أجراه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ويأتي هذا التصريح في وقت تستعد فيه إسرائيل لشن هجوم واسع النطاق على مدينة غزة، إلى جانب إعلانها نيتها ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، لا سيما المنطقة "ج" أو منطقة غور الأردن والمستوطنات.
ومن شأن هذه الخطوات الإسرائيلية أن تقضي على إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة، وهو ما يتعارض مع مبدأ حل الدولتين الذي تدعمه الأمم المتحدة.
كما انتقد ماكرون قرار الولايات المتحدة عدم منح تأشيرات للمسؤولين الفلسطينيين لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلا إنه قرار "غير مقبول ... ندعو إلى التراجع عن هذا الإجراء والسماح بتمثيل فلسطيني يتماشى مع اتفاقية المقر".
وأعلنت واشنطن الأسبوع الماضي عدم السماح لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومسؤولين آخرين بالسفر إلى نيويورك، حيث من المقرر أن يعترف عدد من حلفاء الولايات المتحدة بدولة فلسطينية.
وأضاف "هدفنا واضح: حشد أكبر دعم دولي ممكن لحل الدولتين.. وهو السبيل الوحيد لتحقيق التطلعات المشروعة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين".
وأشار إلى أن هذا الحل يتطلب وقفاً دائماً لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وإيصال مساعدات إنسانية واسعة النطاق لسكان غزة، إضافة إلى نشر بعثة لتحقيق الاستقرار في القطاع.
وأضاف ماكرون أن الجهود ستشمل ضمان نزع سلاح حركة حماس وإبعادها عن أي سلطة في غزة بعد الحرب، إلى جانب إصلاح السلطة الفلسطينية وتعزيزها، وإعادة إعمار القطاع بالكامل.
ويتزامن موقف ماكرون مع تزايد عدد الدول التي تعلن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، فقد أعلن وزير الخارجية البلجيكي، ماكسيم بريفو، أن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر، لتنضم بذلك إلى فرنسا وكندا وأستراليا، وإن كان الاعتراف البلجيكي مشروطاً بإطلاق سراح الرهائن وتوقف حماس عن إدارة غزة. كما أعلنت بريطانيا أنها مستعدة للاعتراف بفلسطين إذا وافقت إسرائيل على مجموعة من المطالب، أبرزها وقف إطلاق النار في غزة.
وسبق لكندا وأستراليا أن أعلنتا عزمهما على الاعتراف بدولة فلسطين، فيما أعلنت بريطانيا أنها ستفعل ذلك إذا لم توافق إسرائيل على مجموعة من المطالب من بينها وقف إطلاق النار في غزة.
وفي الإجمال، تعترف ثلاثة أرباع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين التي أعلنتها القيادة الفلسطينية في المنفى عام 1988.
ويتزايد الضغط الدولي على الحكومة الإسرائيلية لإيجاد حل للنزاع الذي أدى إلى أزمة إنسانية خطيرة في القطاع المحاصر الذي يقطنه نحو 2,4 مليون نسمة. ومنذ بدء الحرب في غزة عقب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، تصاعد أيضا العنف في الضفة الغربية التي تحتلها الدولة العبرية منذ عام 1967.
وأدت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 63557 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبر الأمم المتحدة معطياتها موثوقة.
واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم نفذته حماس في السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1219 شخصا في الجانب الإسرائيلي، غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد يستند إلى بيانات رسمية.