ليبيا تعلن تفكيك ثلاث خلايا إرهابية تتبع تنظيم داعش

جهاز المخابرات الليبية يقول إن التحقيقات لا تزال جارية لكشف الجهات الداعمة والممولة للخلية داخليا وخارجيا.
الأحد 2025/08/03
رصد متواصل

طرابلس - أعلن جهاز المخابرات الليبية تمكنه من تفكيك ثلاث “خلايا خطيرة” تتبع تنظيم داعش الإرهابي، كانت تنشط في مناطق متفرقة في جنوب البلاد.

وجاء ذلك وفق ما نقلته وكالة الأنباء الليبية الرسمية “وال”، الجمعة، عن مصدر أمني رفيع بجهاز المخابرات الليبية، لم تسمّه.

وقال المصدر الأمني إن “هذه العملية تأتي في إطار جهود الدولة الليبية لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله.”

وأوضح بأن جهاز المخابرات ساهم في “رصد وتتبع عناصر الخلية طوال الأسابيع الماضية.”

وأضاف المصدر ذاته أن “التحقيقات لا تزال جارية لكشف الجهات الداعمة والممولة للخلية داخليا وخارجيا،” مشيرا إلى وجود “تنسيق وثيق مع لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة” في هذا الصدد.

وأوضحت الوكالة أن “تقريرا مقدما لمجلس الأمن كشف أن الخلية الأولى كانت تجند العناصر وتسهل نقلهم من شمال أفريقيا إلى الصومال ومنطقة الساحل، وتقدم لهم الدعم اللوجستي من جوازات سفر وإقامة.”

التقرير المقدم لمجلس الأمن أكد أن هذه الخلايا خططت لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف مؤسسات داخل ليبيا

وفيما تقوم الخلية الثانية “بغسيل الأموال من خلال شركات تمويهية لمساعدة المقاتلين وعائلاتهم على الهروب من مخيم في سوريا (لم تذكره) إلى ليبيا، فضلا عن استثمارها في دول المنطقة.”

أما الخلية الثالثة فقالت الوكالة إنها كانت مسؤولة عن “تحويل الأموال إلى تنظيم داعش باستخدام عملات مشفرة.”

وأكد التقرير المقدم لمجلس الأمن، وفق ما نقلته الوكالة، أن “هذه الخلايا خططت لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف مؤسسات أمنية وسيادية داخل ليبيا.”

وأشارت الوكالة إلى أن جهاز المخابرات الليبية “ضبط بحوزة تلك الخلايا كميات من الأسلحة والمتفجرات، إضافة إلى أجهزة اتصال مشفرة ووثائق تثبت تلقيها دعما لوجستيا من الخارج.”

ولفت التقرير إلى أن “أحد أفراد الخلية يُعرف باسمه الحركي (QDe.115) وهو مدرج على قائمة العقوبات الدولية كقيادي في تنظيم القاعدة، وقد تم اعتقاله خلال العملية الأمنية الأخيرة إلى جانب عناصر أخرى كانت تتلقى تدريبات في مناطق نائية جنوبي البلاد.”

ولم تشر الوكالة إلى زمن تنفيذ هذه العملية الأمنية، ولا أماكن تفكيك الخلايا الثلاث.

انعدام الأمن والفوضى التي تشهدها البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي ساهم في تزايد أعداد مثل هذه الخلايا الإرهابية

وفي 13 نوفمبر 2014، سجل تنظيم داعش الإرهابي أول ظهوره له في ليبيا حينما أقام ندوة علنية لأول مرة أمام مسجد الصحابة وسط مدينة درنة (شرق)، تحت شعار “مدوا الأيادي لبيعة البغدادي.”

كما ظهر التنظيم في بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية والواقعة شرق البلاد، إذ أقام فيها وقت دخوله عام 2015 شرطته الإسلامية بمنطقة القوارشة، وديوانا للحسبة بمنطقة الهواري، فضلا عن تأسيس محكمة شرعية كما كان يطلق عليها آنذاك.

وفي 23 فبراير 2017 سيطر مسلحو داعش على مديرية أمن مدينة صبراتة غرب البلاد بعد اشتباكات مع قوات الأمن أسفرت عن سقوط 12 من عناصر الأمن وخمسة من التنظيم.

وفي 28 مايو 2015 أعلن تنظيم داعش أنه يجهز نفسه لإعلان أكبر إمارة له داخل ليبيا، وهي مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) التي دخلها في غفلة من الجميع.

وخلال تلك الفترة تبنّى التنظيم تنفيذ العديد من العمليات الانتحارية في شرق البلاد وغربها وجنوبها.

ورغم الفراغ الأمني الكبير في ليبيا التي ينقسم جيشها شرقا وغربا فضلا عن الصراع السياسي على السلطة، إلا أنه تم طرد التنظيم من الأراضي الليبية، غير أن السلطات تعلن من وقت إلى آخر تفكيك خلايا تابعة للتنظيم الإرهابي وخاصة في جنوب البلاد.

ويرى مراقبون أن انعدام الأمن والفوضى التي تشهدها البلاد منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في العام عام 2011، ساهم في تزايد أعداد مثل هذه الخلايا الإرهابية التي تنشط داخل الأراضي الليبية.

وتعاني ليبيا منذ العام 2011 من الفوضى والانقسامات السياسية التي تعمقت بوجود حكومتين، إحداهما تحظى باعتراف دولي، وهي حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة، ومقرها العاصمة طرابلس، وتدير منها غرب البلاد بالكامل.

أما الحكومة الثانية فكلفها مجلس النواب (البرلمان)، وهي برئاسة أسامة حماد، ومقرها في بنغازي، وتدير شرق البلاد بالكامل ومدنا في جنوب البلاد.

2